|
الغالبية العظمى من الشعب العراقي الأبي تشعر اليوم بالصدمة الكبيرة بعد أربع سنوات من سقوط النظام الصدامي الظالم. لقد تحمل الشعب كوارث ومآس تنوء من أثقالها الجبال، وجاء أنهيار نظام البعث بمثابة أمل كبير طالما تاقت أليه النفوس. ومرت السنوات الأربع ليرى الشعب اليوم أن الكثير من النخب السياسية التي تولت مقاليد الأمور، وخاصة الدينية منها، تفتقر تماما الى الحس الوطني والعمل الجاد لخدمة العراقيين المظلومين. نرى أولئك السياسيين اليوم، سوء في الحكومة أو في مجلس النواب، يتسابقون بقوة لتحقيق المنافع والأمتيازات الشخصية دون الألتفات الى مايعانيه ابناء الشعب من شظف العيش وأنعدام الخدمات وركود الوضع القتصادي وأستعار الأسعار في الأسواق. فكيف لنا أن نفهم مايحصل عليه أعضاء مجلس النواب من رواتب عالية جدا وأمتيازات خاصة غير معقولة أو مقبولة فيمايتصل بالتقاعد والمنح والأيفادات وغيرها؟! ألا يتعارض ذلك مع أبسط تعاليم الدين الأسلامي الحنيف في تواضع أولي الأمر وشعورهم بأبناء جلدتهم؟ أليس رسول الله (ص) هو قدوتنا ومنارنا في هذا السبيل وغيره؟! المواطن العراقي ماأنفك يرفع صوته مدويا: لماذا هذا الصراع المستديم بين الأحزاب والكتل السياسية التي أتفقت على أسقاط نظام صدام وتعهدت بتعويض الناس عن الحيف والظلم الشديد الذي لحق بهم؟ كيف نفهم ترك بعض أعضاء مجلس النواب البلاد والعباد والتمتع بأجواء الخارج ومن ثم العمل على مهاجمة الحكومة مستلهمين من الطائفية والعرقية والحس اللاوطني أفكارهم ونقدهم الجارح؟! وكيف نفهم سعي آخرين وخاصة د. اياد علاوي ود. حارث الضاري من أجل أسقاط الحكومة القائمة المستندة الى الأنتخابات بدعم خارجي عربي أو أجنبي بهدف السيطرة على مقاليد الأمور بشكل غير شرعي دون أعتبار لما تنطوي عليه مثل هذه التوجهات البشعة من مخاطر أندلاع حرب أهلية واسعة النطاق لاتحمد عقباها!! مطلوب من أصحاب القرار وقادة الأحزاب والكتل السياسية بأن ينتبهوا قبل فوت الأوان فالشعب العراقي اليوم يئن تحت ضغوط الفاقة والعوز والضغوط النفسية وحتى الرعب والترهيب من قبل الجماعات (الدينية!!) المنفلتة خاصة في محافظات العراق الجنوبية. وليكن لهم في صدام، صاحب العشرات من القصور الفارهة، الدرس القاسي. حاربوا الظلم وأتفقوا على كلمة حق وصدق وتخلوا عن مفاسد الدنيا وأغراءاتها وضعوا الله تعالى نصب اعينكم ولاتفوتوا هذه الفرصة التاريخية المتاحة أمامكم اليوم. وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |