مشاهداتي الشخصية في الزيارة الشعبانية

 

غفار العراقي

gaffar_1370@yahoo.com

بغض النظر عن الاحداث المؤسفة بل المفجعة التي جرت قرب مرقد الامام الحسين (ع) وأخيه العباس (ع)، وبدون التطرق او التدخل في معرفة الجناة الحقيقيون الذين بدأوا تلك المشكلة رغم انني التقيت بالعديد ممن كانوا في قلب الاحداث وكذلك ممن شاهدوا بداية الخلاف والذين اكدوا اجمعهم ان حراس الحضرتين قد استفزوا الزوار وبدأوا بإطلاق النار عليهم (لتفريقهم).

إلا انني هنا اود ذكر ملاحظات حول قضايا ومسائل شاهدتها بعيني ولم يرويها لي شاهد وهي تتعلق بتقصير الجهات المحلية في المحافظة وكذلك الحكومة المركزية وهي ما يلي :

1- بعد دخولنا كربلاء (1000م عن الحضرة تقريبا)، سمعنا (عن طريق الزوار) الذين استطاعوا الخروج من ارض المعركة وكذلك بعد اتصالنا بأهلنا في محافظاتنا البعيدة ليعلمونا عن الاحداث بواسطة الاستماع الى اخبار الفضائيات لكي نقرر المواصلة او الانتظار او العودة بحدوث المعارك ووقوع العديد من الضحايا، فلم يكن هناك أي اعلام او اعلان من أي مصدر رسمي محلي وتركوا الناس الزائرين تتقدم وتدخل (ارض المعركة).

2- ولعدم وجود سيطرات امنية او شرطة مرور او أي مسؤول رسمي يخبر القادمين من بقية المحافظات والذين يقدر عددهم بمئات الالاف من (المشاية) ومئات المركبات المختلفة الانواع تقابلهم حشود ممن قرروا العودة الى محافظاتهم بعد ان علموا من مصادر (غير رسمية) بالأحداث مما ادى الى حدوث زحام شديد وكبير جدا بحيث ان مسافة 10م تقطع بأكثر من ساعتين بالسيارة اضافة الى حوادث اصطدام عديدة ادت الى مشاجرات كادت ان تتطور لولا رعاية الله وتدخل الخيرين ... فقد كانت الفوضى في اقصى درجاتها ولكم ان تتصوروا مشهد مئات الالاف ذهابا وإيابا وفي طرق وعرة وترابية .

3- جنّ الليل والخارجون من كربلاء لا يستطيعون الوصول الى مبتغاهم بسبب الزحام فنفد ما لديهم من ماء وطعام وشاهدت الكثيرين يبحثون عن قدح ماء ولا فائدة!

4- بعد ان علم الداخلون بما حدث، قرروا ان يتوجهوا لزيارة امير المؤمنين ليشكون له ما يجري على شيعته في دولة الحكومة الشيعية، ولكن، ماذا وجدنا في مدينة الامام علي (ع)، لقد وجدنا مدينة اشباح فلا مواكب تقدم المساعدات الغذائية او الطبية ولا محلات مفتوحة ولا اية شخصية دينية او سياسية تستقبل هؤلاء (المنكسرون) (المتعبون) (الجائعون) (الظامئون).....

فأود ان اوجه مجموعة من الاسئلة الى الحكومتين المحلية والمركزية :

· الم يكن بالإمكان بعد حدوث المعارك اعلام الزوار القادمين من المحافظات الاخرى بالخطر الذي ينتظرهم اذا دخلوا ومنعهم من الدخول الى (ساحة المعركة)

· الم تستطع وزارة النقل توفير باصات لنقل الزوار المنهكين العالقين في الزحام الشديد وخصوصا الذين وصلوا الى كربلاء بعد ايام من السير على اقدامهم؟!

· الم تستطع وزارة التجارة توفير ابسط انواع الخدمات من ماء وطعام لهؤلاء المساكين الذين وضعوا ثقتهم بحكومة لا تعير اية اهمية لمواطنيها .

· سؤال قديم: لماذا تستخدم قوات الامن دائما الرصاص الحي حتى في الاماكن التي يحرم فيها القتال ؟ الم يسمعوا باختراع يسمى الرصاص المطاط او اكتشاف يدعى القنابل المسيلة للدموع؟ خصوصا وان بداية الاحداث كما تواتر كان شجار ثم معارك بالأيدي بين زوار غاضبين وحماية الاضرحة!!!

· سؤال مهم: لماذا توضع عناصر موالية لأحزاب وجهات دينية معينة لحماية المراقد المقدسة رغم ان الحكومة تقول دائما لا يجوز لأي كان حمل السلاح، اليس من الواجب على الحكومة المركزية حماية العراق كله ومن ضمن العراق طبعا المراقد المقدسة وعدم اعطاء الفرصة لنشوب الصراعات ام ان للمحاصصة دور في ذلك!!

· سؤال خبيث: من المسؤول عن عدم السماح لوسائل العالم من تغطية الزيارة خصوصا ونحن قد تعودنا على التغطية المباشرة ولايام متتالية في الاعوام السابقة!

· سؤال تقليدي: متى يستقيل المسؤول عن موقع يعتبر ضمن مسؤوليته واعني في هذه الحالة محافظ كربلاء (الدكتور) الذي ابرمنا بكثرة كلامه حيث بدأت تصريحاته الرنانة منذ شهر رجب بأنه مستعد لحماية المراقد المقدسة في كربلاء وحماية الزائرين من أي اعتداء! فأخاطبه وأقول: هل هذا الاعتداء فوق مستوى تحضيراتكم الامنية المشددة !وهل مجموعة من الزوار الغاضبين من اداء الحكومة الضعيف اكبر من ان تصده عشرات الالاف من قوات الشرطة والجيش والتدخل السريع ومليشيا الاحزاب ؟ ام ان الاهمال والتواطؤ ان لم اقل الخيانة هي السبب؟ والسؤال هو: متى تستقيلون وتتركون كرسي هارون الرشيد؟!

· اخر سؤال: إلا يوجد مسؤول حكومي واحد في العراق يخجل من الامام الحسين ومما جرى على زواره المساكين... ان كان هناك جواب فهو بتقديم الاستقالة لأنكم مسؤولون جميعا عن ما حدث .

تحليل شخصي: اعتقد انه لم يكن هناك أي وجود للقاعدة او الوهابيين او أي شكل من اشكال الارهاب ودليلي هو ان الفوضى التي حدثت كانت كفيلة بان تستغل من هؤلاء – ان كانوا هناك- وتنفيذ ما هددوا به قبل اشهر .؟؟!!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com