الإعلام وشرف المهنة

 

 

عبد السلام الخالدي

لكل مهنة شرف، هذها ماعرفناة من خلال خبرتنا الحياتية، وعلى كل من يتخرج من الجامعة يؤدي القسم أمام الأساتذة والطلبة في حفل التخرج، فالطبيب يحافظ على أسرار مريضه، والضابط يصون تربة بلاده ولايخون وطنه، والقائمة تطول، ومن هذه المهن مهنة الإعلام، وشرف مهنة الإعلام يحتم على الإعلامي الناجح أن يسخر قلمه لنقل الحقائق كما هي بدون تزويق سواء كانت إيجابية أو سلبية، المهم إيصال صوته وفكرته إلى المتلقي وكل حسب رؤيته للواقع، ليس خفياً على المجتمع العراقي ماكان يحدث خلال الحقبة المظلمة في العهد الصدامي البغيض عندما حاول هذا النظام تسخير الأقلام سواءً بالإكراه أو بالأموال من خلال تقديمه عرضاً لابأس به لتزييف الحقائق والكتابة عن شيئين لاثالث لهما (القائد الأوحد والحزب القائد)، وإستجاب الكثير من الإعلاميين لهذا العرض البخس فباعوا شرف مهنتهم مقابل حفنة من الدنانير الضئيلة أو كوبونات النفط (وطبعاً حسب نوعية المقال وإسم الكاتب وصيته)، اما القلة القليلة التي رفضت تلك العروض كان لها ثلاث خيارات إما الإعتزال عن الكتابة وهذا سوف يعرضك للإختيار الثاني وهو المكوث في أقبية السجون الصدامية والتعذيب اليومي أو عليك إختيار المر الثالث وهو الهجرة أو بالأحرى (الهرب) لتجد شتى أنواع الإهانات خارج بلدك (خصوصاً من قبل حكومات الدول العربية الشقيقة) ولا تسلم من ملاحقات أجهزة المخابرات التي كانت تعشعش في السفارات العراقية.

بعد زوال الحخكم الدكتاتوري وبزوغ شمس الحرية تحول العراق إلى بلد ديمقراطي يؤمن بالآخر تستطيع أن تعبر فيه عن حريتك الشخصية في شتى المجالات ومنها الإعلام (فإنقلبت الآية)، عاد المهجرون وهرب الذين باعوا شرف مهنتهم للقائد الضرورة. تعددت الفضائيات والصحف والإذاعات حتى تجاوز عددها المئة وسيلة إعلامية وكل سلك طريق، منهم من تمسك بشرف مهنته والآخر إستمر على النهج الصدامي، والظاهرة الجديدة تمخضت عن المئات من مواقع الإنترنيت لتستقبل مالذ وطاب من الهجمات الشرسة، فمنهم من يتطاول على المراجع الدينية أو الرموز الوطنية، ومنهم من يحاول الإساءة إلى الشعب العراقي فشبهت هذه المواقع بـ (سوق الغزل في الشورجة) الذي يضم مختلف أنواع الحيوانات منها الأليف ومنها المتوحش أو حيوانات الزينة.

   أحد هؤلاء (صحفيوا آخر زمان) كان يعمل في مؤسسة إعلامية عراقية كبيرة (سوالة مكسورة ويه المدير العام)، فصل على إثرها غادر إلى دولة جارة برفقة زوجته الإعلامية (مال آخر زمان أيضاً والله وفقهم وفتحوا موقع)، وبدأ كل واحد منهما التعبير عن مابداخله وعكس شخصيته وأخلاقه، عمل مراسلاً لإحدى الفضائيات الجديدة في ذلك البلد حاول من أول تقرير له رفع سيفه وتكلم عن الديمقراطية والحرية والإنتخابات متصوراً أن كل البلدان العربية تؤمن بالديمقراطية مثل العراق فما كان من أجهزة مخابرات هذه الدولة العربية إلا أن تكسر أثاث المكتب فوق رأسه وتنهال عليه بالضرب المبرح لثلاثة أيام متتالية (وأكل كتلة غسل ولبس) وتسبب بإغلاق مكتب القناة الحديثة العهد (مساكين والله لو تشتغل خياط هواي أحسن إلك)، أما زوجته راحت تعكس شخصيتها وأخلاقها كما فعل زوجها الذي لم يبع شرف مهنته فحسب بل باع شرفه أيضاً، المهم الإعلامية العراقية طارت أخذت تكتب عن البغاء العراقي وإزدهاره في الدول العربية حتى بات الشاب العرابي والغربي يفضل العراقية على الشقراء، نعم كلامك صحيح فالعراق الجديد خالي من البغاء، والبغية الآن باتت لاتحكم في العراق كما كان في عهد سيدكم المقبور صدام، غادرن العراق لأن لم يجدن مكان في الحكومة، ففي السابق كانت مكاتب الحكومة مليئة بهكذا نماذج، ومن كانت لديه معاملة أو معظلة كان يدخل بها على المسؤول عن طريق الباغيات، وعراق الرافدين خلى منهن ولاعودة لمن يلطخ شرف العراق (أمثالـ.....)، أيها الإعلامية وزوجك الإعلامي رفقاً بالعراق والطريق لايزال مفتوحاً أمامكم لتصليح مساركم والعودة إلى عراق الحرية والديمقراطية والشرف، أما إذا لم يكن لديكم إستعداداً للعودة إلى العراق بإعتباره (ميلفي هيج نماذج)، فالتسكع في شوارع الدول العربية وبيع شرف المهنة والشرف الذاتي أفضل لكم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com