|
لا يحتاج شعبنا بعد اليوم الى محللين سياسيين أو خبراء في العلوم السياسية، لكي يحلوا لغز أسباب الصراعات والنزاعات بين الكتل والأحزاب السياسية العراقية بما فيها المشتركة في الحكومة والعملية السياسية أو خارجها، لأن كل الأمور والقضايا أصبحت واضحة أمام الجميع. حيث نشهد هناك حالة من السباق اللامبدئي بين الكثير من ساسة العراق وحكامه للحصول على المناصب العليا والوزارات السيادية وغيرها والمؤسسات المهمة في الدولة، والإستحواذ على أكبر ما يمكن من ثروات العراق وخيراته، حتى لو كانت على حساب الشعب الذي إبتلى بدكتاتورية وحروب وظلم الماضي وإرهاب وفساد وطائفية وفوضى الحاضر. أن أغلب الذين يحكمون العراق اليوم كانوا في صفوف معارضة النظام الدموي المنهار، وكانوا يناضلون ويعملون من أجل قيام دولة القانون والعدالة التي يتمتع فيها الجميع بالحرية والرفاهية والكرامة، وأن يكون بناء الوطن وإعماره والحفاظ على سيادته في مقدمة المهام، ولا شئ قبل ذلك. ولكننا نرى أن الكثير من البرامج والشعارات التي سمعناها من قبل، أصبحت مجرد يافطات ترفع في المناسبات وما أكثرها هذه الأيام، وأن أصحابها يتصارعون على كراسي السلطة والنفوذ غير مبالين بهموم الشعب الكثيرة ومصائبه، والتي تبدأ بإنقطاعات التيار الكهربائي المتكررة وشحة مياه الشرب، وفقدان الأمان وإنتشار البطالة وتردي جميع الخدمات الضرورية، ولا تنتهي بالركض اليومي وراء النفط والغاز. فمتى يأتي اليوم الذي نجد فيه الأحزاب والقوى السياسية وقادتها، يتنافسون ويتبارون من أجل سعادة الشعب وتحقيق أمانيه وبناء الوطن وإستقلاله، بدلا من التنافس الذاتي المنفعي الذي يضر أكثر مما ينفع؟، لأن المناصب والسلطات زائلة مهما بقيت، أما الوطن فهو باق بإرادة وعقول وسواعد شعبه. ونأمل أن نسمع من السياسيين العراقيين والحكام، جوابا واضحا وصريحا وعمليا على سؤالنا هذا، أيهما أهم، السلطة أم الوطن؟.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |