المقاومة تعود من جديد

 

 

 

 

عبد الرزاق السلطاني / عضو اتحاد الصحفيين العرب

بعد أن احبطت كافة المحاولات الخبيثة التي اريد بها النيل من وحدة الشعب العراقي فقد ايقن البعض أن لا سبيل امامهم سوى التوافق عبر الحوار والنقاش والمقاربات السلمية التي ستكون المدخل الرئيس لدحر الظلاميين والتكفيريين والارهابيين المتطرفين الذين يغرفون من الوعاء الدموي ذاته لانهم في النهاية يلتقون على خطاب واحد وهدف واحد هو ابقاء الحريق مشتعلا في العراق، وهم يدركون ان وقود هذه النار المستعرة هم العراقيون الذين يتعرضون للخطف والاعدامات الميدانية وحز الرؤوس، فإكذوبة (المقاومة) التي استهدفت علنا قطاعات واسعة من ابناء هذا الوطن تسببت في ايجاد الفرقة بين ابناء الشعب واعلنت تخوينها وتكفيرها لابنائه الوطنيين، فضلا عن الاستهداف على الهوية، فهي لا تحضى باجماع وطني،وهي بالتاكيد ليست مقاومة اصلا، فالصداميون والقاعدة لا يتوانون يوما عن استهداف المدنيين من العمال والطلبة والنساء والاطفال ولا يجدون أي تأييد او قبول لوجودهم في العراق، اضافة لما ذكر لا توجد ادنى نسبة قياسا لما اودى بحياة الابرياء اذا ما قورنت بضحايا المتعددة الجنسية، اذ لا توجد (مقاومة) في العراق وهي اكذوبة كبرى وكل ما يحدث هو مجرد تصفية حسابات اقليمية ودولية على حساب دماء العراقيين دون استثناء. لذا فسيناريوهات احتواء الفوضى في العراق ومنع انتشارها بالمنطقة يتلخص في الاقناع السياسي للجوار العراقي الذي يعد الداعم الاساسي لما ذكر، وان استمرار عدم استقرار العراق هو تهديد لدول الجوار الاقليمي نفسها، ففي تطورات الخارطة السياسية العراقية اصبح المشهد الاستراتيجي واضحا تماما وذلك من خلال الفرز الطائفي وابعاد السنياريو المقدم على اساس تنصيب حاكم ديكتاتور على غرار الطراز الصدامي او على مقاسات الانظمة العربية الراديكالية التي تجاهلت معطيات العملية السياسية التي وقفت خلف ظهرانيها المرجعيات الدينية المباركة وتسعة ملايين ناخب، إن هذا العداء الشرس والحشد الطائفي البغيض الذي لا يعترف بشيء اسمه الاستحقاق الوطني لا يسري على شريحة محددة بل هو صوت كل اعداء التغيير والخلاص من الظلم والاستعباد.

 وليس غريبا غياب التضامن العربي في ظل بيئة تموج بالصراعات والازمات التي يكون احياناً فيها اللاعب الاساسي ويتزامن مع تراجع واضح يعود الى غياب الرؤية العربية الشاملة في ادارة التفاعلات القادرة على المبادرة وتوجيه مسارات الاحداث في الطريق الصحيح لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة من ناحية، ويحقق تطلعات الشعوب العربية من ناحية أخرى. إننا نعتقد ان الديمقراطية والازدهار الاقتصادي يسيران معا، وهذا ما اثبتته تجارب الديمقراطيات الناشئة في غير مكان من العالم، فالاقتصاد المزدهر يسهم في بزوغ الديمقراطية، وهذه الاخيرة تدفع الاقتصاد قدما الى الامام مما يستوجب استنفار كافة الجهود المخلصة لبناء العراق على اسس الشراكة التي اعلنتها قوانا الوطنية والدينية وفي اكثر المحافل للقضاء النهائي على اعداء العراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com