البصرة ... مسلسل أغتيال وكلاء المرجعية

 

 

شوقي العيسى

shoki_113@hotmail.com

من القتل الى القتل... ومن القهر الى القهر... ومن الاستبداد الى الاستبداد... ومن الرحيل الى الترحيل ... ومن المعاناة الى المأساة... ومن الاعتقالات الى قطع الرقاب... هكذا هو مشهد مدينة العظماء والفلاسفة والمفكرين، أضحت واحة جرداء يتربع عليها عصابات ومليشيات تعبق بجرمها ليلاً ونهاراً وتمتد يدها لسرقة أموال العراق وقوت ابن البصرة. 

فلم يكتمل انسحاب القوات البريطانية من البصرة الفيحاء حتى أُستكمل احتلال من نوع آخر يتحرك بأجندة العصابات البعثية التي دأبت على حراكها بواسطة مليشيات وأحزاب تتخذ من القتل والسرقة عنواناً لها حتى أصبح المواطن البصري يشمئز من تلك المسميات وتلك العصابات التي بدأت بتصفيات جسدية لوكلاء المرجعية وبالأخص مرجعية السيد السيستاني في مشهد يقل نظيره في الشرق الأوسط إلا عند عصابات المافيا التي تقتحم المنازل وتمطر فريستها بوابل من الرصاص.

 هكذا أصبح المشهد البصري، مشهد مرّوع ملطّخ بالدماء الشريفة التي تخدم الشعب العراقي وتنهى عن سرقات، أولئك الذين تلطخت أيدهم بدماء الشعب العراقي منذ تسلط دكتاتورية ابن العوجة.

 الجدير بالذكر أن البصرة تشهد صراعاً سياسياً على التسلـّط على رقاب ابن البصرة ولكي تكون تلك الاحزاب والمليشيات تأتمر بأوامر وأجندة  خارجية، فسبق لمجلس محافظتها أن قرر سحب الثقة عن محافظ البصرة وقد صادق عليه مجلس الوزراء ولم يمتثل المحافظ الى الاوامر باقالته من منصبه كونه يتمتع بنفوذ مع حزبه الحاكم في البصرة وسبق لمحافظ البصرة أن أتهم أحد وكلاء السيد السيستاني "الشيخ محمد فلك" باثارة الفتنة ولم يمض وقد حتى أغتيل وكيل المرجعية في الزبير "الشيخ عبد الله فلك المالكي".

وفي مشهد مثير تم أغتيال السيد مسلم البطاط امام جامع "العروة الوثقى" في البصرة أحد وكلاء السيد السيستاني وذلك بعد خروجه من المسجد قامت أحد تلك العصابات البعثية المقنعة بامطاره بوابل من الرصاص أردوه شهيداً، ولم ينته المشهد بعد من تلك  العصابات الاجرامية ففي نفس الشهر/ أيلول – سبتمبر 2007 أغتيل السيد حسين الحسيني أحد وكلاء السيد السيستاني وامام وخطيب جامع المحطة في المعقل بالبصرة ، نلاحظ من كل تلك الاغتيالات المنظمة التي تجري في محافظة البصرة ولوكلاء السيد السيستاني الذين يحاربون بكلمتهم وخطاباتهم السرقات التي تنضوي في محافظة البصرة ومحاربة العنف والتطرّف في المحافظة والذي جعلها غابة جرداء عندما حلّ فيها غول العصابات .

 فعلى رجال البصرة أن يكونوا على قدر المسؤولية فان مصير البصرة بأيدِ رجالها وليس هناك من حلول سحرية وليست هناك قدرة للحكومة العراقية أن تلتفت اليها في هذا الوقت وهي المحاربة من كل مكان ،،، فالتغيير يجب أن يتم من خلال التكاتف بين أحبة البصرة ومحبيها واخراج جميع الذين كونوا عصابات اجرامية ومليشيات وحكموا البصرة باسم الدين والدين منهم براء.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com