|
اتهم نزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، الاعلام العربي بالعنصرية، ولذلك لم ينصف القضية الكردية، على حد تعبيره. واضاف نزار حيدر الذي كان يجيب على اسئلة مراسل صحيفة (روزنامة) الصادرة باللغة الكردية في محافظة السليمانية باقليم كردستان العراق، السيد آزاد عثمان: لقد سعى الاعلام الكردي الى ان يتعامل مع قضايا العرب المركزية بكل صدق وامانة وانسانية، عندما اعتبرها جزءا لا يتجزأ من رسالته الاعلامية المقدسة، الا ان الاعلام العربي قابل ذلك بالاساءة عندما تعامل مع القضية الكردية بكل عنصرية، ولذلك فهو لم ينصفها ابدا، وللاسف الشديد، الا من قبل بعض الكتاب والاعلاميين العرب المنصفين الذين آثروا ان يجازوا الاحسان بالاحسان، كما يوصي بذلك القرآن الكريم.
ادناه نص الحوار: السؤال الاول: ما مدى نجاح الاعلام الكردي في ايصال قضايا وهموم الشعب الكردي الى الشارع العربي، وبالخصوص الى المثقفين العرب؟ انت ككاتب، ما رايك؟ هل استفدت من الاعلام الكردي للتعريف بالشعب الكردي ومعاناته؟.
الجواب: برأيي، فان الاعلام الكردي نجح نجاحا باهرا في ايصال جوهر رسالة الشعب الكردي، لمن يريد ان يعرفها ويطلع عليها، الا ان المشكلة تكمن في ان الشارع العربي، واقصد به الانظمة وجيش المثقفين والاعلاميين المرتبطين بها، قرر ان لا يعرف الحقيقة حتى لا يتحمل المسؤولية، لانه، واقولها بصراحة واسف بالغ، عنصري، لم ينصف القضية الكردية، يتعامل مع غير العرب بعنصرية مقيتة، وباستعلاء قل نظيره، طبعا مستثنيا الشعوب المغلوب على امرها، وبعض الكتاب والمثقفين والاعلاميين العرب المتنورين والمنصفين من الذين كتبوا عن الشعب الكردي كما لو انهم يكتبون عن الشعب العربي، اولئك الذين يسبحون عكس تيار الانظمة وابواقهم، لانهم ينطلقون من قواعد الانسانية والمصير والهدف المشترك، والشراكة الحقيقية بين مختلف مكونات البلاد العربية، الاثنية منها والدينية والمذهبية، ايمانا منهم بوجوب الاعتراف بالتعددية القومية التي يرون فيها نقطة قوة ومصدر فخر، على العكس من القوميين العنصريين الذين لا يرون لغير العرب من حق في المشاركة السياسية وفي الحياة العامة، كونهم مواطنين من الدرجة الثانية، بالضبط كما كان يراهم نظام الطاغية الذليل المقبور صدام حسين. شخصيا، ولانني انتمي الى العراق، لا اجد اي فرق بين العربي والكردي والتركماني والكلدوـ آشوري وغيرهم من مكونات المجتمع العراقي، عندما اتحدث عن العراق او عن اي واحد من هؤلاء، لانني اعتبر ان العراق للجميع، لا فضل لاحد منهم على احد بسبب الانتماء القومي او الديني او المناطقي، انما التمايز بالعمل والخبرة والاداء وتحمل المسؤولية والانجاز لصالح العراق، كل العراق، ولذلك فعندما اكتب عن الشعب الكردي انما اكتب عن الشعب العراقي، خاصة وانني عشت قريبا جدا من معاناة هذا الشعب الابي والبطل والمضحي والصابر سنين طويلة، ان خلال سنوات دراستي الجامعية عندما كنت طالبا في جامعة السليمانية، او عندما تحولت كردستان الى منطقة آمنة لحركة المعارضة العراقية لاكثر من عشر سنوات، قبل ان يسقط النظام، ناضلنا معا جنبا الى جنب الكرد وغيرهم من مكونات المجتمع العراقي، ضد النظام الشمولي البائد.
السؤال الثاني: ماذا على الاعلام الكردي ان يفعل ليقترب اكثر الى المحيط العربي؟. الجواب: اعتقد ان الاعلام الكردي فعل، ولا يزال، يفعل الذي عليه، ويبقى على المحيط العربي ان يخطو الخطوة الاخرى ليقترب اكثر فاكثر من قضية الشعب الكري ليتفهمها بشكل اوضح، او لنقل ليقرر ان يفهمها بشكل ادق وافضل، وتاليا ليرتب على هذا الفهم اثرا ثقافيا واعلاميا وسياسيا، من خلال الاعلان عن هذا الفهم الجديد لقضية هذا الشعب الذي عانى كثيرا وهو يدافع عن جزء مهم من اجزاء الوطن العربي، واقصد به العراق، كما انه ضحى كثيرا وصبر طويلا وهو يدافع عن حقوقه التي سحقها النظام الاستبدادي الشمولي البائد، فتعرض لعمليات الابادة الجماعية والاسلحة الكيمياوية وسياسة الارض المحروقة والتطهير العرقي، وغيرها من السياسات غير الانسانية التي مارسها النظام البائد ضده بشكل خاص وضد الشعب العراقي بشكل عام.
السؤال الثالث: في المقابل، هل اهتم الاعلام العربي بالقضية الكردية وانتصر لها؟ وما هي طبيعة هذا الاهتمام؟. الجواب: لقد كان اهتمام الاعلام العربي بالقضية الكردية هامشيا، وللاسف الشديد، الامر الذي اصاب الكرد بالاحباط في احيان كثيرة، وهم يرون من وقفوا الى جانبه وعاشوا معه في السراء والضراء، لا يهتم بهم، بل عمد، في اغلب الاحيان، الى ترديد ما كان يقوله اعلام النظام الشمولي البائد عنهم، فيخونونهم ويتهمونهم، وفي افضل الحالات يتجاهلونهم، هذا بالرغم من ان الكرد وقادتهم بذلوا الكثير من الجهد السياسي والديبلوماسي والثقافي من اجل الاقتراب من المحيط العربي، ولا اعتقد ان احدا سوف ينسى ما بذله الاستاذ جلال طالباني، وبتوجيه من الراحل الخالد الملا مصطفى البارزاني، من جهود مضنية بهذا الصدد، وما لقاءه التاريخي بجمال عبد الناصر الا جزء من ذلك الجهد الكبير. اضافة الى ذلك، فان مثقفي الكرد بذلوا جهودا مشكورة للتقريب بين الساحتين الثقافيتين العربية والكردية، من خلال عقد الندوات الثقافية المشتركة في اكثر من عاصمة عربية سنحت لهم الظروف بالحضور فيها، وتقف على راس هذه العواصم القاهرة. ان على الاعلام العربي ان يعي حقيقة في غاية الاهمية، وهي ان الاهتمام بقضية الشعب الكردي والانتصار لقضاياه الوطنية انما هو اهتمام وانتصار لقضايا العرب والمسلمين، فالكرد قدموا للعرب والمسلمين خدمات عظيمة وجليلة سيظل العرب مدينين لها، ان على صعيد الفقه وعلوم الدين او على صعيد اللغة وآدابها كالشعر والنثر والقصة والرواية وغير ذلك، او على صعيد الفلسفة والتصوف، او على صعيد الفن، او على صعيد القيادة السياسية والعسكرية، وغير ذلك. كما ان الاهتمام بقضايا الشعب الكردي هو اهتمام بالعراق، الذي يعتبر الشعب الكردي جزء لا يتجزا منه، ولذلك اعتقد بان اي تقصير من قبل الاعلام العربي في الاهتمام بالشعب الكردي او تجاهله او اتهامه والسعي للطعن فيه وفي ولاءاته، انما هو طعن بالعراق وشعبه.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |