|
الاستراتيجية الامريكية الجديدة ..بعثي علماني ناجح افضل من اسلامي متخلف فاشل
صاحب مهدي الطاهر لم اكن يوما من الايام ولو للحظة واحدة بعد زوال النظام البعثي اتوقع ان الشعب العراقي سوف يراوده شعور ولو من بعيد بانه سوف يغفر او سيكون بحاجة الى افراد النظام السابق, الا ان ومع شديد الاسف اتضح الان وعلى نطاق واسع ان عودة هؤلاء الى سدة الحكم باتت ضرورة ملحة جدا لخروج العراق والشعب العراقي من هذه الدائرة المفرغة التي ما زال يدور بها منذ اكثر من اربعة سنوات وسط حالة التشرذم والتنافس الغير بناء والصراع الجاري الان بين الاحزاب الحاكمة وذلك بسبب خضوع معظمها لتدخلات اقليمية واضحة المعالم تريد للعراق والشعب العراقي المزيد من الدمار والخراب وعدم الاستقرار الابدي خدمة للمصالح وللمشاريع القومية الخاصة بدول الجوار العراقي المرتبطة بها لذلك فانني اعتقد ان الاستراتيجة الامريكية الجديدة في التقرب من عناصر النظام السابق ومحاولة دفعها من جديد الى المعترك السياسي لم تات من فراغ بل جاءت بعد دراسة ميدانية ونظرية مستفيضة توصلت الى الاتي: ان المجتمع العراق ينقسم الى ثلاثة اقسام رئيسية القسم الاول هو المحايد والذي يلتزم الصمت التام جراء ما يحدث من حوله وفي محيطه, وهو الذي تقع عليه كل المخاطر والاضرار والماسي التي تولدها السياسات الخاطئة سواء كانت حكومية او حزبية فهو يلتزم الحياد السلبي وهذا القسم يعتبر كانه غير موجودة على طاولة صانعي السياسة الحاليين اما القسم الثاني فهو القسم المنتمي والمرتبط بالاحزاب ذوات الطابع الاسلامي سواء كان لها باع في السلطة او لا ومعظم هذه الاحزاب تمتلك القوة المادية والبشرية والتسليحية بينما لا تمتلك مشروع تقدمي وحضاري متطور واسع الافق, بل لها وجهات نظر ضيقة فايدلوجيتها تعتمد في قسمها الاكبر على فلسفة ضخ قيم التخلف والاشاعات المغرضة بغية السيطرة على المجتمع عن طريق التحكم بعقول ومشاعر الاخرين وهذا القسم اذن يعتبر عنصر هدم وعدم استقرار, فالاوطان المتقدمة لا تقام على التخلف والدجل ,وهي بذلك عدو لدود للحرية وللديمقراطية اللتان تنمو وتزدهر بكنفيهما كل عناصر الازدهار والتقدم والتطور والابداع لذلك دعا كثير من اصحاب العقول النيرة الى ضرورة فصل الدين عن السياسة والدولة وهذا القسم لا يمكن اصلاحه او تغيير مفاهيمه العقائدية فهو يعتبرها حقائق مسلم بها لا يمكن المساومة عليها وعلى الجميع تقبلها والخضوع لها ,وان هي ادعت غير ذلك فهي لا تعدو عن مناورة وقتية ليس الا ,وما هو حاصل في الجنوب العراقي من قتل وترويع للمواطنين المخالفين لتوجهاتهم ماهو الا دليل على ذلك التوجه فضلا عن ذلك فان هذه الاحزاب تزيد الهوة بين العراق والدول المتقدمة وترمي به في احضان الدول المتخلفة مما يجعله ينحدر الى الاسوء على كافة الصعد . اما القسم الاخر وهو المتثل بالاتجاه العلماني وهذا القسم يعتبر ضعيف في الوقت الحالي لانه لا يمتلك القاعدة التنظيمية الكبيرة المستعدة للدفاع عن حقه في البقاء والاستمرار لانه تعرض في حقبة النظام الصدامي الى البطش والتنكيل حاله حال الاحزاب الاسلامية واستمر هذا الحال الى ما بعد سقوط النظام ولكن بايدي قوى اخرى بعكس الاحزاب الاسلامية التي تضخمت وتضاعفت ووجدت الارضية المناسبة للبقاء والانتشار. اذن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن النهوض بالعراق والشعب العراقي اذا استمر الحال كما هو الان في العراق تحكمه بعض القوى التي تدعي بانها اسلامية دون منافسة من اية جهة اخرى ؟واعتقد ان الجواب المنطقي هو عن طريق استحداث حزب علماني جديد قوي يمكنه ان يدافع عن نفسه ويمتلك قدرات كبيرة وقاعدة تنظيمية جيدة وهذا غير متوفر في والوقت الراهن الا بعناصر حزب البعث السابق فهم اناس علمانيون يجيدون فن السياسة والمصالح المتبادلة ومستعدون لدفاع عن مشروعهم بشراسة كذلك فهم ليس لهم قيم ثابتة ومبادىء مقدسة وبهذا فهم اكثر حرية في المناورة لتحقيق بعض المصالح الضرورية, هذه هي ايجابياتهم اما سلبياتهم فهم دائما يتطلعون ان يكونوا في المقدمة دون سواهم وهم ميالون اكثر لحب السيطرة والدكتاتورية وهم دهاة ومكرة فاذا كان بالامكان الحد من هذه السلبيات عن طريق وضع حد لطموحاتهم هذه عن طريق سد كل الثغرات التي يستطيعون من خلالها تنفيذ ماربهم الشريرة والابقاء على ايجابياتهم فقط وهذا من الممكن تحقيقه لانه حزب ليس بعقائدي فانه يمكن ان يحقق للعراق والشعب العراقي الكثير من النجاحات والانجازات الكبيرة .ان ابقاء قواعد عسكرية امريكية في العراق هو الضامن الاكيد لسد هذه الثغرات ومن ثم لستمرار التقدم في العراق وعدم رجعوه مرة اخرى لحقبة الحزب الاوحد مهما اختلفت العناوين والمسميات, فهو الكفيل بان يعيد الاتجاه العلماني الى جادة الصواب كلما حاول الانحراف عن قيم الحرية والديمقراطية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |