|
في زمن النظام البائد كان الحصول على جواز السفر من المستحيلات، ولا يحصل عليه المواطن الآ (بطلعان الروح) وكان المنع من السفر وراء أحجام الكثيرين عن الحصول عليه، والضرائب الباهظة المفروضة على طالبي السفر، وبعد التغيير، والانفتاح المعهود، كان الحصول على الجواز من الممكنات، ولا يكلف المواطن إلا القليل من الجهد والمال، ولكن دوام الحال على هذا المنوال ضرب من المحال، فما أسرع ما هيمنت المافيات الجديدة، وسيطر(أهل الواشرات) على دوائر السفر، و(عادت حليمة إلى عادتها القديمة)وأصبح الحصول على الجواز أصعب من الصعود للقمر، فقد عدنا إلى الروتين القاتل، والبيروقراطية المقيتة، وعاد دهاقنة الفساد الإداري لتصدر الواجهة من جديد، وفرضوا أسعار جديدة للجوازات، زادت على أسعار النظام البائد، فالجواز (جي) الخاص بكبار الشخصيات بسبعة أوراق، والجواز (سي) له أسعاره المتحركة حسب الطلب والمنطقة ومن يطلبه، فإذا كان من المجرمين المطلوبين المشمولين بالمنع، أرتفع سعره عشرات الأضعاف، وإذا كان لمواطن عادي، كان سعره بين مائة إلف إلى مائة وخمسون ألف دينار، والوسيط في هذه الحالة يتعامل حسب التسعيرة المقررة في (سوك جماله) أو قانون(عباس بيزه وحسنه ملص)وما عليك إلا تسليم المعاملة والمبلغ المقرر، ويصلك الجواز سالما كاملا على أحدث المواصفات الفنية، دون أن تقف في الطابور، أو تنذر النذور، وتتحمل حرارة الشمس، وبرودة الشتاء، والمعاملة الإنسانية الكريمة لموظفي الجوازات الغيارى، وتتخلص من فذلكة (عتاوي الداخلية) تعال باجر، أو ضاعت المعاملة، أو الصورة (مو واضحة) أو (بدل الجنسية)وغير ذلك من المعرقلات التي يجيدها المتمرسون في هذه الدوائر، بحيث يجبر المواطن للجوء إلى الوسطاء اللطفاء الشرفاء النبلاء، للحصول على الجواز بالتي هي أحسن....ضحك سوادي الناطور وقال(تيتي ...تيتي..مثل ما رحتي أجيتي، كلنه راح حسن تاليها أجانه حسوني، وردينه ذاك الطاس وذاك الحمام، كلمن أيده اله، والعتاوي ردت من جديد تشمشم عالزفرة، وتاليه أولاد العراق الجديد، طلعوا أعتك من اليخني، أواحد تافل بحلك الثاني، وردت الوادم على أشعار مظفر، أيام المزبن كظن تكظن يأيام اللف، ودنيانه صارت قشمره وتدور بينه وتلتف، وعلى هالرنه طحينج ناعم، ما نخلص من الفاسدين، لن أبليس ما يخرب عشه، ويروح فاسد ويجون عشرين، ونظل طول أعمارنه سيارتنه تمشي ليوره، تدري ليش...؟لأن ما دكينه الأساس الزين، والدوني يبقه دوني، والأساسه من رمل ما يكدر يبني دبل فاليوم، وذوله ساسهم رمل هيال، وإذا ظلينه بوره شعيط ومعيط لا تركانه عافيه، ولا نساوي الوادم، ونظل نركض والعشه خباز، وما أدري عدمن نشتكي، غلط وزانها وتاه الحساب، وصارت فالتون دائرة سي، يكولون أكو واحد بزمن العصملي طردوه من الوظيفة، أتوسط يم الكبار راد يرجع ما رهمت شغلته، راح الواحد من الكبار سولفله سالفته، كاله (صايره فالتون) ما أكدر أسوي شي، المهم أتفق ويه ربعه سووه دائرة، وكتب عليها (فالتون دائره سي) وطبع وصولات، وكام يأخذ ضرايب على الموتى، ياهو اللي يدفنوه يدفع ليره، يوم من الأيام ماتت بت السلطان، رادوا يدفنوها ، الجابي اليجمع الفلوس كاللهم، أدفعوا ليره الدفنيه، كاللوه يمعود ماكو هيج دائره، كاللهم محد يندفن إذا ما يدفع الرسم، المهم دفعوا الرسم وراحو للسلطان، سولفوله السالفه، دز بوره المسئول عن الدائرة، سأله هاي المن الفلوس اللي تجمعوها سولفله السالفه، ضحك السلطان، وكال والله هاي خوش شغلة، كام سواها دائره رسميه تجمع الفلوس للحكومة، وخله صاحبنه مدير الدائره، هسه لو الحكومة تسوي دائرة تجمع الخاوه مو أحسن...!!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |