|
وما دعاني الى الكتابة في هذا الشأن هو مشاهدتي واستماعي بصورة دائمة الى فضائية تركمان إيلي التابعة الى الجبهة التركمانية التي تدعم وتمول من الحكومة التركية، وتقوم الجبهة من خلاله وباذلة الوقت والمال في سعيها لخلق الحاجز بين التركمان والكورد، وخلق البلبلة والمشاكل لتعكير الجو بينهم، كما حال مواقعهم الالكترونية لتلفيق الاخبار الكاذبة للتطهير العرقي بحق التركمان في كركوك من قبل كتابهم المأجورين، تهرصات وتخرصات البعض بأتهام المسؤولين في مدينة كركوك بالتزوير وجلب أكراد من أيران وتركيا أو تغيير قومية أهالي المدينة وتزوير أسماء العوائل ضمن الحصة التموينية، لأن الجبهة منذ تأسيسها تحاول دبج المقالات المظللة لتشويه الواقع وألقاء التهم على الكورد لتبرئة فلول نظام البعث عن جرائمهم داخل مدينة كركوك، لأنها ليس لها هم وغم سوى معادات للشعب الكوردي، وبعكس ما اشاهده واسمعه من قنواة الكوردية وما أقرأ المقالات كتابهم في مواقعهم، وهم يدعون الى التأخي والمحبة والتكاتف، والادهى من هذا وذاك إن الجبهة التركمانية أشترى عدداً من الكتاب العرب الذين لا يجمعهم جامع كما يبدوا سوى كراهيتهم وحقدهم على الكورد، وهولاء يمارسون إرهـاباً فكـرياً تحت أسماء مستعارة من خلال مقالاتهم التي تنشر على مواقعهم وعلى موقع إيلاف وكتابات ويبثون سمومهم كالأفاعي على شعبنا العراقي بشكل عام والشعب الكوردي بشكل خاص، ويحرضون على الفتنة الطائفية والقومية في المدن الحساسة لتفعيل الشقوق والشروخ في صرح الأخوة العربية الكوردية التركمانية والكلدوأشور، يختلقون التهم الباطلة بحق مكونات الشعب العراقي، صاروا يرددون نفس الأسطوانة المشروخة والكليشة المملة لم تعد غربية على أذاننا. في هذه المقالة أحب ان أعرض عليكم عن مدينة كركوك قبل وبعد سقوط نظام البعث: وإن جرائم النظام البعثي بحق التركمان وإنتهاكاته لحقوق الأنسان التركماني من خلال الأعدامات والتصفية الجسدي لا تعد ولا تحصى، وأصدر البعث قانونا منع التركمان من تملك العقارات في كركوك ويحق لهم البيع ولا يحق لهم الشراء ، كما أجبرالعوائل التركمانية على تتغير قوميتها الى قومية عربية، لطمس هوية التركمان والقضاء على مقوماتها وتدمير خصوصياتها، وألغاء بقية مقومات الهوية التركمانية من العادات والتقاليد واللباس الشعبي والفلكلور التركماني، على ذلك لم توجد ولا مدرسة واحدة تدرس اللغة التركمانية في عهد النظام البائد، ولا مركزا ثقافيا واحدا إهتم بالتراث التركماني وثقافته الخاصة، إضافة الى نوعية تعامل النظام السلبي في الدوائر والمؤسسات الحكومية داخل مدينة كركوك مع المواطن التركماني، في إطار إستراتيجية جهنمية تهدف الى دفع التركمان للتنصل عن هويته أو دفعه للهجرة الى خارج الوطن. بعد ان قام النظام بتدمير وتخريب مدينة تسعين التركمانية الشيعية في عام 1985 وتهجير عوائلها الى المناطق الجنوبية والغربية في العراق، كما حال قرية بشير والتركلان واليايجي وغيرها من القرى التركمانية، أحتضنت المدن الكوردية عشرات من عوائل التركمان وغييرهم من القوميات والمذاهب هرباً من جور الأجهيزة الأمنية البعثية وكانوا محضى الحب والأحترام من قبل الشعب الكوردي، وكل هذه الاعمال كانت تجري بصمت مطبق حيث لم تنل الأهتمام الأعلامي والإثارة والفضح والكشف عن تلك الجرائم المقززة، مع أن الذي جرى على التركمان لم يكن قليلا وربما كانت توازي في آثارها السلبية ما جرت على القوميات والمذاهب الأخرى إن لم تكن أكبر، دون ان تستطيع الجبهة التركمانية واسياده في تركيا ان يتفوهون ببنت شفة. أما بعد سقوط نظام البعث رجعت الكثير من العوائل التركمانية المهاجرة والهاربة الى مدينة كركوك، ويعيشون جنبا إلى جنب مع الكورد وهم لا يميزون قط عن الكورد، وبنيت جميع القرى التركمانية التي هدمت من قبل النظام البائد، وألغيت جميع القرارات التي أصدرت بحقهم في الزمن النظام البعثي، وأفتتحت العديد من المقرات والمكاتب لكافة الأحزاب التركمانية التي تنشط علنا ومرخصة في مدينة كركوك وحتى المقرات للجبهة التركمانية التي تعمل بصورة علنية، واحدة من منجزات العهد الجديد، أضافة الى الأذاعة والتلفزيون الأرضية والفضائبة والصحف المطبوعة باللغة التركمانية إن كانت حروف العربية أو اللاتينية، كذلك تدريس لغته القومية في المدارس التي تتواجد فيها التركمان. أنني في هذه المقالة لست بصدد للدفاع عن القيادات الكوردية وعن أخطائهم داخل المؤسسات والهياكل الحكومية التي ليست ضرراً للتركمان فقط إنما للكورد أيضا، بل انني ضد تفعيل الشقوق والشروخ في صرح الاخوة التركمانية الكوردية، لأن مصلحة التركمان يكون دائماً مع الكورد وتشارك بينهما التأريخ بسبب لصيق بعضهما البعض جغرافيا، ويربطهم صلة القربى بالدم وبالهواجس ويوحدة شؤونهم وشجونهم لأن هناك منذ الأزل ثمة علاقات أجتماعية وأقتصادية وثقافية بين الكورد والتركمان وعاشوا جنباً الى جنب منذ القدم في كركوك، ولم يكن على الأطلاق أي نوع من الحساسية أو الأمور السلبية في العلاقات بين أهالي كركوك ، وكان الجميع يعيشون بأخوة وسلام، وبعيداً عن التطرف القومي من طرف واحد، أضافة الى الاستثمار تجارالتركمان داخل مدينة كركوك وفي جميع مدن كوردستانية أخرى. لا أحد يستطيع أن ينكرمظلومية التركمان في محافظة كركوك قاطبةً في ظل النظام السابق ومهضوم حقوقه في النظام الجديد أسوةً بغيرهم من أبناء الشعب العراقي، لإن اية جريمة ترتكب على اساس سياسي أو قومي أو مذهبي، صغيرة كانت ام كبيرة ، ضد شخص واحد ام مجموعة من الناس، هي فعل ضد الانسانية وهي مدانة طبقا لكل قواعد حقوق الانسان ومبادئه في كل الاديان والاعراف، ولكن لا نرضى أحداً ان يتاجر بأسم القومية التركمانية في العراق كائن من يكون من اجل مصالحه او مصلحة احدى دول الجوار، لذلك أدعو من خلال مقالتي الى الوحدة الوطنية والأبتعاد عن التمييز العرقي والطائفي وتجنب عبارات السب والشتم والتجريح، وأثارة غرائز الناس البسطاء بأية وسيلة من وسائل الأثارة، بل أدعو على تمتين الأخوة العربية الكوردية التركمانية والكلدوأشورية بحيث يتمتع الجميع بحقوقهم المشروعة والعادلة، وتعزيز التعايش السلمي فيما بينهم لخدمة الوطن هو الرابط الحقيقي للهوية العراقية وتعزيز لوحدة البلاد.
|
||||
|