حكايات ابي زاهد (1) .... "البطاقة الموحدة"

 

 

محمد علي محيي الدين

abu.zahid@yahoo.com

يعاني المواطن العراقي من تعدد المستمسكات الثبوتية، والوثائق المطلوبة في المعاملات، وكلها تؤدي معنى واحد، هو أثبات شخصيته وعراقيته ومحل سكنه، فالمواطن مطالب في مراجعاته الرسمية ومعاملاته الإدارية، تقديم بطاقة الأحوال المدنية، وشهادة الجنسية العراقية، وبطاقة السكن، والبطاقة التموينية، وتأييد المختار، وربما بطاقة حسن السلوك مستقبل، وشهادة الانتماء الحزبي لاحق، وابتكارات ما أنزل الله بها من سلطان تطالب بها بعض الدوائر، ولا أدري ما هو السر وراء هذه التعددية في الوثائق، فنحن نطالب بالتعددية السياسية، لا التعددية الوثائقية، وهذه الوثائق ينفرد العراق بها من دون عباد الله أجمعين، وجميع دول العالم بما فيها دارفور، وغانا وساحل العاج، تعتمد البطاقة الموحدة، ولا تطالب بهذا الكم من الوثائق، ولا أدري لماذا لا نقتبس من العالم ما ينفع شعبنا بدلا من استلهام كل ما هو ضار ومفيد، ولماذا تعجز الحكومة العراقية، عن تنظيم مثل هذه البطاقة الحضارية، والاستغناء عن مخلفات الجند رمة والسيك والهندو، فالعالم الآن أصبح قرية صغيرة، وبإمكان المواطن الاتصال بلحظات بأقصى المعمورة، ونحن لا نزلنا نعتمد ختم المختار وشهادة الجار، ولا زالت السجلات المتهرئة، والبيانات القديمة متداولة في دوائرنا، بعد أن أعتمد العالم نظام الانترنيت والحاسبات التي تعطيك المعلومة بأسرع من لمح البصر، بحيث يستطيع الموظف الواحد أنجاز ألف معاملة يوميا، لو أخلص في عمله وجعل ضميره نصب عينيه، ولا نحتاج للطوابير، والزحام المخزي في الدوائر، وتعنت الموظفين، وتذمر المراجعين، وبدلا من هذه الوثائق الكثيرة نستطيع اعتماد بطاقة موحدة تغني عن هذه الوثائق التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تجدي في الواقع شيئا.

 والغريب أن العالم وصل القمر قبل عشرات الأعوام، وأبتنى ناطحات السحاب على المريخ ، ويفكر الآن بالوصول إلى المجرات الأخرى، ونحن نعتمد على الكتابة اليدوية، ، في تدوين الوثائق، وآلاف الموظفين الذين يمكن الاستغناء عنهم بجهاز صغير، يعطي أكثر مما يأخذ، ولا يطالب برشوة أو هدية أو دفع بله، وما إلى ذلك في قاموس المرتشين المتسولين الذين شكلوا مافيا نظامية"تحلب "المواطن في جميع الدوائر، ضحك سوادي الناطور وقال(وروح أبوك أتهوه الموت ولا أراجع دائرة/والله لا يخليلك شغلة يم الحكومة، تطلع روحك وما تطلع معاملتك، وموظفين هالأيام الله يكثرهم، لا يعرفون ولا يحرفون، واحد يدفعك عالثاني ، وتالي تطلع معاملتك غلط، لأن كلهم أجوها جفاته، ويامسهلها عدهم جلمة تعال باجر، وهاي الجنسية الميشومه، شعلت كلوبنه، يوم أم الطير، ويوم أم النسر، ويوم أم الفسفورة، ويم ختم مثلث ويم دائري، ويوم حبر أزرك ويوم احمر، وأحنه ظالين عله هالرنه طحينج ناعم، يوميه مكابلين النفوس، ونبد جناسي، على الموديل، والسلابه بالباب الطابع بألف والأستماره بالفين، وجماله مكتوب عليها توزع مجان، واذا لاعبت أيدك، لو عند عرف من الرفاق الجدد، معاملتك تمشي ركض، لكن عدمن تشتكي اذا القاضي راضي، المفتي شعليه، وخليها سكته، جبنه حمد يعزينه طلع حمد معزه...!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com