وداعا يا سيف آل الحكيم ((الشهادة خاتمة المجاهدين))

 

 عزيز جابر الجياشي

azizaljabere@yahoo.com

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)

 نعزي صاحب العصر والزمان والعلماء الأعلام وعلى رأسهم سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) وقيادتنا الحكيمة والمتمثلة بسماحة بقية السيف والشهادة السيد عبد العزيز الحكيم (دام عزة) باستشهاد المجاهد الحاج أبو احمد الرميثي .ترجل الفارس من صهوة جواده ونحن كنا بحاجة إليه ترجل منا والقلوب كلها تهفو إليه رحل عنا قائدنا ومحافظنا وأخينا ودعنا رحمة الله عليه وتركنا .

 غابت شمسك يا أبا احمد دون إيذان بالرحيل مثل النجم هويت مضيت أسرع مما جئت فجعنا الخبر حطمتنا الصدمة أي حزن يكفينا لنحزن فكل الدموع تحجرت في عيوننا وكل عذابات الفراق والغربة احتلت مساحات الصبر من ساعات حاضرنا وماضينا اعتصرتنا الفاجعة فأي عزاء يكفيك يا أبا احمد ويكفينا .

 الله الله ما أصعب هذا اليوم الموغل بالقسوة كيف سمحت لشمسك أن تغيب وهي في عز التوهج .... غاب الأخ والصديق غاب الحبيب والرفيق فقدنا المنارة ونحن ما زلنا نتحسس من ظلمات الغربة إلى مشعل ضوء يرشدنا إلى رؤياكم ولقائكم .

 الله الله يا أيها الحزن المغلف بكل الأحزان فلم تستطيع عيوننا أن تغفو وهي تجمع شتات صورتك الأخيرة التي تبعثرت في أحداقنا من طول البعد والفراق وإذا بك تلوح مودعا نبضك ما زال فينا انتظرناك وانتظرتنا على أمل أن تنتهي الغربة ونلتقي وأي لقاء ذلك اللقاء الذي لن يأتي موعده هذه المرة.

 رحلت عنا وصعب علينا البحث عن ذلك اللقاء فأي ريح مريرة جائتنا بخبر رحيلك محملة بألم الفراق وقسوة الحسرة فقدناك يا أبا احمد يا اعز الرجال فقدناك يا سيف آل الحكيم ولم تكتحل عيون محبيك برؤياك في ساعتك الأخيرة لا أستطيع ألا أن أقول يرحمك ربي يرحمك ربي فهذا اختياره.

 فأنا بهذه الكلمات لا اعرف هل أداوي جراحكم أم أداوي جراحي هل أواسيكم أم أواسي نفسي فكيف بنا أن ننسى قمرا كان يضيء ليالينا كيف أن ننسى مجاهدا بذل نفسه منذو صباه في مقارعة الظلم والطغيان والعبودية كان يعرف بان نهايته هي الشهادة لان هذا الخط هو خط الشهداء والمضحين نذرت نفسك يا أبا احمد لخدمة الدين والمذهب ولخدمة أبناء مدينتك وهاهم اليوم يودعونك وأي وداع لا رجعة فيه ستبقى في عيوننا وقلوبنا وعقولنا وأرواحنا قبل كل شيء .

 وها أنت تلتحق بركب الشهداء والمضحين في سبيل الوطن الغالي وها أنت ألان بجوار الأنبياء والصالحين بجوار حبيبك وسيدك شهيد المحراب (قدس سرة الشريف) بجوار اخوانك من في الجهاد من الشهداء والصديقين فهنيئنا لك يا أبا احمد الرميثي الشهادة. وسوف تفتخر بك المثنى بعشائرها وريفها ومدنها وقراها وأبنائها وشيوخها ونسائها وأطفالها إلى يوم يبعثون لأنك نذرت نفسك لخدمتهم ولأنك صنعت لنفسك في قلوبهم محبة لن يمحيها أي شيء وسطرت لخطك الشريف ملاحم من البطولة والشجاعة والجهاد .

أسكنك الله يا أبا احمد فسيح جناته وليرحمك برحمته الواسعة أنا لله وأنا إليه للراجعون الفاتحة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com