|
ليس لأحد أن يدعي الوصاية على أحد، وخصوصا في الموقف السياسي، أو مواجهة المستجدات في العملية السياسية، فلكل حزب أيديولوجيته ونظرته للأحداث من وجهة نظره، ومن خلال مبادئه وبرنامجه السياسي، لذلك قد تحدث خلافات في وجهات النظر بين الحلفاء في أمرم، ويتفقون في جوانب أخرى، وليس في ذلك من بأس، فالاختلاف لا يعني الخلاف، وما هو خطأ اليوم قد يكون صوابا غد، وقد نتعارض في بعض المواقف، إلا أن ذلك لا يجعلنا في موقف العداء لهذا أو ذاك، والعملية السياسية أفرزت الكثير الأمور التي تتطلب الحكمة والموضوعية بعيدا عن المواقف المتشنجة والآنية التي لها تأثيراتها المستقبلية. والموقف الحالي للحزب الشيوعي العراقي من العملية السياسية ليس وليد نظرة آنية أو رأي مستعجل، فقد كان من أوائل العاملين لإنجاح العملية السياسية، ولم يعتمد المبدأ الميكافيلي في تعامله مع الأحداث، فكان يسير بخطوات واثقة، رغم ما تعرض ويتعرض له من التهميش والإقصاء من قبل أطراف تربطه معها علاقات نضالية تاريخية، وهذه المواقف لم تجعله يسير في خطوط متعرجة، والمقابلة بالمثل، فكان يحمل أخاه على واحد وسبعين محمل، ويحاول ما وسعه الجهد تقريب وجهات النظر، دون أن يكون طرفا في نزاع لا يستند لرأي وطني واضح، فابتعد عن التطرف في الكثير من المواقف وظل كما يقول المثل "يلحق العيار لباب الدار"في محاولة منه لرأب الصدع ورتق الفتق، والوصول بالعملية السياسية إلى أمر سواء، ويرى أن قطرة دم واحدة تساوي أموال الأرض، لذلك يسعى لحقن الدماء، وإيقاف العنف، ولا يعني هذا رضوخا إلى هذا الطرف أو ذاك، فنحن لا نستلم تعليمات من أحد، ولنا موقفنا المعروف في العمل السياسي النابع من مصلحة الشعب، بغض النظر عن المنافع الحزبية الضيقة، فالأحزاب وسيلة لا غاية، وعليها التضحية من أجل الهدف الأسمى وهو الوصول بسفينة العراق إلى هدفها بغض النظر عن المصالح الخاصة لهذا الطرف أو ذاك، وإذا كان للبعض رؤيته الخاصة للأحداث، فله رأيه الذي نحترمه ورأينا الذي لا يمكن التنازل عنه، فموقفنا نابع من الرؤية الوطنية من خلال دراسة الواقع ومحاولة الخروج من الجمود الذي تعاني منه العملية السياسية، بعد الشلل الذي أصابها بسبب الخلافات بين أطرافه، قاطعني سوادي الناطور قائلا (ألف مره كتلك عيفنه من السياسة وطلايبها وخلينه بالخدمات، ما تكلي شحصلنه من وره هاي السوالف، شوفة عينك سبعين سنه أناضل تاليها يجي خلاف يركب عالجتاف، والوراك صار جدامك، وأنته تريد تحجيني، لكن أرد أكول وخلي يزعلون، وهاي بربورة بكلبي ما أكدر اله أطلعه، لمن سقط النظام كالو حلو المليشيات ، ويتعينون بالدوائر، وبالأجهزة الأمنية، وحالنا حال الوادم حلينه مليشياتنه، ولليوم ما تعين منهم ولا واحد، وحلفائنه الله يكثرهم، عينوا كل ربعهم وعبروا الذاك الصوب، ومن الأنصار ما تعين ولا واحد، وأكو وادم طول أعمارها لا تعرف مليشيات ولا تعرف سياسة طلعوا مناضلين وصاروا ضباط وحرس وطني وشرطة، ومنهم صاروا وزراء، وكل الوادم تدري بيهم وين جانوا وشيشتغلون، وتاليها طلعوا همه المناضلين، والمناضل الصدك يشتغل بالعمالة، وصدك لو كالو"إذا طلعت لحية أبنك زين لحيتك"...!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |