الحل: تسليح القوات الحكومية وليس العشائر

 

 

يحيى السماوي

:yahia.alsamawy@gmail.com

لا جديد في القول إن وجود وجود ميليشيات مسلحة، كان من بين أسباب الإنفلات الامني الذي عمّ العراق منذ سقوط النظام الديكتاتوري وما زال يشهده ـ وإن بدرجة أقل في الآونة الأخيرة.. فكانت المطالبة بحلها مطلبا وطنيا لاحتواء مخاطرها، ولإعادة الهيبة للدولة العراقية وقواتها المسلحةـ وقبل ذلك للقانون الذي كاد يفقد  قوته  (ما ضرورة وجود القانون إذا كان للميليشيات محاكمها وقضاتها وسجونها، ولشيوخ العشائر قوانينهم؟).

وبدلا من تحقيق هذا المطلب، أقدمت القوات الامريكية على تسليح الاف الأفراد من أبناء العشائر العراقية، تحت ذريعة مقاتلة الإرهابيين المجرمين من  فلول القاعدةـ دون أن تأخذ بنظر الاعتبار أن مثل هذا التسليح، قد يؤسس لميليشيات جديدة مستقبلا، في الوقت الذي يتوجب فيه إلغاء الظاهرة الميليشيوية.

إن حماية المواطنين، من مهمات الدولة وليس العشائر والجماعات والافراد.. بل ومن واجبات قوات الاحتلال بالدرجة الاولى حسب نصوص القانون الدولي... والدولة التي لا تمتلك القدرة على حماية مواطنيها من العصابات الارهابية ، لن تستحق احترام شعبها...

وإذا كانت القوات الامريكية بعديدها وآلتها الحربية الهائلة وعيونها المخابراتية، غير قادرة على  تنظيف  الوطن العراقي من الوسخ القاعدي ـ فهل بمستطاع العشائر العراقية تحقيق ما تعجز عنه جيوش  البنتاغون؟

 المنطق يقول إن القوات الامريكية قادرة على ذلك، لكنها ـ ولغاية في نفس يعقوب البيت الابيض ـ لا تريد تأدية ما هو من صلب واجبها، ليس خشية من التضحية بعدد من جنودهاـ فهم يتساقطون كل يوم ـ إنما لأن ادارة البيت الابيض تخطط لتهيئة قنابل موقوتة خدمة لأهداف غير معلنة قد يكون من بينها تهيئة مستلزمات تقسيم العراق..

  على الادارة الامريكيةـ إثباتا لحسن نواياها ـ تجهيز القوات الحكومية العراقية بالأسلحة الحديثة التي تمكِّنها من ترجيح كفتها على عصابات القاعدة  وبقية الارهابيين، وليس تسليح هذه العشيرة أو تلك  واستئجار مقاتلين.. فقد  نشرت وسائل اعلامية امريكية عديدة، عن المبالغ التي دفعتها قيادة جيشها في العراق، إلى رؤساء عشائر بعينها، مقابل مطاردة فلول القاعدةـ ما يعني أنها حوَّلت الواجب الوطني والانساني  والاخلاقي الى مهنة ارتزاق..

   على الادارة الامريكية تسليح القوات الحكومية العراقية تسليحا حديثا لتحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله، والاستماع إلى ما تقوله الحكومة العراقية، لا إلى شيخ عشيرة أو رئيس حزب ، وعضو برلمان  سبق وصرَّح  مهددا: "سنجعل الدم يصل الى الركب"

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com