دولة المالكي الى اين؟

 

طارق عيسى طه

taha.bagdady@freenet.de

بدات ومنذ فترة غير قصيرة علائم الفشل والتدهور لحكومة السيد المالكي التي فقدت مصداقيتها ,امام الشعب الذي انتخبها (كما يقال والعهدة على الراوي) فقد وعد دولته الشعب العراقي بحل جميع مظاهر التسلح والميليشيات في البلد والضرب بيد من حديد على ايادي المفسدين والارهابيين وكما يعلم الجميع فان فضيحة دار الايتام الرهيبة التي لا يمكن ان ينساها الشعب العراقي الذي أئتمن فلذات اكباده الى حكومة لم تقم بواجبها وتركت الاطفال فريسة بيد المجرمين الذين.

عاثوا فسادا بالقيم الانسانية ,وخرجوا عن تقاليد بلد العراق العظيم ,,ولا اريد ترديد الحقائق التي حصلت أنذاك لانها تجرح كل من له ذرة من الشعور الانساني. والوطني, والانكى من كل هذا كانت تصريحات الوزير المسؤول غير انسانية ومغايرة للحقيقة, اما السيد المالكي فقد صرح بان المتهمين لم يتم توقيفهم او سجنهم, ولكن اجريت معهم تحقيقات, وهذا يدل على ان هناك ضغوطات عليه وانه لا يتمتع بصلاحياته كاملة لضروف املتها عليه شروط المحاصصة 2 اما ما يخص حل الميليشيات وتوفير الامن للشعب العراقي فلم يتحقق منه شيئا بل بالعكس ازدادت الجرائم وشملت الدوائر الرسمية والموظفين والمراجعين بالجملة بواسطة رجال يرتدون البزة العسكرية يقتادون الرهائن الى باصات ذات الدفع الرباعي ويختفي الجاني والمجني عليه,قسم من المختطفين يطلق سراحهم والباقي ترمى جثثهم في الشوارع والمزارع والانهر 3 معالجة بعض المظاهر المخالفة لارادة الحكومة بالقوة المفرطة كما حصل لحوادث الزركة, والتعتيم الاعلامي المطبق عليها بدل تقديمهم الى المحاكم 4 حوادث مدينة كربلاء المقدسة بقيت غير واضحة واتهمت فيها عناصر القاعدة المجرمة ولكن الخلاف كان بين كتل ومرجعيات شيعية كما ظهر من تعهد السيد مقتدى الصدر بتجميد جيش المهدي لمدة ستة اشهر 5وعود السيد المالكي منذ اكثر من عشرة اشهر بالقيام بتعديل وزاري لعشرة وزراء لم يتم تحقيقها 6كما هو واضح فان لجنة النزاهة بشخص رئيسها السيد راضي الراضي كانت شوكة في اعين الحيتان المافياوية وامتازت بالجراة في كشف جرائم حصلت واعتداءات على المال العام والثروات الوطنية 7 اما موضوع الكهرباء واهميته للشعب العراقي وكل شعوب العالم اذ ان الطلاب لا يستطيعون الدراسة بدونه ,ولا يمكن القيام بالعمليات الجراحية, ولا يمكن تشغيل المصانع ولا يمكن تشغيل الثلاجة بدونه ,ولا يمكن القيام بالتعقيم, ولا المبردات والمدفئات مع العلم بان بيوت المسؤولين والحواسم لا تخلو من الكهرباء اهذا هو العدل الذي وعدتم بتحقيقه؟اما المياه الصالحة للشرب فلم تتوفر ايضا ,هذه هي اهم الاسباب لتفشي الامراض فالزحار في المناطق الجنوبية وموت العديد من الاطفال جراء ذلك ,والكوليرا وامراض الكبد بكل انواعها عدم وجود الادوية الضرورية ,تفشي امراض السرطان بشكل رهيب نتيجة العنف العسكري لقوات الاحتلال واستعمال اليورانيوم بشكل تجريبي على جراد نجد وليس على مواطنين, عدم ازالة بقايا الغزو من دبابات عاطلة ومدرعات يلعب فوقها الاطفال وهي مستمرة باشعاعها الذي يسبب الامراض السرطانية, لقد حاول السيد الجعفري رئيس الوزراء السابق التغطية والتعتيم على سجن الجادرية السري ولاسباب كثيرة اخرى اظطرته للانحناء امام المعارضة ,والان جاء دورك للانسحاب , انك تجلس في زورق مثقوب سيادة المالكي انقذ نفسك قبل الغرق المحتم, اذا كانت اسباب الفشل في ادارة دفة السياسة هي قلة الجدارة ,كما يتفق عليه المحللين السياسيين فليس في ذلك عيبا ,اما الاصرار على البقاء فهذه هي الخطيئة بعينها ,ان مصير سبعة وعشرين مليونا من العراقيين متعلق بقرارك, انك تعرف اكثر من اي انسان مدى الخراب الذي حصل في العراق, اما موضوع انبوب النفط الذي كان يضخ الى جارتنا ايران بدون عداد, وتسعة ملايين عراقي يتضورون من الجوع والمرض عدا الذين يعيشون الان في الخيام داخل العراق بعد ان اجبروا على ترك بيوتهم حفظا على حياتهم , وكذلك المهجرين العراقيين في سوريا مهددين فماذا فعلتم لحمايتهم؟ نريد ان نرى انجازا واحدا نريد ان نسمع بتحقيق نصر او اتفاقية لنصرة المهجرين في سوريا والاردن وباقي الدول.

ان السيد نوري المالكي ليس السبب الوحيد لهذه الكارثة الانسانية التي حلت في العراق, لا ان جميع الوزراء يتحملون المسؤولية كاملة بالتضامن, وكل من في الساحة والعملية السياسية من الكتل الاخرى التي ساهمت في عملية المحاصصة, اين وصلت عملية المصالحة ؟ماهي الاجراءات لاطلاق سراح الابرياء في السجون؟ ماهي الاجراءات لتمشيط الدوائر الامنية من المتسللين, ان عدد رجال الداخلية والشرطة 180 الف اي ان طرد ال 14 الف لا يساوي شيئا ,الفساد الاداري بلغ القمة في العالم, السرقات, الرشاوي, التنعيينات ,البعثات الى الخارج اكثرها عمك خالك ,اين تذهب مساعدات الدول الصناعية المتقدمة؟ ليس من الاموال فقط, وانما المساعدات العينية من تكنيك متطور, ومن يقوم بتهريبها الى الخارج؟ حتى المليارات التي تصرف لاستيراد مشتقات النفط فيها تلاعب رهيب ,يتم دفع الاموال كاملة والاستلام ناقص اي ان التوقيع والاستلام مشبوهة ومعلومات مغلوطة والشعب ينام قرب محطات البنزين فاما ان يستلم شيئا بسيطا او يقوم احد الارهابين بتفجير المحطة, اين عملية فرض القانون الثالثة والجثث لا زالت ترمى في الشوارع ؟مرة مقطوعة الراس, واثار التعذيب ظاهرة عليها, لقد انسحبت اكثر الكتل السياسية وغدا ينسحب التيار الصدري لقد تضعضع الائتلاف, الا ان كرسي الحكم لا زال براقا, معظم عوائل الوزراء يسكنون في عمان, المنطقة الخضراء اصبحت هدفا للهاونات الى متى الانتظار ؟ ان لكل مسرحية نهاية.

فمتى نرى النهاية؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com