|
مع ارتفاع درجات الحرارة ،والانقطاع الدائم للكهرباء الوطنية والقومية والطائفية، ازدهرت تجارة الثلج في العراق، وأصبح باعته من الذين يشار لهم بالبنان،والمتحكمين برقاب الناس،في ظل الفوضى السائدة، وعدم سيادة القانون في العراق،فأصبح الجميع يحارب الجميع،والمتضرر الجميع أيضا،ورافق الثلج هذا العام ممارسات طارئة، بعد سريان قانون (كلمن أيده اله) فكثيرا ما تحدث معارك حامية الوطيس من أجل الحصول على الثلج، وقد تصل إلى أطلاق النار، والمبارزة التكساسية على الأراضي العراقية، أما الأسعار فهي في تصاعد مستمر، حسب الظرف والمناخ،وتقديرات الأرصاد الجوية،فإذا انقطعت الكهرباء (وهي مقطوعة دائما) أو كانت متقطعة،فيرتفع سعر القالب الواحد إلى ستة عشر ألف دينار أو أكثر، وإذا كانت الكهرباء (نص ونص) فالأسعار تنخفض إلى ستة آلاف أو ثمانية آلاف،والمواطن غارق في هذه الدوامة، فهو لا يستطيع الاستغناء عن الثلج، لأنه من ضرورات الحياة، وقد لا يستطيع شراؤه لارتفاع أسعاره، وخصوصا أصحاب الدخول المحدودة، وأصحاب الرواتب الواطئة، فهؤلاء لا تكفي رواتبهم الشهرية لشراء الثلج فقط، إلا إذا كانوا من الوطنيين الجدد،ويسلكون الطريق الأوسط،ويتعاملون بما يتعامل به الآخرين كالرشوة والابتزاز وسرقة المال العام، وهو حق مشروع لمن لا يكفيه راتبه عندما يرى الآخرين ينعمون بالملايين، وهم متمتعين بأجازتهم السنوية خارج العراق،أو يشاهد فلان الفلاني،وقد أبتنى دارا بمليار دينار أو أكثر،لأنه من أبطال الحواسم الجديدة في العراق الجديد،أو وفقه الله فارتقى إلى مصاف الزعماء، وأصبح عضوا في أحد المجالس البلدية أو المحلية،أو مديرا عاما، أو أميرا من أمراء هذا الزمان،بعد أن كان يبيع الشلغم،أو الفلافل ،أو الدوندرمة،وهذه هي تقلبات الزمان، والغريب أن معامل الثلج تتباين في أنتاجها،وتختلف في أسعارها،ولكل نوع من أنواعه سعره المقرر... قاطعني سوادي الناطور صائحا(والله أبتلينا، لا كادرين توفرون الماي،ولا الكهرباء ولا البصل،ما تكلي الفقير وين أيولي، حتى دول الجوار بعد ما تريد العراقيين، وملت من اللاجئين، وأحنه ظالين، لا ثوب كطني ولا ترس بطني،بس أخذ جلخ،خطه انفجاريه، وخطه أنتحاريه، وعشر أمبيرات، وتاليها ولا أمبير، وهي لا خطه ولا بطه،ذولاكه أحنه، بعدنه على مهجمات أهلنه،ناس فوك وناس حدر، أوادم تلغف أوادم تتلف ، لو ظالين على كبل أهوايه أحسن،نشرب من ماي الحب،وعايشين عالمهفه وماي الجحله،ويا مطيب ماي الكوز بتموز، منين أجتنه طلابة الثلج ما أدري،هذه أبو البوري، وهذا بلوري،وهذا راس كوب، وهذا أصلي، وسوادي وربعه يشوفون بعيونهم، وما تضوك حلوكهم،والراتب التنطيه الحكومة ما يكفي للثلجات، ما تكلي شكالو أهل الحظ والبخت لرواحهم،من سوو راتب الجيش المنحل بالكوتره،خمسة وسبعين ألف دينار، لو راتب المطي قاعد،مية ألف دينار، وراتب مجلس النواب ثلاثين مليون دينار،ذولاك ياخذون بالكواني، وأحنه أولاد الزواني،ما أدري هاي عدالة باب الأغا،لو أنصاف ذاك الصوب، لو على كولت الشيوعية، الصراع الطبقي،هو هذا الصراع، جذب لا أسود ولا أبيض،ولا زيتوني ولا ليموني،هو هذا الصراع الطبقي،وكلمن يكلك أكو غير صراع يضحك عليك،وذوله يجذبون عالوادم، ويردون يحافظون على مصالح طبقتهم، حتى تظل الوادم عميان،وجماله لا تسمع ولا تكول...!!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |