|
في مساء الثالث من أيلول وعلى غير العادة هبطت الطائرة الرئاسية يو أس1 والتي يستقلها الرئيس الأمريكي في زيارته الرسمية والبروتوكولية في قاعدة عين الأسد الجوية في البغدادي غرب العراق وعلى متنها مجلس الحرب الأمريكي يتزعمه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش حيث كانت زيارتي الرئيس الأمريكي السابقتين للعراق في عامي 2005و2006 على متن طائرتي نقل عسكريتين ومن طراز سي 130 ولهذه الزيارة المفاجئة جملة رسائل توصلها. الرسالة الأولى موجهه إلى المشرعين الأمريكيين ومن خلالهم إلى الرأي العام الأمريكي حيث أن الطائرة حطت وأقلعت بسلام ودون حوادث تذكر وعلى الرغم من وجود مظلة جوية ترافقها لكن هذه المنطقة كانت بالأمس القريب المنطقة الأكثر تأثيرا على القوات الأمريكية وان اغلب خسائر الجيش الأمريكي كانت في هذه المنطقة من العراق وهنا تكمن قيمة الحدث فهذا يعني أن هنالك تطور آمني ملحوظ على الأرض وبالتالي فانه ووفق ما صرح به الرئيس الأمريكي فانه لو تحقق تقدم في الوضع الأمني في العراق كما حصل في الانبار فهذا يعني تحقيق مطلب الكونغرس الأمريكي بغالبيته الديمقراطية التي باتت تزعج الرئيس وهو الانسحاب من هذا المستنقع أو على الأقل تخفيض عديد القوات الأمريكية خصوصا وان هنالك اليوم دعوات بدأت تظهر جلية ودون مواربة لعرض الموضوع العراقي على طاولة مجلس الأمن الدولي وتحويل قوات الاحتلال إلى قوات طوارئ دولية تعتمر القبعات الزرقاء. أما الرسالة الثانية وهي موجهه إلى حكومة المالكي المتحصنة في المنطقة الخضراء ومفادها أن صبر الإدارة الأمريكية هو ليس بدون حدود وأن ما عجزت عنه الحكومة مدعومة بكل أسباب القوة (سوى الشرعية والمشروعية) من قبل الأمريكان استطاعت تحقيقه قوىً شعبية تفتقر إلى أدنى مستلزمات القوة وبفترة قصيرة وهذا من المؤكد يجعل الكفة تميل لصالح تلك القوى الشعبية على حساب الحكومة والتي حاول رئيسها المالكي تجيير النجاح الذي حققه رجال الانبار لصالحه بزعمه انه هو الذي كان خلف رجال الانبار في تصديهم للقاعدة في مناطقهم في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الرابع من أيلول والجميع يعلم أنه كان من أشد المعارضين لموضوع تسليح رجال الانبار وقد صرح بذلك علناً وفي أكثر من مناسبة بل انه كان يرى أن تسليحهم سوف يؤدي إلى زيادة في العنف ربما تؤدي إلى حرب أهلية لا يعرف أحد نهايتها وهنا أود أن أقول للسيد المالكي أليس سقوط 1700 قتيل خلال شهر أب وحده حرباً أهليه وهذا يعني بمعدل 56 قتيل في اليوم الواحد ,هذا العنف المتزايد في العراق والذي امتد في الشهور الأخيرة ليصل إلى الجنوب الذي كان هادئاً نوعاً ما وفي المقابل ما أوردناه عن تحسن الوضع الأمني في الانبار حمل سيد البيت الأبيض إلى أشعار المالكي بأن البساط بدأ ينسحب من تحت أقدامه وأنه عليه أن يخرج من طائفيته وتبعيته لإيران ليلحق بالمشروع الوطني ولكن هل من الممكن ذلك سؤال أجابته لدى السيد المالكي؟؟؟؟ الرسالة الثالثة موجهه إلى حكام إيران وهي أن العراق الذي تحلمون به تابعاً ذليلا لكم سوف لن يكون وأن الحكومة الأمريكية مستعدة لدعم المشروع العراقي الوطني على حساب تابعيكم في العراق خصوصاً بعدما كشرت المطامع الساسانيه عن أنيابها ومحاولة حكام إيران فرض هيمنتهم على المنطقة بشكل عام وعلى العراق خصوصاً وهذا قطعاً لن تسمح به الولايات المتحدة وعلى هذا الأساس وجب عليكم يا حكام إيران أن تعيدوا قراءة الموقف مرة ثانية فأمريكا بعد كل تلك الدماء والأموال التي قدمتها كي تحتل العراق سوف لن تسمح بالتأكيد لإيران أن تستثمر تلك الأموال والدماء لمصلحتها. فهل هذا هو وقت نهاية شهر العسل مع المالكي, من يعلم فالأيام حبلى بالأحداث...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |