|
نعيش عصر (الحشاشين) الجدد المتفجرون الآن يلقون سبع حوريات بدلا من سبعين حورية
توما شماني– تورونتو/ عضو اتحاد المؤرخين العرب شخبطة على الحائط الحشاشون هم الاسماعيليون او النزاريون او بنو الصباح كانوا طائفة نشطة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر، وإستنادا إلى بعض المصادر فإن الرحالة الايطالي ماركو بولو (1254 - 1324) أول من عرف العالم بهم عند زيارته لمعقلهم المشهور قلعة الموت المنيعة في مازندان بجبال خوست، شمال ايران التي تبعد 100 كلم عن طهران، وذكر إن هذه الجماعة كانوا يقومون بعمليات انتحارية واغتيالات بالانصياع الاعمى لشيخ الجبل او القلعة رئيسهم حسن بن الصباح تحت تأثير التحشيش المستخرج من (القنب الهندي)، اذ كان يملك مفاتيح الجنة السماوية لهذا لا يترددون عن التضحية بأرواحهم في سبيل العقيدة الإسماعيلية، وكانوا يقومون بعمليات الإغتيال ضد الصليبيين والعباسيين والسلاجقة. وهم من الشيعة الذين تمكنوا من تأسيس دويلات في ايران والشام بين 1090 – 1270. تفرع الحشاشون من العقيدة النزارية الفاطمية بعد ان استولى قائدهم حسن الصباح (ت 1124 م) على قلعة الموت جنوب غرب بحر قزوين والخزر والجبال المتاخمة لها. ومنها بدأ شن غاراته على شمال ايران ودولة السلاجقة. بعد أن تملك عقول أتباعه ابتداء من عام 1092 فشرع حسن الصباح شن حملاته الانتحارية. كان هدفه الاول في الاغتيالات القادة السنيين، وكل من كان يمعارضهم في المذهب. وكان اتباع حسن الصباح يمارسون السرية والحذر الشديد، فبقيت دعوتهم في الخفاء لفترات طويلة وتقول بعض المصادر ان دعوتهم قائمة حتى يومنا هذا. منذ القرن الثاني عشر بدأوا في شن حملات منظمة لاغتيال القادة المسلمين. عرف قائد هذه الطائفة في المنطقة بشيخ الجبل، الواقع ان العمليات الاغتيالية التي يقوم بها النزاريون او الحشاشون تعود الى كونهم كانوا يؤمنون بقائدهم الى حد العبادة، يضاف الى ذلك ما كان يقوم به الحشيش من اثر فعال فيهم، اذ لابد انهم كانوا يعتقدون كما يعتقد حشاشوا هذا الزمان بانهم سيصلون الجنة وهناك تستقبلهم بالقبل والاحضان 70 حورية كانهن ورود الجنان مع 70 فراش وثير مفروش لهم ويقدم لهم اطيب الطعام. رسم المؤرخون صورا خيالية عما كان يفعله الحسن ابن الصباح حين يختار الفدائيين الذين ينفذون مهمات انتحارية هدفها اغتيال الأعداء السياسيين للحركة، وقد استخدم الصباح (الحشيش) لتخديرهم ثم ينقلهم إلى جنته الأرضية وايهامهم انه أرسلهم الى الجنة السماوية التي يمتلك مفتاحها، وان من يريد العودة الى هذه الجنة عليه تنفيذ ما تتطلبه العقيدة من تضحية. قيل عنه انه اعاد انشاء حدائق كبيرة موجودة غناء بجوار القلعة كان بناها (ملوك الديلم) في ايران وحولها هو إلى فردوس او جنة مصغرة بصورة تشبه الى حد بعيد الوصف الحسي للجنة. وعندما كان يعطيهم الحشيش فانه يرسلهم الى (الجنة) التي انشأها حيث يقضون ليلة يشاهدون فيها بأم اعينهم الجنة التي تعيش فيها حوريات وجواري كانهن البدور. وعندما تنتهي مدة التأهيل للاغتيال فان الحسن ابن الصباح يؤهل العديد منهم كاغتياليين معدين للطعن بخناجر مسمومة. وكان يوصي فدائييه بالموت عند تنفيذ عملية الاغتيال لإيقاع الرعب أو الإعجاب في أعين الحاضرين فيرهبهم او يكسبهم. استمر تنظيم (الحشاشين) لاكثر من مائة وستة وستين عاما وقد تحول الى حركة سرية فريدة من نوعها في التاريخ، وكغيره من الحركات السرية، بقيت لغزا واشكالا محاطة بالقليل من الحقائق والكثير من الوهم، لا بسسبب كتابات المؤرخين الذين جائوا بعد مئات السنين ليدونوا الحقائق والاكاذيب مقلوبة من جديد وهذا شأن التراث والتاريخ. المستشرق برنارد لويس بدأ بتقليب تلك الصفحات لدراستها فكتب كتابه (الحشاشين والإسماعيلية)، وهو يرفض التسليم بان صاحب قلعة (آلموت) استخدم الحشيش ويقول لويس ان هذه الكلمة لم تطلق على الامارة الإسماعيلية في ايران بل على الحركة الإسماعيلية في سوريا، حيث لا تزال تعيش طائفة إسماعيلية، ويرجح ان تكون كلمة (حشاشين) اطلقها المسلمون السنة في سوريا على الإسماعيلية من بابا الاستهزاء والاحتقار لعقيدتهم. كما يرفض برنارد لويس القصة التاريخية التي تقول بان صداقة ربطت الصباح بعمر الخيام والوزير الاكبر نظام الملك وقصة التعهد باقامة التعاون بينهما ويقول لويس ان نظام الملك كان يكبر عمر والصباح بحوالي 30 سنة. ويرى امين معلوف ان عمر الخيام هو الذي عرف الحسن الصباح بنظام الملك وان الخيام نفسه تعرف على الصباح خلال رحلة له الى اصفهان لمقابلة نظام الملك الذي عرض عليه تولي ديوان (صاحب الخبر)، اي (المخابرات او الاستخبارات) فرفض الخيام ورشح الصباح لتسلمه، وقد وافق الوزير الا انه وقعت بين الاثنين خلافات استدعت هروب الصباح الى بغداد وسوريا ومصر بعد ان أنقذ عمر الخيام صديقه الصباح من حكم اعدام. واذ كان ذلك من حصائل الماضي التاريخ شبه السحيق، حيث كانت الخناجر المسمومة تغرس في قلوب الآعداء، فاننا الآن نعيش دون ادنى شك عصر (الحشاشين الجدد) المدججين بالمتفجرات المتقنقة والاحزمة المتفجرة بنقرات فيران العقترونات، والمبثوثة على الصحون والفضائيات والجزيرة تحت اناشيد وابواق النصر الالهي ونقر الطبول. اننا الآن نشهد فورات وحمم البراكين، يطلقها اصحاب العمائم السوداء والبيضاء واصحاب اللحى الطويلة والمضمخة بالحناء، يضاف لهم اصحاب العقل والكوفيات البيضاء المنقطة بالسواد اوالحمار واصحاب الياقات البيضاء وشهادات الدكترات المختلفة من امهات القري او قم وحملة اقلام التكسيات حتى في الصحف العربية في لندن وتورونتو، هؤلاء يطلقون شرارتهم على الشوارع الملتهبة هناك ليزيدونها سعيرا فتبدأ حروقات الدكاكين والاسواق وحافلات نقل الركاب. في عصرنا نجد الحسن ابن الصباح في كل مكان حولنا، هاجر آلاف من خريجي الازهر انصاف المثقفين بحثا عن العمل في السعودية تساندهم الفتاوي القرضاوية والظواهرية والبنلادنية ومعهم السعوديين المعطرين بعطور باريس مع ما لهم من دولارات نفطية ترسل الى افغانستان والعراق لتفجير خزانات الماء والاسواق والبانزيخات وليس في ضميرهم ذرة حية، حين يقتلون ويفجرون الاطفال والنساء والشيوخ في الاسواق والمراقد. يضاف لهم بلايين الدولارات التي يرسلها احمد نجاد الناطق باسم (المهدي المنتظر) لاحزاب الله وجماعات وانصار الله في لبنان والعراق وافغانستان ليقتلوا الابرياء والفقراء والناس يزدادون فقرا ومنهم العراقية والعراقي الذين لايجدون ماء يشربونه لهم ولاطفالهم ولا طعاما يسد ارماقهم ولا دواء، والخوف دائما من تفجير جديد آت باسم الله كما فعل الحشاشون الأوائل. اذا كان هناك في التاريخ داعية القتل الحسن ابن الصباح واحد فاننا نشهد آلافا من الحسن ابن الصباح اكثرهم من اصحاب العمائم السود والبيض والمثقفين هناك وهنا في تورونتو وكندا المجمدة عقولهم بالماضي وهم الذين يزيدون الحريق شعيلا في كتاباتهم المثرثرة وهي مقالات اشبه بكتابات الحشاشين. والجدير بالذكر ان اغلب المتفجرين اصابتهم الصدمات عندما لم تتسقبلهم 70 حورية بل 7 حوريات بعضهن مصابات بعاهات بسبب قلة اعدادهن في الجنة، لكثرة من فجروا انفسهم طمعا في التمتع جنسيا بـ 70 حورية لهن من الجمال ما يصقع القلوب الجائعة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |