|
جميع دول الجوار العراقي تتحمل مسؤولية المعاناة والآلام شعبنا (انا لا أستثني أحدا)، لاستغلالهم نفوس الضعفاء من داخل العراق الذين يعملون ضد مصلحة العراق، بل لمصالح وأجندات خارجية مقابل حفنة من الدولارات، وبعضهم يتبؤون مواقع خطيرة في الحكومة العراقية، ومن المؤسف ان تكون من ضمن هذه الدول أعداء النظام السابق مثل الحكومة السوريه وكذلك الحكومة الإيرانية التي كانت أكثر ضرراً خلال حربها مع العراق، وكانت ضحاياها نصف مليون مواطن بين قتيل وجريح . الكثير من الظواهر السلبية السائدة والمتفشية في العراق اليوم تقف خلفها دول الجوار ومخابراتهم، بتعاون مع الطابور الخامس الذي يعمل لحسابهم داخل العراق، وتسعى بكل ما اتيت من قدرة وجهد خبيث لتوسيع الشرخ بين اطياف الشعب الواحد وبالتالي لإحداث حالة من الفزع والفوضى والارتباك، لكي تثير حالة اليأس لدى الإنسان العراقي، ويصل الحال بالمواطن لأن يطالب بعودة الامور الى ما كانت عليه سابقا، لذلك تزداد المعاناة اليومية للشعب العراقي بفعل أعمال إرهابية منظمة ومدعومة من دول مجاورة، والمستمرة في تدمير العراق وقتل أبناءه تحت ذرائع مختلفة، هدف هذه الأنظمة أن يعيد لها مصالحها السياسية والأقتصادية التي فقدتها بعد سقوط النطام البائد، ومأرب أخرى منها الخوف من عدوى هذه الديمقراطية أن تنتقل عبر المنافذ الاعلامية الى بلدانهم ، ويسقطون من كراسي الحكم الى أقفاص الأتهام . حيث نجحت هذه الدول تحت واجهة طائفية لأغراض سياسية في خلق مصاعب جمة للحكومة العراقية من خلال أستخدامها السلاح الطائفي وسماحها بعبور المتسللين عبر حدودها الى العراق, وتقديمها شتى أنواع الدعم للمجاميع الأرهابية لتخريب بلدنا وقتل أبناءنا مع دعم إعلامي لأعمالهم الشريرة، جراء ذلك الدعم فتشكلت مليشيات شيعية تتلقى الدعم من إيران التي استغلت هذا الصراع واتخذت من العراق ساحة لتصفية حساباتها مع أمريكا على الأرض العراقية وبدماء أبناء الشعب العراقي . بحجة الدفاع عن الشيعة ، كما تشكلت مليشيات سنية تتلقى الدعم من دول الجوار الأخرى التي تدعم الإرهاب بحجة الدفاع عن العرب السنة ومقاومة المحتل في العراق وبدماء وأرواح شعبنا، وطبعاً يغضون النظر عن الوجود الأمريكي في عقر دارهم. هذه الدول المتضررة فقدت صوابها لهذا التغيير في العراق ولم يرق لها بنجاح العملية السياسية فيه ورغم تباكيها الكاذب على الشعب العراقي ، فراحت تعمل وبشتى الوسائل على تقويض هذا النظام الجديد وزعزعة الثقة بين المواطن و السلطة، فأستخدمت اساليب القتل والتدمير والاغتيالات والاختطافات بواسطة الارهابيين والتكفيريين والميلشيات الاسلامية المتواجدة على الساحة العراقية، وسخرت كافة إمكانياتها السياسية والأعلامية والأقتصادية لغرض تدمير العراق وإفشال العملية السياسية الجارية، انتقاماً من هذا الشعب الجريح بسبب مواقفه من النظام البائد، لكي يقولوا لشعوبهم أن الديمقراطية تعني الخراب والدمار. في حين ينتظر الشعب العراقي من هذه الدول المجاورة مواقف شريفة وإنسانية وتساعده في بناء المجتمع المدني في العراق الجديد وتوطيد أسس العدالة الأجتماعية وسلطة القانون التي فقده في الأزمنة الماضية. الواقع الآني يفرض علينا وعلى حكومتنا محاربة نفوذ وأطماع وتجاوزات دول الجوار والمحيط الأقليمي المعادي لشعبنا، والعمل الجاد والدؤوب لوقوف امام هذه الدول بكل قوة وصلابة ومنعهم الدخول بشؤوننا واستئصال جذور ارهابهم الذي ينبغي استهداف التجربة السياسية الجديدة لبلدنا، ومعالجة وحل المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي، لتفويت الفرصة على اولئك الذين يريدون اعادة الاوضاع الى ما كانت عليه سابقا، لأن أتضحت الرؤيا والحقائق الدفينة التي تضمرها هذه الدول ونواياها الحاقدة على شعبنا العراقي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |