|
آثر حفيد الشاعر أبو المحاسن في عهد الإنتداب البريطاني للعراق، رئيس حكومة العراق السيد نوري المالكي هذا العام الإحتفال في ذكرى الشاعر مصطفى جمال الدين، في ظل ذل الإحتلال، على أساس دعوة سيادته لتكريم شعراء العراق الكبار، على الإحتفال هذا العام في ذكرى مولد ابن مسقط رأسه الشاعر حسين مردان(1927-1972م) الثمانين حولا لا أبا للعراق يسأم!، وهكذا يفعلون، يؤثرون شعراء على شعراء يتبعهم الغاوون!، و يؤثرون على على أنفسهم ولو كان بهم محاصصة. حسين مردان، أصهب المحيا، سرح الشعر، إذ وضعته أمه الأمية لأب شرطي خيال في "طويريج"(ويالعزاء طويريج الشهير!) سنة 1972م حيث مولد الرئيس المالكي الذي حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين و وضعته بين سنة صدور ديوان مردان"قصائد عارية"- شعر عمودي - مطبعة الشرق، بغداد 1949م وصدور ديوان مردان "صور مرعبة "1951م(قبل سنين من صدور ديوانه " صور ملونة") . في الصف الثاني المتوسط غادر الفتى حسين، بعقوبة وبرتقالها وتمر نخيلها وكل قضاء الخالص الى بغداد، لينظم حسين (المضيع في البلاد!) بقلبه الذكي الى جماعة "الوقت الضائع" و مقهى "الواق واق" وكأنه يقول: إستفت قلبك !، وهو يكرر صفة (الغباء!)، وليعمل حسين (الجائع في العراق، وهو يحلم بأن يكون العسل في كل فم!) مصححا في وقته الضائع بصحيفة "الأهالي". تشرد و لم يتزوج. إنتشله من مقهى الزهاوي الشاعر "صفاء الحيدري" فآواه في شقة محام يعمل معه و حسين المهمش الشقي في و/ بالعراق، هو القائل: "ما حياتي و لم أجد في حياتي غير حزن يذيب صم الصخور.. هذا أنا "رجل الضباب" و- من / له- في كل موبقة حديث يذكر/ فليعلم المتزلفون إذا التوت/ قدم على قدم بأني أكبر..كنا نكتب ونقرأ الشعر في الحافلات والحانات والشوارع، لقد كنا قافلة مدججة بالقريض يوم لم يكن لأدونيس أو صلاح عبد الصبور أي وجود على لوحة الشعر الحديث.. أما ما يقال من أن التمرد الأول هو السياب أو عبد الوهاب أو نازك، فشىء يدل على الغفلة و الغباء، لأن بذور حركتنا كانت تنمو منذ عهد بعيد ولو أنها ولدت على أيدينا (ثقافة، فاتح ت2 1998م). و على غرار عميد المسرح العربي الراحل توفيق الحكيم، بدأ محدثا حماره الحكيم، بعودة الروح وختم بعودة الوعي في عهد الفسادات، بدأ مردان تلميذ الوجودية وبودلير، ديوانه الثاني "اللحن الأسود" 1950م، وكان ختامه على أيام النكر بكر و تبعه الخؤون صدام المعدوم، الطويلة الليل كلكلا!. ومن شعره: وهل يتوب مفكر/ هبني سجنت فلست أول ثائر/ حر على قول الحقيقة مجبر/ يرمى بأعماق السجون و يقبر/ هبني شنقت فلست أول مصلح/ أودت بفكرته حبال تذعر/ أني لألعن من يعيش ببلدة/ يعلو الغبي بها ولا يتفجر. ويقول: ولأنني أشعر أني سأموت إن لم أواصل الإنفجار. ويقول في "رجل الضباب" ما كنت أؤمن بالنضال وحقه لولا بقية زمرة لا تقهر/ ويل لشعب لا يثور إذا رأى هذا التراب يدوسه مستعمر/ ويل لشعب قد أهين ولم يزل يخشى سياط الحاكمين ويؤمر!/ أنظل نحلم بالمساء و لونه و أنوفنا في الطين قبرا تحفر؟!/ أنظل نوهم بالخنوع وأينما درنا نرى شعبا يثور و يبهر؟!/ أنظل ننتظر القضاء وكلنا يدري بأن المجد حلم أحمر؟!. و كان مسك ختامه: أيامنا مرت سدى وضحكنا قد إنتهى و كل ما تحمله من الثرى الى الثرى!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |