|
المفكر الحر د. الأنصاري استاذ الشريعة قال (الجلوس بجانب الممثله يسرا أفضل من القرضاوي
توما شماني– تورونتو/ عضو اتحاد المؤرخين العرب شخبطة على الحائط الباحث الأكاديمي القطري المفكر الحر عبد الحميد الأنصاري، حائز الدكتوراه في السياسة الشرعية من كلية الشريعة والقانون من جامعة الأزهر عام 1980. يعمل أستاذا للسياسة الشرعية في كلية القانون بجامعة قطر، وكان قبلها عميدا لكلية الشريعة والقانون في نفس الجامعة. والدكتورعبد الحميد الأنصاري واحد من الاكاديميين، ممن لم يرهم الزمن من قبل ومن بعد، وحتى الآن فهو في حق وحقيق رأس حركة التنوير التي لابد لها ان تحدث، رغم فعاليات التخويف والبطش والحرق والتفجير القائمة الآن، وهي الآن قائمة في الشرق الاوسط شرقه وغربه بل حتى كندا هنا التي يقودها سرا وعلنا اصحاب الدكتورات والشهادات العالية المجترون كالبقر في الصحف وتشجيعا من الصحون الفضائية العربية الدائرة حول العالم. المفكر الدكتورعبد الحميد الأنصاري، اول ما دعى له، الدعوة لتحريم (العمليات الانتحارية) التي أرجعها إلى (الخطاب الديني المأزوم الزارع للكراهية) وقال (أنا أدعو لتحريم العمليات الانتحارية لأنه أصلا لا يوجد في الاسلام ما يشير إلى جواز تفجير النفس في العدو وغير العدو، ومن يقوم بتفجير نفسه بمدنيين اسرائليين إنما يفعل ذلك لأسباب سياسية إيديولوجية لا علاقة لها بالدين). الواقع ان الدين اي دين في العالم لا يدعوا الى دعوات تفجير الاسواق والباصات وقتل الآباء والامهات وتفجير الكنائس والمراقد والجوامع، كما يحدث في عراقنا الجريح الذي اصبح صوماليا. ومما دعي له المفكر الحر عبد الحميد الأنصاري، فرز الدين عن التاريخ، قائلا إن الدين مقدس بينما التاريخ ليس كذلك، معتبرا أن (الصحابة بشر واختلفوا أصلا على السلطة). وانتقد الأنصاري القول بأن الجنة حكر على طائفة بعينها. وفي موضوع آخر، انتقد الدكتور الأنصاري بعض أفكار الشيخ يوسف القرضاوي، واكد في تصريحات سابقة له قوله بأنه يفضل الجلوس في الطائرة قرب الممثلة المصرية يسرا على الجلوس قرب الشيخ القرضاوي. وقال (أنا أحترم القرضاوي ولكن أختلف معه، وقلت ذلك لأني أرتاح بالسفر بالطائرة قرب يسرا أكثر من جلوسي قرب أستاذ لا أشعر بحريتي قربه). ثم قال (أنا أنتقد مواقف القرضاوي السياسية ومنها معاداة الغرب وقوله إن الحوار مع اليهود لا يكون إلا بالقنابل اليهودية بينما أنا مع الحوار مع اليهود) وعن التاريخ أكد المفكر الحر الأنصاري بضرورة فرز الدين عن التاريخ، وأوضح بأن الدين مقدس بينما تاريخ المسلمين مثل تاريخ أي أمة، قائلا أن النص هو القرآن والسُنّة الصحيحة. وقال (في تاريخ المسلمين كان هناك اختلاف الصحابة على السلطة فالصحابة بشر ولهم أطماع وطموحات ويجب إزالة القدسية والعصمة عن ذلك). اما مسألة التخوين والعمالة فهي قائمة في مجتمعاتنها حتى في كندا فالذي لم ننل منه مكسبا دعوناه بالعميل، وفي احدى اجتماعات الجمعية العراقية الكندية كان هناك شخص مشهور بلحس الاحذية راح يسب الدكتور إياد علاوي ناعتا اياه بالعميل وهو الذي يرتشي بالفلس واقل من الفلس. وبهذا يقول الدكتورعبد الحميد الأنصاري في ("التخوين" آفة مرضية ودليل عجز وإفلاس، وقد تخلصت شعوب الأرض جميعاً منها وبقيت في مجتمعاتنا فقط، وأشد المعارضين للرئيس الأميركي والحكومة الأميركية من أمثال نعوم تشومسكي ومن لف لفّه من بقايا الطفولة اليسارية والملقب "عدو أميركا الأول"، لا يجرؤ أحد على المساس بوطنيته إلا عندنا، فما أسهل اتهام الإنسان في دينه ووطنيته، وتلك هي مأساة الحياة السياسية والثقافية العربية) ثم يقول (الخطاب التخويني هو إفراز لعقلية احتكارية واختزالية وشمولية، كما يقول الدكتور وحيد عبدالمجيد، فهي "احتكارية" لأنها تحتكر الوطنية، إذ تنفي الوطنية عن الآخرين، وهي "اختزالية" لأنها تختزل العالم في خير وشر ثم تختزل الشر في "الغرب" أو في "أميركا" وتعتبر المخالفين لها امتداداً للغرب وأميركا، وهي "شمولية" لأنها ذات طابع شمولي لا يحفل بقيمة الفرد، تضحي به من أجل الجماعة دون إدراك للعواقب الكارثية!) ومما دعى له المفكر الدكتورعبد الحميد الأنصاري، فصل الدين عن التاريخ في المناهج ليستقيم فهم الناشئة لتاريخ اجدادهم. اذ (ليس من الامانة حشو ادمغة الناشئة بالامجاد والمآثر مع تجاهل تام للجوانب السلبية فذلك يورث استعلاء وانتفاخا كاذبا) وقال (هذا المنهج الانتقائي الاستعلائي في تدريس التاريخ هو احد روافد الفكر العدواني الارهابي الذي ابتليت به مجتمعاتنا) وشكك الانصاري في بعض الخطب التي يرددها بعض الخطباء المتعصبين ووصفها بـ (الضعيفة) مثل حديث (بعثت بالسيف) الذي قال انه (يتناقض مع النص القراني ولانه يصور الامة الاسلامية في شكل مجموعة من قطاع الطرق التي تعتاش على ما تسلبه من اموال الاخرين عبر الحروب والغارات باسم الدين) واضاف ان (الاقليات في مجتمعاتنا تعاني اوضاعا غير سوية وممارسات غير عادلة واشكالا من التمييز من قبل الدولة نفسها او من الاغلبية المسلمة والعربية). يقول المفكر الدكتورعبد الحميد الأنصاري في احدى مقالة له في الجذور الفكرية للتطرف في الخليج (يشهد المجتمع الخليجي في الآونة الأخيرة، موجات من التشدد والتطرف، تختلف شدة ومظهراً من بلد إلى آخر، هناك أعمال إرهاب وتمرد في أكثر من بلد خليجي، وهناك تضييق على حريات التعبير وقضايا ضد الصحافة وصلت إلى المحاكم، وهناك فتاوى التكفير التي لم ينج منها أحد، بدءاً من الكتاب إلى الفنانين، وهناك التحريض المستمر ضد الآخر عبر بعض الفضائيات التي تبث أشرطة العنف من غير أي تمحيص أو نقد متوازن، وهناك مواقع التطرف الأصولية عبر شبكة الانترنت، وهناك عنف دفع بعض الآباء للتخلص من أبنائهم، هناك توتر عام يدفع بعض الشباب إلى أحضان الإرهاب ويجعل خطاب أهل الاعتدال يتماهى ويتقاطع مع خطاب المتطرفين). ويعزو الدكتور الأنصاري ذلك الى تيارين داخلي وخارجي (التيار الداخلي فقد أتى من داخل الجزيرة العربية ممثلاً في الفكر السلفي التكفيري، وتم ترويجه عبر المنابر والمدارس ومراكز الدعوة، وهو فكر قمعي، إقصائي، تشكيكي، اتهامي، يرى نفسه الوحيد الناجي وكل المسلمين في ضلال، وقد اتخذ من "العنف" وسيلة لنشر فكره ومعتقده، لا يعرف شيئاً عن احترام حقوق الإنسان أو الأقليات المذهبية أو الدينية أو احترام حقوق المرأة إذ هي وسيلة لإمتاع الرجل وآلة للتناسل لا غير). ويقول ان التيار الداخلى هذا (أتى من داخل الجزيرة العربية ممثلاً في الفكر السلفي التكفيري، وتم ترويجه عبر المنابر والمدارس ومراكز الدعوة، وهو فكر قمعي، إقصائي، تشكيكي، اتهامي، يرى نفسه الوحيد الناجي وكل المسلمين في ضلال، وقد اتخذ من "العنف" وسيلة لنشر فكره ومعتقده، لا يعرف شيئاً عن احترام حقوق الإنسان أو الأقليات المذهبية أو الدينية أو احترام حقوق المرأة إذ هي وسيلة لإمتاع الرجل وآلة للتناسل لا غير). ويظيف الباحث الأكاديمي المفكر الحر عبد الحميد الأنصاري (وأما التيار الخارجي الوافد، فهو تيار الإسلام السياسي الذي ولد خارج الخليج نتيجة صراع الجماعات المُسيّسة مع أنظمتها، وهو تيار اصطدم بالسلطة هناك وهرب لاجئاً إلى الخليج وخلق توتراً سياسياً بين أهله واتخذ من الخليج ميداناً لصراعاته وتصفية حساباته مع خصومه السياسيين. وفكر هذا التيار يقوم على أيديولوجية الصراع مع الغرب وأميركا، وعداء الحضارة الغربية والحطّ من شأنها وتحميل الغرب مسؤولية تخلّف الأوضاع العربية، وهو فكر اتهامي، تشكيكي، ارتيابي، متلوّن يتهم الأنظمة السياسية والحكام بالتبعية للخارج، ويتهم المدافعين عن فكر التنوير والعقلانية ونقد الذات بأنهم عملاء للخارج). انتقد المفكر الدكتورعبد الحميد الأنصاري العميد السابق لكلية الشريعة واصول الدين في قطر، الصراع القائم بين السنة والشيعة في التعصب الطائفي ودعاهم الى (قطيعة معرفية مع التراث التعصبي) والى (تخصيب المناهج بقيم التسامح والتقارب والقبول بالاخر). ونعت التعصب الطائفي بانه (افة قديمة بدايتها ذلك التكالب من قبل الفرق الاسلامية المختلفة على روايات الفرقة الناجية). ان اشد الادواء التي تعاني منها مجتمعاتنا هي البارانويا اي الشعور بالعليائية الكاذبة التي يشعر بها الكثير هنا وهناك من اصحاب الافكار السلفية والتي يتبناها هنا الكثير ممن يسمون بالمثقفين المثرثرين اصحاب الياقات البيضاء، مما تضعهم في مواقع سلبية من تواريخ الآخرين، ففي اجتماع اخير تحدث واحد صاحب لحية سلفية ظاهر بكبريائه وتعاليه، معلقا على قانون حمورابي مشيرا الى انه كان طبقيا حيث كان الناس يعيشون الفقر وآخرون على سراء في تعبير اشبه بالاستهزاء وهو تعليق يدل على ظاهرة محو كل تواريخ الدنيا، الا ما قاله السلف، لهذا فان قانون حمورابي لا قيمة له رغم انه اول قانون عرفه العالم، وليس هذا فحسب فانه من جماعة من يكفر الآخر لمجرد انه يمارس صلاتا تختلف عن طريقة صلاة الآخر كما يمارس الوضوء بشكل آخر، في وقت يرى العالم ان قانون حمورابي فخر للعراق ولكن صاحب اللحية السلفية فوق المتكابر ينكر كل الحضارات السابقة واللاحقة ولا يرى تاريخا للعراق غير التاريخ الذي في جعبته، وواآخر ممحي من صفحاته التاريخية يقول (الثعالبي، فقه اللغة) عن العرب (سمت أبناءها بالأبشع لأعدائها وسمت عبيدها الأجمل لأنفسها)، لهذا فان صاحب اللحية السلفية المتكابر على الآخرين يرى التاريخ شوربة عدس. والعليائية ليست سمة اصحاب اللحى السلفية فان الكثير من حملة الدكترة والمثقفين هنا عندما يتحدثون عن التاريخ يرون تراثهم هو التاريخ ما بعده من تراث، خاصة عن الطب في العصر العباسي اذ يرونه طب ما بعده من طب وتراهم يبالغون به الى حد الهوس وهذا ما اراه على الانترنيت، فهناك صفحات لا عد لها تنشر عن ابن سينا وغيره على انه قد ختم الطب وليس هناك بعده من طب. هذا ليس نكران مني للطب في العصر العباسي، فقد شاركت في بغداد في مؤتمر اقامه اتحاد المؤرخين العرب، قلت عن الرازي انه كان اول مبتدع للتدوين السريري في التاريخ، الطريقة التي يمارسها الطبيب الحديث الآن. الطب في بغداد في العصر العباسي كان ابداع لكن يجب اعتباره فصلا اعترف بما قبله من طب فنمى، ثم تلقفه الغرب وانماه حتى وصل لنا بما نراه الآن في الطب. ما يتحدث به الباحث الأكاديمي القطري المفكر الحر عبد الحميد الأنصاري، فريد في هذا العصر المنحدر الى الماضي معتمدا النقل لا العقل، ولكن اين هو امام مايقوله مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز اعاده الله الى رشده، اذ يقول في كتابه (فتاوي اسلامية) صدر عن الجامعة الاسلامية في 1995. قال فيه (الارض ثابتة لا تدور كما يزعمون لكانت البلدان والجبال والاشجاروالانهار والبحار لا قرار لها ولشاهد الناس البلدان المغربية قي المشرق والمشرقية في المغرب ولتغيرت القبلة على الناس. وبالجملة هذا قول فاسد من وجوه كثيرة يطول تعدادها... أما الذين يقولون ان الارض تدور فهم يكذبون على الله ويرتكبون خطأ ظاهرا مخالفا للآيات القرآنية وللمحسوس والواقع) ويقول (اول من يقول بدوران الارض فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب رشد والا قتل كافرا مرتدا ويكون ماله فيئا في مال المسلمين). فمن هذا المنطق المتخلف يكون المفكر الحر عبد الحميد الأنصاري كافرا مرتدا ضال مضل فاسق كما فعلوا بنصر حامد ابو زيد او كما فعلوا قتلا بفرج فودة وحسين مروة وآخرين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |