|
عن القيادة والشهداء والحزب وتلك الأيام.. حوار مع الأخوين سمير طبلة وماجد لفتة العبيدي...!
محسن الجيلاوي لقد اطلعت على ردود الأعزاء زملاء الحركة الأنصارية والذين أعتز بهم وبتاريخهم النضالي (سمير طبلة وماجد لفتة العبيدي) وسأتجاوز المماحكات الشخصية في مناقشتهما لإرائي عابرا إلى الجوهري لأن ذلك باعتقادي هو الأهم والأجدر بالحوار الجاد..وسأوجز ردودي في حوار موجه للأخ سمير الذي تربطني به علاقة طيبة وجميلة وستكون بمثابة رد على الأخ ماجد أيضا لأن جوهر ما جاء في الردين يحمل نفس المضامين تقريبا مؤكدا على احترامي الشديد لدفاعيهما عن القيادة التي يعملون (سابقا وحاليا) تحت لوائها وهذا حق مشروع وطبيعي لأي عضو مرتبط ومؤمن بحركة سياسية ولكنني أضعهم أمام الضمير والحقائق وتلك الأحلام النبيلة التي سعينا من أجلها معا والتي كان هدفها تغيير عالم البسطاء من شقاء إلى سعادة قد يكون فيها الكثير من الطوباوية والحلم المحلق بعيدا لكننا كنا نشترك في مسعى جميل ونبيل بغض النظر عن التعقيد النظري الذي كنا في بداياتنا لا ننتبه له بالتأكيد فالمعرفة تكتسب بالخبرة والمران وبطرق الأيام القاسية.. وسأوجز ردي بالنقاط التالية وسأسهب تحديدا في موقفي من الشهداء الذين لا مساومة على احترامي وتبجيلي لهم شارحا التوظيف السيئ لموضوعة الشهادة والشهداء من قبل الحزب مقابل أي نقد...! - لقد عاشت القيادة ونحن معها عاطفيا على كثرة الشهداء وتحولت مع الزمن إلى نظرة تستَهين بالإنسان كأثمن رأسمال وبالمقام الأول وفق المفهوم الماركسي الكلاسيكي ووفق أي أعراف وقيم تنتصر للحياة وأصبح التلذذ بذلك كنوع من الامتياز وبشكل خاص للقيادة لأنها وجدت في احترام الناس لروح الشهيد والشهادة مادة وشعار هام وحيوي لكسب مزيد من الأجساد والفتية الممتلئين عزما وإصرارا والذين من السهل قيادتهم وفق أي شعار وأي ظرف حتى إلى الموت.. وهذا ما وقع فيه العزيز( سمير طبلة ) عندما ربط ربطا قسريا ومباشرا وليسمح لي باطلا بين القيادة والشهداء وهي قراءة مظللة لمقالتي التي تنتصر لدمائهم في المقام الأول والتي حاول الأخ سمير إفراغها باستخدام نفس الأسلوب العاطفي وبذلك السياج الذي عشنا عليه عقود طويلة بمحاولة الدفاع عن قيادته عبر تفسير مختزل كوني أهاجم الشهداء وأي قراءة متأملة وغير مؤدلجة بشكل تقليدي ستسقط هذا الفهم في أول منعطف للوعي وللمعرفة المستقلة والمتأنية حقا...وهي محاولة معتادة لتغييب السؤال الأساسي عن غاية الاستشهاد والذي هو بالأساس يعني اختصار معاناة أي أمّة أو شعب ووضعه على طريق الحرية والانعتاق بأقل الخسائر وبأقصر زمن...وليس كأن إرسال الناس إلى السجون أو إلى حتفهم هو عطاء تشكر عليه هذه القيادة...فمنذ استشهاد (سلام عادل) والذي بصموده الأسطوري استطاع أن يمحي تلك الأخطاء التي لم تُقَدر الخطر الذي يحيق بأي شعب عندما يتدخل الجيش بالسياسة وبالتالي تفرض الثكنة أخلاقها على المجتمع والدولة..لقد حكم العسكر عشرات من البلدان في أوربا وفي أمريكا اللاتينية وفي منطقتنا العربية ولم ينتجوا إلا الخراب والتخلف..لهذا لم يعد مهما بالنسبة لي محاولة تأليب تلك العقلية الساذجة التي لازالت تتغنى بالجيش (حتى ولو كانت نواياهم طيبة كما في شخص الزعيم الطيب عبد الكريم قاسم والحزب هو أول من وصفه بالمنحرف والدكتاتور في وقت قياسي ومبكر من حكمه) ولكني أتحدث عن مصير الدولة والمؤسسات الدستورية، التي يدوسها (البسطال) لهذا لم ينتج العراق منذ الخمسينات حتى اليوم شكل دولة قوية وواضحة المعالم...لينظر كل ماركسي كيف يعيش الإنسان في ظل التطور الطبيعي لمشايخ الإبل في الخليج وكيف تخلفت أمم كانت مهد للحضارات ولكن قطع تطورها العسكر كما في سوريا، مصر، العراق، ليبيا وسائر بلدان أمريكا اللاتينية التي ابتلت بهم مثلنا حتى أن أكثر بلدان أوربا تخلفا حتى اليوم هي التي عبث فيها العسكر فترة طويلة نوعما مثل أسبانيا واليونان والبرتغال...أقول بعد سلام عادل تغيرت العقلية القيادية وتحولت من عقلية مناضلة ومتقدمة للصفوف إلى قيادة ترتب زمان وطرق الهزائم لنفسها عندما يشتد الخطر ويقترب الموت ولتترك الناس عراة أمام الفاشيات أو في أي موقف يستحق الإقدام القيادي إن صح التعبير و بشتاشان الأولى والثانية وانسحاب قاطع السليمانية إبان هجوم الطالباني والانسحاب بعد الأنفال خير مثال أيضا...لهذا لا أعرف سر الربط الأعمى المكرر بين القيادة والشهداء وكان إرسال الناس إلى الموت شهادة إثبات على عظمتهم وكان وفق منطق الأخ سلام أن نلزم سره (وشويه واسطات) لكي يرسلوننا إلى جنات الخلد بحبور عظيم، تلك هي نفس عقلية الذين يرسلون المفخخات البشرية على أمل بحسناوات في دار النعيم..وشخصيا أشعر بالحزن أن فئة يسارية شعارها الحياة والإنسان أجد فيها مشتركات مع أكثر القوى الظلامية التي لا تحترم الإنسان والروح وعظمتها بهذا الشكل.. وأكبر(فرية) تضعوها ضد مقالتي أنني اشتم الشهداء وأنا في عائلتي شهداء للحزب تلك كذبة لتمرير جو عاطفي رخيص باستخدام المقدس عندنا وهذا ما يفعله الكهنوت الديني عندما تنتقد معمم بليد وجاهل أو تفند فتوى شريرة يلووها إلى كافر بالشريعة... كفى اللعب بالكلمات والشعارات والعبث بمصير الناس وتلك الثقافة العراقية التي زرعتها سلطات ومعارضات في استسهال القتل حتى أصبح أسهل من شربة ماء... لا ننسى كل طرف يعتبر رجاله المغيبون شهداء...؟ فالمفاهيم نسبية، ونحن الباحثون عن العدالة كان الأجدر بنا الحفاظ على أرواح الناس وفي تقديم شهداء عندما يصبح ذلك ضروريا لوقف نزيف محتمل أكبر، أما فتح الموت المجاني لم يقدم لنا إلا تلك الجماهير المدججة بالسلاح حتى الجنون بانتظار إشارة الهجوم لتحطيم المقابل..أنتم أصدقاء مع جلال اليوم، وقدمتموه بطلا وصاحب تاريخ وهو القاتل للعشرات منا ظلما وغدرا..فمن الذي يستهين بالشهداء يا ترى...؟ أنا العبد البسيط الذي لا أملك القرار أو القوة، وتستكثرون علي قلم (شخبط قليلا) لتضعوني بتعارض مع أرواح أصدقائي الشهداء الذين عملت بصمت مع مجموعة من الأصدقاء والأنصار على وضع أسمائهم وبطولاتهم وقضيتهم أمام أنظار الناس..كان لزاما عليكم محاسبة من غيبهم بسياسات خاطئة وغير مدروسة لا أن تجلسوهم تثمينا (لتاريخهم)في الصف الأول من المؤتمر الثامن للعلم جاءوا بلا انتخاب كتقييم فوق العادة..تنتقدوننا على النقد بالكلمات ولا تنتقدون من ضيع أرواح عبر نقد الهزائم...؟ أيهم أكثر إيلاما ودواعي للفضح...؟ أنتم تستهجنون نقد الكلمات وأنتم غبطتم حتى حقوقنا (التي ليست من كيسكم بل من كيس فقراء العراق بكل الأحوال) بالشطب السياسي كما في قوائم أربيل المباركة التي شملت الأقارب والأعمام وذوي السيرة المشبوهة والتي أصبحت على كل لسان والتي هي إساءة للكل وأنتم أعرف مني بذلك...الفرق بيني وبينكم أني وضعتهم في سلة واحدة أما انتم فالذين معكم اليوم فكريا وسياسيا هم عظماء وملائكة وقيادات نبيلة ومن ضدكم من القيادة( الخارجة توا ) هم خونة ويمينيون وأعداء للطبقة العاملة ولا يُورثون من الشهداء شيئا ووو.. ولو غير أحدا من الصف الأول ستلحقونه بالمجموعة الثانية حتما..تلك عقلية في تفاصيلها ترسم لي صورة هزلية عن طرق رسم الدوغما للأصدقاء والأعداء..لماذا لا تدافعون عند شتم باقر إبراهيم وارا خاجدور وحسين سلطان أليس هؤلاء من أساتذتك أيضا أخ سلام دهرا من الزمن أم عقلية من ليس معي فهو عدوي على طول الخط..؟ أم أن شتائمكم عسل وغيرها مر وغير موضوعي ومتهور وشاتم كما تعودنا أن نسمع دوما ويبدو أبدا..؟شخصيا لا أجد فرق بين هذه الأسماء كلها تتحمل وزر الهزائم التي عشناها..أعطوني نصرا واحدا طوال تاريخ الحزب وسأعتذر لكم علنا..هل العراق الذي وضعه بهذا الشكل المزري اليوم كنا غائبين عن رسم مصيره المأساوي وأيامه الكالحة ورخص دمه كما نرى اليوم..؟.لا يمكن تعويض دماء الناس إلا بالانتصارات والجمال والرخاء والحب ونبذ الكراهية، عبر مجتمعات أكثر عدلا ورفعة وتقدم..ماعدا ذلك فحوبة الدماء التي سفحت ستلاحقنا حتى نستنهض نقدا ثوريا وشجاعا لتجاربنا يحفز على عمل مثمر ومتواصل وجديد يقرب الشهداء من تحقيق أحلامهم المشروعة التي ضحوا من أجلها..ليس من الشيم التغني بالأجساد الطاهرة وفق الشعار والحاجة السياسية فتبرزون من يخدم المرحلة وتشطبون في سائر مواقعكم الإعلامية على مئات من شهداء كوردستان الذين سقطوا بحروب العبث مع حليفكم ودافع العطايا الدسم الجديد جلال الطالباني..إن الدماء التي ذهبت بسياسات خاطئة هم شهداء وطن برمته، هم فوق كل شيء، فوق كل اعتبار..هذا الدم الغزير هو إدانة كوننا لم نحسن المحافظة عليه..تخيلوا معي ثورة أعطت مليون شهيد في الجزائر ومثلها في فيتنام ولكن دون نصر، هل كان لها ذلك الخلود كما اليوم..؟؟ إن المكابرة وعدم قول الأشياء بحقيقتها أثبتت أنها غير قادرة على تقديم أو خلق حزب ومعه وطن جميل ومعافى.. أما الحديث عن يمين ويسار فردودكم لازالت متعلقة بماض تولى، وعندما يذكرني أحدكم بنضال الشهيد فهد ضد راية الشغيلة أو ضد مجموعة (رياض) ولكني أقول أين تضعون (كتاب حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية اليوم) أين من خونَّ البارحة، وأين الخائن اليوم الذي أصبح بفضل الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية ملاذا للشيوعيين العراقيين وبشكل خاص قيادتهم حيث ربع اللجنة المركزية تعيش في السويد ؟؟ بل أن بعضهم يقبض من هنا ومن هناك مستغلا القوانين الإنسانية لبلدان اللجوء، هل تتصوروننا بلهاء لا نعرف ما يدور..؟ أليس ذلك تناقضا، لماذا تصرون على البقاء داخل دائرة أصبح تبرير معطياتها صعبا وقاسيا وحتى مضحكا.. ؟ كان الأجدر بقيادة الحزب الشيوعي إذا كانت فعلا مصرة على (الشيوعية العظيمة) أن ترحل لتكتسب معارف إضافية من الحزب الشيوعي الصيني والفيتنامي والكوبي والكوري كما كنا نفعل أيام زمان..أم أن مقارنة الحياة ومكاسبها هنا وهناك هو السبب..؟ ان ما يسمى نقد وكل المؤتمرات السابقة هو تكريس فكري وأيدلوجي لبقاء قيادة وشخصيات (سواء في الهرم الحزبي أم لا) عكسها أي فكر جديد لحزب يساري حقيقي يحتاجه العراق سيضع مواقعها وتأثيرها وفكرها في مهب الريح...كان معولا أن يكون الحزب هو راع لمهمة التغيير المطلوبة والتاريخية كما فعلت أحزاب مماثلة في (بلغاريا، وهنغاريا، وجكيا وألمانيا..)ولكن تخليه عن ذلك جعله حزبا هامشيا كلاسيكيا وشيوعيا ماضويا تجاوزته الحياة ينفض الناس منه وإليه..وهو مثار أسف لكل يساري ووطني حقيقي ولكن أعتقد أن الحزب بوضعه الحالي أصبح جسدا يصعب إصلاحه وأصبح معه كل اليسار مجزءاً وهشا وضعيفا ولحد اللحظة لم يتقدم أي فصيل بطرح ناضج يساعد على بلورة فكر وسياسة جديدة تتجاوز الوضع القائم وبالتالي تكوين حركة يسارية قوية ومعافاة تكتسب من بطولة فهد وصمود سلام عادل إرثا ورصيدا محترما أمام الناس وليس بالضرورة البقاء في دائرة نفس مجسات الفكر الأول فالحياة تبدلت والعالم تبدل ومعها عقلية البشر والمعرفة والعلوم..! - واستطرادا للسابق في بعث القاعدة إلى الموت، فقد مارست القيادة الإقصاء والتهميش والطرد الكيفي لمئات من الشيوعيين بسبب آراءهم المغايرة لسياساته ولتصرفات قيادته في المقام الأول والسؤال الحاد لماذا مئات من الأنصار مثلا خارج الحزب..ولماذا يتناسى الأخ سلام طريقة تصفية الشهيد منتصر والسجن والتهديد للكثير من الرفاق..ولماذا لزاما علينا إجراء مقارنات بين الحزب الشيوعي ونظام صدام الفاشي لكي نعطي ربيع زاهي عن حقيقة الحياة الحزبية التي عشناها ونحن بضع مئات من الذين لحقنا الحزب طواعية، الفرق بين 27 مليون وثروات نفطية وبضع مئات يعيشون على المساعدات الخارجية كبير أيها الاخوة لهذا قد يكون جنون القمع والاستهتار بآراء الناس وبحياتهم ليس متطابقا كليا ولكن لو قلبنا المعادلة والإمكانيات كان بمكانها في أحسن الأحوال أن تنتج لنا نظاما شبيها بالشيوعيات التي حكمت عليها شعوبها بالفناء..؟؟؟ لقد عشت قرابة عقد من الزمان قرب هذه القيادة التي حولت مئات من الأنصار إلى خدم وحشم لهم ولأيامهم( النضالية) التي ما أن تحين ساعة الخطر حتى تسمعهم من راديو موسكو أو من دمشق يتحدثون السياسة ويعطون النصائح والأوامر، أعطوني اسما واحدا تعرض إلى مأساة حقيقية كما عاشاها الأنصار في إيران أو تركيا أو في الحياة البائسة في سوريا..؟؟ هناك طبقية لم أعرفها بهذه القسوة إلا داخل الحزب وبهذا ضاع المثال الرافع للهمم وتعرض المقر القيادي إلى مكان لأكثر الانسحابات الفردية والجماعية حتى نحو المجهول الأتعس في تسليم العشرات من الأنصار الشجعان إلى إيران..أليس ذلك ما يعرفه الأخ سلام جيدا؟؟؟ وبعد كل المتغيرات في العالم هل هناك ضوابط تحرص على بقاء الأقلية، ولنفترض أن هناك صراع وأراء لا تشكل وزنا كما تدعون لباقر إبراهيم أو ارا خاجدور لماذا لا تتركونها تتفاعل داخل الحزب طالما انها لا تشكل خطرا أمام هذه الوحدة العظيمة الراسخة منذ الهجرة ومنذ الميلاد، لماذا هم خارج الحزب إذا كانت هناك احترام لتواجد الأقلية والتي هي الشكل الأكثر تعبيرا عن كون هذه الحركة أو تلك تسودها علاقات ديمقراطية عكس ذلك هو هراء لا يوجد في هذا العالم من يلتفت إليه..؟؟؟ السبب كما أعتقد صراع على الكراسي وحب السلطة الذي ضمن المفاهيم الحزبية التي شابتها حتى روح العشيرة كان يجعل من أمر حظيرة أحيانا وحشا على رفاقه ألم نعش ذلك في كوردستان..؟ فكيف بسلطة حزب تعطي الكثير من الامتيازات والمكاسب والوجاهة وخصوصا في وضع بيروقراطي وابتعاد القيادة عن ساحات الوطن إلى منافي فيها الكثير من الأغراء في مجتمع شرقي عشنا طقوسها بعقلية من قادونا..لم يعد نموذج فهد بائع الثلج أو سلام عادل من معلم إلى بائع متجول قائما وممكنا فهذه قيادات أصبح فيها المهمش مالكا وباحثا عن العيش الرغيد وعن التكسب بشتى الحيل والأنواع والأمثلة ليست في صالح أحد بل حتى سرقة أموال الحزب بطيبة خاطر والكل ساكت عن الآخر لان الملفات متشابكة وفتحها سيبين ما هو أفظع..لم يعد ممكنا تأجيل قول الحق، فلقد عشنا أكثر من ثلاثة عقود ومعنا مفهوم (مو وقتها هكذا طرح وضع الحزب صعب) وسنعيش عقود قادمة على طمطمة المدفون والمخفي وهذا أكبر تعبير عن هزيمتنا الداخلية في مواجهة الحقائق، وتجربتنا أيضا ملك الناس وسواء كنا داخل الحزب أو خارجه فلنا أيضا حق واعتقاد بضرورة عكس تجاربنا الهرمة والشائخة للأجيال القادمة لكي تفكر مليا، لكي تقدح العقل وتبتعد عن الشعار فحياتنا وأجسادنا وعقولنا ودمائنا حان لها أن تكون حرة وثمينة ومقدسة فنحن بشر وليس سلع في رفوف البعض..وما يسمى من نقد مارسه الحزب هو عبارة عن تلطيف سهل لأجواء الوضع القيادي لكي يستمر بنفس العقلية فلا يمكن لمرتكب الأخطاء القاتلة أن يكون مصلحا أيضا، ذلك نوع من العبث الرخيص في مواجهة المصير المأساوي الذي وضعنا به الرفاق والناس والشعب والوطن في محن متتالية وكل هذه المؤتمرات هي مهرجانات لتكريس وجه واحد ووحيد للحزب وللسياسة وللقيادة وللفكر الراكد والتقليدي..فهل هناك من عاقل يصدق أن حزبا عريضا فيه قيادة منسجمة وموحدة وبلا رأي ورأي آخر على التعامل مع المحتل ومع الرجعية الحاكمة ومع الطائفية والقومية بهذا الشكل في حين لا توجد عائلة عراقية لم يصبها نقاش مختلف ومتضاد وذلك طبيعي في وضع عراقي ماثل، لماذا لم نسمع أن هناك قيادي واحد ضد السائد في القيادة وانتخب لها في نفس الوقت أم إن عدم وجود ذلك يعتبر انتصارا عظيما ولكنه هزلي بشكل فاقع ؟؟ ! إن الإصرار على هذا الانسجام التلوتاري القسري هو أكبر كذبة عاشت عليها الأحزاب الشيوعية برمتها لهذا سقطت في هواء خريف واحد...أما اللوم على نقد الحزب دون القوى الظلامية( شخصيا لدي أضعاف من المقالات على ذلك) فأنتم الأكثر تحالفا معها بحيث انسحبتم من القائمة التي أوصلتكم للبرلمان استرضاء لأكثر القوى(الرجعية) المهيمنة على السلطة وكذلك للقوى القومية التي تدفع لكم لكي تستمر دورة المقرات والاستعراضات قائمة ولكن على حساب ضياع القرار السياسي المستقل، لهذا سؤالي لماذا يتورط الحزب (الأممي) بقضية كركوك وبفرض شخصية من قبل الأحزاب الكردية، ومقابل ماذا تستلمون من الأحزاب الكردية أموال ومساعدات باعتراف عبد الرزاق الصافي؟ أليس الأجدر العودة إلى الناس ومعهم ولتعيشوا بكفاف لكي تعرفون معاناة فقراء العراق فذلك مليون مرة أفضل من فتح مقرات علنية ومفتوحة ابتدأت من نهاية( الجبحة الوطنية) فالوجوه ذاتها والبنايات نفسها وشكل العلنية نفسه في عراق لا ديمقراطي ولا بطيخ ومعها احتمال جز رقاب جديدة ماثلا أيضا، بل ماثلا بقوة وعندها لن ينقذ نفسه سوى الذي اتى بجواز (سويدي جديد......) أو بصداقة فوق العادة مع المحتل لكي يركب مع جنوده على ظهور الدبدبات المنهزمة وحكم التاريخ قاس وفظيع في أغلب الأحيان..؟؟!
الأجدر بهذه القيادات أن تعتذر ليس لنا ولشهدائنا وحسب بل للشعب الذي ترى كم هو سعيد...أيوجد شعب أكثر من العراق بهذه التعاسة التي ساهموا على الأقل جزئيا بصنعها..؟ وبذلك الاعتراف سنعيد نسق النقاش إلى فضاء الحرية الأرحب وبإطار حقيقة أهم وأجدر كوننا نعمل من اجل الإنسان فكرا وممارسة ماعدا ذلك شعارات ملتها عقول وآذان الناس...! أما استهجانكم لنشر موقع ينابيع لمقالتي شيء ليس بغريب عن الواقع التقليدي المتعارف علية والذي اعتادت عليه جمهرة الحزب فسائر المواقع التي يديرها تسعى إلى تصحير الرأي المخالف لهذا تحولت إلى مواقع لا حيوية فيها وعبارة عن مألوف يتكرر يوميا..وهنا أشيد شخصيا بموقع ينابيع رغم حجبه لمقالة سابقة لي وربما لغيري لكن كل ذلك له فضل في تحريك جدل داخل اللجنة المشرفة وبهذا يخطو الموقع إلى معرفة جديدة ربما تكون حافزا وهذا ما أتمناه شخصيا لكي تنطلق المواقع القريبة من الحزب إلى رحاب وواقع أفضل سيعتاد عليه حتى رجال الدوغما منوها كون الموقع الرئيسي للحزب وموقع الناس قد نشرا الردود دون نشر المادة الأصلية رغم أني أرسلتها للثاني متأخرا ولكن..؟
وبقدر اختلافي مع الأخوين العزيزين (سلام وماجد) أوجه لهم تحياتي وتقديري معتبرا هذا رد أخير ووحيد، قد تكون مشاغل الحياة والعمر تضعنا في وضع بعيد عن البندقة التي تحمي الإنسان وتوقد الأمل كما فعلناها وبعزيمة يوما ولكن لدينا من الإمكانيات الكثير لنقول ما لم نقله بعد مرددا ما قاله سعدي يوسف (عبثا يستريح المحارب) في همة متجددة لنواصل العمل من أجل ذلك الحلم الذي جمعنا وسط جبال مدهشة أياما زاهية وشريفة وحقيقية صنعت محن ورجال وهواجس وقبور ضائعة لن تنطفئ عظمتها أبدا طالما جذوة المسعى من أجل الوطن والإنسان هي القائمة وذلك أهم مشترك يجمعنا إذا كنا عقلاء حقا..!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |