رسالة مفتوحة لمعالي رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي

 

 

 علي توركمن اوغلو

sanaelgerawy@hotmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم

واكثرهم للحق كارهون

 صدق الله العظيم

 سبق لي وان اشرت وكتبت عدة مرات عن واجب الاب تجاه اولاده، وضرورة ارساء العدالة، ونبذ التمييز والتفرقة بينهم، اذ اورد الله سبحانه وتعالى في كتبه السماوية عقوبة من يخرق اوامره، واوصى الراعي برعيته...

     لقد لاحظنا، ولسبب غير معروف لنا، عدم ميل فخامتكم كسابقيكم من حكام العراق، للشعب التركماني الصامد الذي لم يبخل في الجهاد ضد الطاغية واعداء الشعب العراقي الداخليين والخارجيين دون ان يوجه حتى ولو رصاصة واحدة الى صدر المجرمين الذين اساءوا بحقه، ايمانا بان الله سبحانه وتعالى هو القادر الديان، وله ان شاء ان يضرب بيد من حديد على يد اولئك القتلة ليتلقوا مصيرا ليس بأفضل من مصير صدام حسين وزمرته التي كانت تعامل شعبنا التركماني المخلص للعراق بمكيالين.

   ويحضرني في هذا السياق واقعة تندر بها العراقيون طويلا، وهي واقعة برنامج الشيخ عبد الغفار العباسي الديني الذي كان يعرض من شاشات تلفزيون الشباب.

حيث سئل الشيخ عن شخص له ثماني عشر ولدا لم يكن والدهم يعاملهم بالعدل، فكان جواب شيخنا الذي لم يتنبه في حينه للفخ الذي نصب له بأن هذا المنحى من السلوك مناف لقيم السماء. وبعد يومين من هذا الجواب سيق الشيخ العباسي المنافق للاستجواب رغم كونه عضو شعبة في حزب البعث. اذ تبين في الاستجواب عدم ادراكه المغزى الخفي  للسؤال فالاب الضالم كان صدام حسين والاولاد هم الشعب العراقي، وعليه تم ايقاف العمل بهذا البرنامج لأكثر من اربعة اشهر.

  انني واذ اذكر سيادتكم بهذه الحادثة الاليمة والمضحكة اخاطبكم بأن تعاملوا ابنائكم من الشعب التركماني المخلص للعراق وللقيم السماوية معاملة تختلف عن معاملة صدام حسين. اذ ان الديكتاتور صدام حسين كان قد اصدر قانونا يقر بتعريب المناطق التركمانية حصرا وذلك بصرف مبالغ للعرب الوافدين الى مناطق توركمن ايلي وتهجير العوائل التركمانية واسكان الوافدين ودعمهم من ميزانية خاصة رصدت لتلك العملية. ولافتقار التركمان للقوة شأنهم شأن كل شرائح العراق على محاسبة الديكتاتور فقد تحملوا جروحهم وبقوا منتظرين سنوات طويلة للفرج . هذا الفرج الذي جاء، وللاسف بأحتلال العراق من قبل الامريكان، وتسنمكم هذه السلطة الرفيعة بعون من الله سبحانه تعالى ورحمة منه. اذ كنا نتوقع وبدون شك بزوال هذا الظلم عن هذا الشعب الذي وقف وقفة جبارة امام التيار الديكتاتوري الذي اعدم من شبابه من اعدم، وشردت من عوائله الكريمة من شردت، واغتال من خيرة رجالاته من اغتال. فلقد كانت هذه العمليات تمارس ضد التركمان تحت مسميات عديدة، منها الانتماء الى حزب الدعوة، او الاتهام بالعمل لصالح مخابرات دول اخرى. واليوم يعيد التاريخ نفسه وياللحيف، حيث ان السيد محافظ كركوك ومعاونه السيد عرفان كركوكي بداءا بتهجير العوائل التركمانية من كركوك بذرائع جديدة، فضلا عمن اجبرواعلى ترك محال سكناهم خوفا من الهجمات الارهابية. وبداءنا نشاهد نفس الاساليب الصدامية التي كانت تحاصر التركمان، وتحد حرية تنقلهم.   

   فعملية نقل اثاث بيوت التركمان مواليد مدينة كركوك من مواقع سكناهم في النواحي او القرى رجوعا الى مدينة كركوك مسقط رأسهم اصبحت معضلة تضاهي معضلات عهد صدام حسين، فالرفض أو الازعاج الشديد مصيرهم . انني هنا وكمواطن عراقي اود ان اسأل فخامتكم هل انتم على علم بهذه الممارسات، ام ان الامور تجري بتوجيه منكم لمحاربة الشعب التركماني المسالم الذي لم يمد حتى  يد الشر يوما من الايام الى صدام حسين عكس ما كانت تفعله الاحزاب الكردية التي تظهر نفسها وكأنما ابطال اسقطوا نظام صدام حسين!

   لا اود ان اطيل في هذا الموضوع لانني سبق وان كتبت كثيرا في هذه المجالات، ولكن اليوم اسأل معاليكم: هل ان الشعب الكردي شعب مختار ليتركوا احرارا في التجاوزعلى اراضي الغير واقامة الابنية والمحال التجارية على الاراضي الاميرية، واراضي الشعب التركماني بدون المبالات لكل القيم والقوانين وبعلم وبتوجيه من السيد المحافظ ومعاونه.

لنا امل وطيد بأن يؤخذ هذا الموضوع بنظر الاعتبار بكل جد ية، واخاطب جميع منظمات حقوق الانسان في العالم متابعة هذه الموضوع و...

 

 

 

 

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com