حكايات أبي زاهد (12)... (الرجل العنكبوت)

 

 

محمد علي محيي الدين

abu.zahid@yahoo.com

اعتمدت أفلام هوليود على أساطير الشعوب واقتبست منها الكثير من الأفكار التي تحولت إلى صور ناطقة يتفاعل معها المشاهد ويندمج في أحداثه، كأفلام السوبرمان والرجل الوطواط وربما مصاصي الدماء وما سار على غرارها من هذه الأفلام التي تصور الرجل الخارق، وكلها تحكي البطولة والقوة الأسطورية لأشخاص خلقهم الخيال الشعبي، وصورهم بما يتمنى أن يكون عليه المنقذ من شهامة وسماحة وشجاعة وقدرة على مواجهة الأخطار، لأنصاف المظلومين، ومحاسبة المجرمين وإعادة الحقوق لأصحابه، ولعل أكثر هذه الأساطير تنفيس عن معانات إنسانية تصلح لكل زمان ومكان، لذلك حفلت أساطير الجهات الأربع بالكثير من هذه النماذج، ولعل القاري يعجب من تناولي الأساطير والفنون في مقالاتي التي تعالج هموم ومشاكل أبناء الرافدين، ولكن عجبه سيزول إذا سار معي متجاوزا هذا الاستطراد.

لقد شاهدت قبل أيام فلما أجنبياـ رغم أني لا أشاهدها خوفا من الإثم  برؤية الأبقار الغربية المحرمة شرعاـ وكان عنوانه (الرجل العنكبوت) وهو قصة إنسان خارق، أحب فتاة لم تبادله المشاعر ذاته، وعلقت بغيره ، وذات يوم لدغه أحد العناكب المختبرية، فأصبح يتحول إلى عنكبوت  يطير في الفضاء، وينسج خيوطه لتكون حبالا ينقذ بها الناس من الحرائق والقتل، فحصد من الشعبية ما جعله ملهم الجماهير، وكان يولي حبيبته عناية خاصة، وكثيرا ما أنقذها مما تقع فيه من مخاطر دون أن تعرف المنقذ، وخاض صراع عنيف مع عالم شرير  أختبئ خلف صورة مخيفة أثارت الخوف في النفوس وأزهقت الكثير من الأرواح ودمرت الممتلكات، وكان النصر حليفا للخير متمثلا بالمنقذ الخارق، وبذلك تزوج ممن يحب، بعد أن أستحوذ على أعجاب الملايين ممن بهرتهم بطولته الخارقة في إنقاذ من هم بحاجة إلى العون.

ولا أدري لماذا داعب خيالي في نهاية الفلم مرارة الواقع العراقي، وما يعانيه العراقيون وهم بانتظار اليد السحرية  الخارقة القادرة على إنقاذهم من واقعهم المأساوي، فهل يمكن أن يتحول الخيال إلى حقيقة، ويظهر الرجل الوطواط أو العنكبوت الذي يتمكن من اختراق الحجب الطائفية والعنعنات القومية، والأجندات الخارجية، والمصالح الدولية وانحسار الروح الوطنية، والانكفاء الذي جعلنا نتراجع إلى الوراء، بعد أن كنا(واثق الخطوة يمشي ملكا) ليعيدنا إلى ما كنا عليه "أخوة على سرر متقابلين" وهل يوجد في القرن الواحد والعشرين ، قرن المعجزات العلمية، والتكنولوجيا المتطورة، مثل هذا المنقذ الذي يستطيع تنظيف العقول الصدئة مما تراكم عليها من تصورات ضالة، ويعيد البسمة إلى الوجوه التي تناست ما هو الابتسام، وهل يستطيع (المخرج) تحويل (السيناريو) إلى نهاية سعيدة، وأن لا يجعلها (فلم هندي) تتراقص فيه الدموع، وتتباكى الأرداف، أو يكون فلما (مصريا) لابد أن ينتهي بزواج الشاطر حسن، أم نبقى في فلم (الكابوي) المخيف، الذي أحال حياتنا إلى رصاص ودماء وجثث تملأ الشوارع، وسرقات في وضح النهار، بدون(عمده) يحمل نجمته ومسدسيه ويواجه اللصوص، لا أدري..ولكن...قاطعني سوادي الناطور صائحا(هي ظل بيها لكن..أشو سويتها ظلمه، وسديتها من الصدور، وسكتها بتبنها وما أنطيتها فنتگ، شحسبالك أحنه الصومال لو دار دور، ولك هذا العراق المدوخ العالم، ودوخ الحكام، ولا تتصور واحد يگدر يخلي العراگيين بعبه، وهاي أسنين راحت وأجت، وأحنه ذولاك أحنه، واحدنه يگاوي الكون، ويوگف بوجه السيل:

وما أخاف..... ولاني خايف

ربات حره وللأبد ما فسده أدلال الوصايف

نوگف بوجه السبع..ونفگس عيونه ونگله أسٍكت يجابف

وأنته تدري... منهو شگ الغيم بجناحه ومنو يدبي مثل مشي السلاحف

نسحك أخشوم اليضد ألنه ويخالف

وأحنه ذوله..... كحيلة الميدان ما تنقاس بحصان المعا لف

فنهم يفوزون.. ما ينفع بعد شيل المصاحف

راح أبن سفيان.. وأبن العاص...

بس(گبة علي) تزهي على كل الطوايف

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com