|
هل ستوفق الحكومة العراقية في إيجاد بدائل للمواطنين الذين يتخذون المدارس مأوى لهم : بعد عطلة صيفية طويلة قضاها أبناؤنا تحت وطأة الحر الشديد والجو الخانق والعابق, برائحة السلاح والدم, تعود المدارس تفتح أبوابها لاستقبال عام دراسي جديد عسى ولعل أن يكون خيرا من أعوام مخيفة مرت , وقد تركت الكثير من الضحايا سواء في صفوف الطلبة أو الهيئات التعليمية, ومن الضروري قبل أن تبدأ المدرسة بفتح أحضانها لاستقبال التلاميذ أن تهييء المباني والقاعات وتسد النواقص وترمم, وتحضر الكتب المدرسية وكل الوسائل التي تحتاجها المدرسة. منذ أيام طرح أحد المواطنين أمام وسائل الأعلام مشكلة المواطنين الذين تضررت بيوتهم بسبب التفجيرات, والعنف والتهديدات الطائفية المسيطرة على مناطق عديدة في بغداد , ممن اتّخذوا من المباني المدرسية مأوى لهم, وطلب إدارات المدارس من المواطنين إخلائها لقرب بدء الموسم الدراسي. طرح المواطنون تساؤلا مهما ومشروعا !!أيهما أهم المدرسة أم المواطن الذي يجد من سقف المدرسة سكنا له ولعائلته يقيه غائلة الحر . ومأوى ينام فيه !! ما هومطروح يضعنا أمام اختيار صعب! هل سنحرم أعدادا كبيرة من طلاب المدارس من مدارسهم التي تحولت الى ملاجئ تضم عشرات العوائل التي تضررت جراء العنف الطائفي والهجمات الإرهابية,والتفجيرات ,أسئلة توضع أمام أنظار أصحاب الشأن من المجالس البلدية والحكومة العراقية ومجلس النواب, بمعالجة هذه المشكلة الكبيرة التي ينبغي أن تحل دون أن يلحق الضرر, المواطن أو الطالب الذي ينبغي توفير مناخا سليما له ليواصل دراسته. صحيح أن المهام التي تواجهها الدولة من أزمات سياسية ومشكلات لا حصر لها لكن ذلك لايعني أن تتوقف الحياة وأن يتجاهل المسؤولون مثل هذه المشاكل باعتبارها ليست من الأولويات لكنني أرى أن مثل هذه المشاكل ينبغي أن يكون لها الأولوية فمن أبرز مهمات الدولة توفير المسكن للمواطن والمدرسة للتلميذ, والمشكلة هنا لاتتعلق بالمواطنين الذين ليس لديهم سكن أصلا والمطلوب من الدولة إسكانهم وهذا يحتاج الى دراسات , والى قطع أراضي وغيرها, بل المقصود بذلك من تضرر داره بسبب تفجير أو قذائف وهو غير مسؤول عن الخراب هذا , لذا ينبغي أن تتخذ المجالس البلدية والدوائر ذات الشأن قراراتها بالتعويض والتسهيلات لمواد البناء والتعويضات حتى يتمكن المواطن من إعادة بناء بيته, كما يقتضي على الدولة أيضا تخصيص مساعدات مالية لتأجير مساكن للمواطنين في المناطق التي هاجروا إليها والذين يتخذون من المدارس مساكن لهم لاسيما وأن بوادر الانفراج السياسي والمصالحة الوطنية التي تؤدي الى الاستقرار واضمحلال العنف الطائفي, وعودة الأمان الى بيوتنا وأحيائنا ومدننا لم تلح في الأفق بعد , وبهذا ستكون الدولة قد قامت بواجبها إزاء مواطنيها وستفتح المدارس أبوابها مستقبلة أجيالا من الأطفال العراقيين حرموا من نعمة العلم وستكون بوابة الأمل مشرعة أمام رجال ونساء المستقبل .
لماذا يقف السياسيون العراقيون عقبة أمام مطالب المرأة العراقية في مجلس النواب في ندوة أقامتها مشكورة رابطة المرأة العراقية في بريطانيا ونقلتها فضائية الشرقية إذ استضافت السيدتين مبجل بابان, والآنسة ميسون الدملوجي اللتين تحدثتا عن قانون الأحوال الشخصية والفقرة 41الخاصة به في الدستور, وعن دور البرلمانيات العراقيات ما سأتناوله هو تعقيبات على ما تحدثت به ميسون عن واقع المرأة العراقية ودورها في البرلمان وعن الدور الإيجابي ونقاط الألتقاء في كثير من القضايا التي تهم المرأة بين النائبات المتواجدات في البرلمان العراقي وأعطت مسألة الأتفاق على التعليم وتكافؤ الفرص, ومما طرحته أيضا السيدة النائبة هو الدور السلبي للأحزاب السياسية وأعتقد أنها تعني الأحزاب والقوى الدينية التي لها حصة الأسد تجاه قضايا المرأة التي تطرح في البرلمان, وهذا ليس غريبا على أحزاب مبنية على أفكار تهمش المرأة وتحدد وظيفتها وتحصرها بين جدران المنزل وتغلفها بالمحللات والمحرمات والعيب .ولم يعرف عنها سابقا اهتمامها بالعنصر النسوي أو مشاركة المرأة في العملية السياسية, وما اتخذته الآن من أسلوب قسي زج النساء في العملية السياسية وتعيينهن في مناصب مرموقة وتخصيص نسبة من المقاعد لهن في البرلمان إنما هو أمر مفروض عليهم وليس هو تغيير جوهري في نظرتهم الى المرأة والاعتراف بجدارتها وإمكانياتها ومن ملاحظة بسيطة الى طبيعة الوفود التي تشارك في الحوارات السياسية والمصيرية لوجدنا اختفاء الصورة النسوية سواء ضمن الوفود الحكومية أو البرلمانية عدا بعض القوائم التي لها طابع علماني كالقائمة العراقية .ومن خلال ماتحدثت به ميسون الدملوجي حول الأتفاق والاختلاف بين النساء ضمن الكتل النيابية المختلفة بأن الموقف تجاه المسائل المهمة كالفقرة رقم 41الخاصة بالمرأة والموقف من قانون الأحوال الشخصية والتعديلات وحول نسبة مشاركة النساء في الحكومة والبرلمان والتي لها علاقة بالنظرة الى المرأة وأهمية مشاركتها تجد الاختلاف سيكون واضحا في المواقف وانحياز البرلمانيات الى أحزابهن ولو كانت على حساب مصالحهن كنساء . إن استمرار وضع المرأة ومساهمتها السطحية في العملية السياسية على هذه الشاكلة سواء في البرلمان أو الحكومة سيفقد الناس الثقة بإمكانياتها وقدراتها, كما أن التجربة الأولى قدمت درسا يمكن الاستفادة منه أن مساهمة المرأة في مجلس النواب أو الحكومة ضمن أحزاب لاتؤمن بالمرأة كند لاقيمة له وإن هي مجرد ديكور يتم التباهي به أو أصوات تكمل وتعطي شرعية, لأنها أي المرأة ستكون مرهونة بقرارات ومواقف حزبية , لذا فمن الضروري أن تفكر المنظمات النسوية جديا في خوض الانتخابات القادمة ككتلة نسائية ليست مرتهنة بتوازنات الأحزاب ومصالحها بل تسعى الى تثبيت مكانة المرأة, كصوت مستقل تخدم المرأة العراقية , تتبنى مطالبها وتدافع عن مصالحها . بلد المسيرات المليونية: لايكاد يمر شهر, إلاّ و الجماهير الغفيرة من البسطاء من أتباع (أهل البيت )كما يحلو للبعض أن يسموا الشيعة في الوقت الحاضر ,قد توجهوا سيرا على الأقدام من مدنهم وغالبا قراهم البعيدة أو القلة منهم بالسيارات, يقطعون الكيلومترات ليحيوا مناسبة دينية يكون بالإمكان إحياؤها في أماكنهم بقراءة الأدعية والأذكار دون أن يقضوا أياما تحت وطأة الحر أو البرد والطين والمطر في طرق لم تعرف الإسفلت.أعداد ضخمة من الشيب والشباب من النساء والرجال مع أطفالهم. هذه المسيرات عادت بذاكرتي الى الوراء, الى الخمسينات والستينات من القرن الماضي, حيث إحياء المناسبات الدينية في مدينة كربلاء منها مولد الأمام علي عليه السلام حيث كنا نحن سكنة المدينة نبتهج في هذه المناسبة الكبيرة بالأضواء المتلألئة والزينة الجميلة التي كانت تزدان بها كربلاء واختتام المناسبة بمهرجان شعري وكلمات تمجد المحتفى به بطريقة حضارية, ومن المناسبات المعروفة أيضا ويتقاطر الزائرون فيها الى المدينة فهي أيام عاشوراء و إحياء أربعينية الأمام الحسين عليه السلام, كانت بالنسبة للكثيرين من أبناء كربلاء وسيلة للرزق مثل بيع الملابس الجاهزة للأطفال , العرقجينات , المسابح والترب , العلك مواد غذ1ائية ومرطبات إضافة الى نشاط السادة من العاملين في الروضتين الحسينية والعباسية في استدراج أبناء الريف بغية الحصول على النذور النقدية ومحاولة منع الزوار من رميها في الشباك, كانت تلك الأيام محفورة في الذاكرة, ولم يعط الأعلام عدد الزائرين .وكان الزوار يقدمون بوسائط النقل العادية, أما مانعرفه عن البيادة أو (السير على الأقدام)هو بين النجف وكربلاء فقط أو عزاء طويريج في العاشر من محرم. كما ذكرتني لمقابلات التلفزيونية التي تجريها القنوات المتخصصة باللطم ومنها الأعلام الرسمي بمجاميع من الزوار المنهكين الشعث المترّبين وهم يتحدثون بحلوق جافة إنما جاءوا لتحدي الإرهاب يعني لالوجه صاحب الميلاد الأمام المهدي عليه السلام. من جملة ممن تحدث كان من النساء حاملات رضّع بين أياديهن, غضبت, حزنت شتمت النسوة اللواتي يخاطرن بفلذاتهن لماذا! لاأدري لماذا نحب الموت ونتمناه أليست الحياة بكل مافيها أجمل, هل وصل بهم الإيمان الى درجة استعجال الحصول على موقع في الجنة . وإن كان الكبار قد سئموا الحياة المليئة بالأزمات والأحباطات فقرروا الانتحار الجماعي بمفخخات أو بمليشيات سادية, ألم ينبئهم أولي أمرهم من المدعين بالتقوى والمتمسكين حسب ما يقولون بالعروة الوثقى بأن المنتحر مصيره النار !! ألم يقرؤوا ماورد في كتاب الله العزيز ولاترموا بأنفسكم الى التهلكة, وإن كانت أرواحهم رخيصة فكيف يضحون بأبنائهم!1 هل أن التحدي له طريق واحد ؟هو التجمهر المليوني في مدن لاتستوعب هذا العدد . عدت الى كابوس الماضي الذي لم نكد نتخلص منه ذكرني بالمقبور صدام وهوسه بالتجمعات, بالمسيرات والتظاهرات المليونية التي كانت تنطلق في عموم أرض الرافدين بمناسبات مفتعلة , يفتعلها النظام ليسمع التهليل والتعظيم والهتافات وكراد يس من العراقيين تساق عنوة , تحمل الصور وتهدر بشعارات النصر الوهمي والقائد الذي هزم أمريكا!! وتتناقل وكالات الأنباء هذا التأييد الشعبي المزيف الذي كان ينتزع بالحديد والنار. وقتها كان العالم لايصدق ماكان يرويه المناضلون الفارون من الجحيم, فما معنى أن تهزج الملايين الهاتفة بحياة البطل الضرورة سوى التأييد الشعبي الكاسح !! هذا ماكان يواجه به العراقي الهارب من دولة الخوف حينما يطلب تضامنا مع شعبه المقهور. ما أشبه اليوم بالبارحة مع فارق الشعارات والصور إذ ازدادت المناسبات وأعياد ميلاد الأئمة التي أصبحت تمتد على مدار السنة, وفي كل يوم تردنا أنباء الحشود المليونية ويجري التحضير لهذه المناسبة ابتداء من ذوي المناصب العليا في الحكومة والجيش والشرطة في الوقت الذي نشهد ظروفا أمنية شديدة الخطورة وأزمات سياسية, وأحاديث عن احتمالات سقوط الحكومة أو بقائها ومساجلات بين كتل وخلو دواوين الوزارات من رؤسائها, وتدخل عالمي لحل أزمة العراق التي تشغل بال السياسيين الدوليين. وسائل الإعلام الموجه لا تقبل رقما أقل من المليون فالزيارات ينبغي أن تكون مليونية , هذا ما يريده من يحاول أن يبرز قوته من خلال استغلال طيبة الناس وعفويتهم , ليبينوا قوتهم وقدراتهم في التأثير على الناس وبأصوات هؤلاء الطيبين وصلوا واستطاعوا أن يفرضوا وجودهم وشروطهم وتحالفاتهم , يدنون هذا ويقصون ذاك , فلهم الشرعية وبأيديهم الصندوق السحري صندوق الاقتراع وكأنما هي رسالة ممن يريد تسييس الدين ويحول القضية الإيمانية الى شعارات سياسية هامش: وأنا أراجع موضوعي حصل ماحصل في مدينة كربلاء !! عسى ولعل أن يتعظ المعنيون بالأمر
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |