دار ثقافات العالم

 

 

محسن ظافرغريب / لاهاي

mr.fbi.prof@live.nl

 في ذكرى اليوبيل الذهبي، مرور نصف قرن على إهداء الولايات المتحدة الأميركية في 19 أيلول 1957م لألمانيا التي تعرضت لغزو مماثل لتحرير العراق من نازية البعث، هدية"مبنى ثقافات العالم"، نتمنى على الولايات المتحدة التي بادرت في 8 شباط الأسود 1963م بإهدء بغداد، البعث بقطار أميركي يشبه القطار الألماني الحامل لينين العظيم في ظل الحرب الكونية العظمى الأولى الى قصر الشتاء في موسكو مع الفارق، بلشفي حل بدل المنشفي كيرنسكي، ليكون صدام بوصف عفلق هدية العراق الى الأمة العربية، تخلف حثالات الشوارع الخلفية في جريمة عسكر قصر عارف الثاني المتوفى عن91 خريفا أمس الأول، لطرد المدنية والثقافة وتعطيل الحضارة في مهدها الأول العراق.

 والناس لبعضها من بدو ومن حضر، نتمنى من الولايات المتحدة هدية حضارية مماثلة لحاضنة الثقافات غير الأوروبية وثقافات العالم الثالث في ألمانيا في مجالات عدة كالرقص والموسيقى والفنون التشكيلية، مبنى ثقافات العالم تليق بالعراق العريق فالهدية على قدر المهدي بضم الميم، بعد أن بشرنا سماحة الفتى مقتدى بقرب إنسحاب القوات متعددة الجنسية ليكون مبنى السفارة الأميركية الكبرى المزمع إقامته في حرة الدنيا بغداد مدينة السلام، ذاته دار ثقافات العالم المشتهى مع أطيب المنى بمناسبة الاحتفال رسميا بميلاد دار ثقافات العالم في العاصمة الألمانية برلين يوم 30 آب الجاري بفعالية ثقافية يكون من بين حضورها عمدة برلين كلاوس فوفيرايت ووزير الدولة للشؤون الثقافية بيرند نويمان، وتحت عنوان "72ساعة نيويورك" بعد إغلاق المبنى لمدة عام كامل لإجراء ترميمات إنشائية لإنهيار سقف المبنى جزئياً في أيار1980م كحدث هام تناولته الصحف آنذلك لأهمية الصرح في تاريخ المدينة في فترة ما بعد الحرب الكونية الثانية. واستمرت أعمال تغيير السقف وشكل المبنى تماماً سنوات طويلة، أبعدته عن المساهمة في المشهد الثقافي الألماني من خلال استضافته للفعاليات والمهرجانات الثقافية. وخلال فترة ترميم المبنى كما يقال، وضعت لهذه الدار، برامج عدة تتعلق بتوجهات مضمونية جديدة. ففي مقدمة الفعاليات التي ستستضيفها الدار سوف لا يكون التعريف بالثقافات الأخرى فحسب بل وكذلك التطرق إلى صورة العالم الذي تسوده العولمة ودور الإنسان فيها. وإن ذلك يهدف إلى تقديم فهم لمجتمع ولمشاكله في ظل التطورات الدولية.

 بعد توحيد شطري ألمانيا وسقوط جدار برلين، الذي كان يقطع أوصال العاصمة الألمانية برلين، أصبحت دار ثقافات العالم تحتل موقعاً مميزاً من حيث المكانية في وسط المدينة، لتسهم في استضافة الفعاليات الثقافية في مجالات الرقص والمسرح والموسيقى والأدب والسينما، ض فضلا عن الفنون التشكيلية للثقافات غير الأوروبية، ولثقافات العالم الثالث على وجه الخصوص. وقد بلغت كلفة الترميم وتجديد تقنيات المبنى ليصبح منتدى متعدد الأغراض قرابة 9 ملايين يورو.

 ولم يتم إعادة افتتاح المبنى سوى قبل عقدين(عام 1987م)، حين احتفلت مدينة برلين بذكرى ميلادها وفي مطلع عام 1989م عاد المبنى الجديد إلى الظهور مجدداً على مسرح الحياة الثقافية الألمانية، وكان من الفعاليات التي نظمت في أروقته آنذاك سلسلة من الفعاليات الفنية عن الثقافة التركية في ألمانيا.

 صمم المعماري الأميركي هوغ ستوبينز هذا المبنى بعد أن تكفلت الولايات المتحدة الأميركية بإقامته مساهمةً منها في رفد الحياة الثقافة في برلين في أتون الحرب الباردة آنذاك. وكرمز للحرية كان عليه أن يتوجه بفعالياته إلى بلدان شرق أوروبا، ليتطور بعد ذلك إلى صرح معماري في حقبة الحداثة التي أعقبت الحرب في بلدان أوروبا الغربية وليترك أثره البيّن في تاريخ العاصمة الألمانية برلين.

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com