|
قبل أيام وزع أحد الأحزاب المولودة بعد التغيير في9/4/2003 بيانا بآلاف النسخ، وقام بلصقه على الجدران والمباني العامة والدوائر، وأذاعته مكبرات الصوت الثابتة والمتنقلة، وعندما رأيت همتهم في لصق البيان وإذاعته، حاولت أن أشبع فضولي بقراءته والإطلاع عليه، وقد تصورت أنه يعالج مسألة مهمة تتعلق بأنصاف المتقاعدين، أو تشغيل العاطلين، أو حقوق العمال والفلاحين، أو المطالبة بانتظام توزيع مواد البطاقة التموينية وتحسينه، وتوفير الوقود والغاز والنفط، أو معالجة مسألة تردي الخدمات، ولكنه صدمني للوهلة الأولى، فهو يدعوا المواطنين الكرام إلى عدم شراء أنواع كتبت أسمائها ومناشئها من الشرابت المستوردة من الأردن وسوري، لأنها تحتوي على مواد متسرطنة، أو تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وتسبب الخمول والكسل، ولا أدري إلى ماذا أستند في إصدار فتواه هذه، فلم أجد أشارة إلى جهة صحية أو رقابية، أو دائرة رسمية، وإنما "مجرد كلام"لا يستند لأساس، وتساءلت لماذا لا تقوم الجهات الصحية بواجباتها وهي المخولة رسميا بإصدار مثل هذه البيانات، ولماذا لا تقوم مفارزها بمصادرة هذه البضائع المضرة بالصحة وتملأ الأسواق، وأين هي دوائر الحجر الصحي في المنافذ الحدودية التي تسمح بتمرير هذه البضائع، ولماذا لم تصادرها قبل دخولها الأراضي العراقية، وما هي الأجراآت التي تتخذها السلطة المركزية لإيقاف مثل هذه الظواهر المدانة، وهل من واجبات الأحزاب السياسية إذاعة مثل هذه البيانات، وارباك المواطنين، أليس من الأجدى بها أن تتصرف ضمن الأطر القانونية، وهي من الأحزاب القابضة على زمام السلطة، وتبادر لطرح الموضوع على الدوائر المعنية العائدة لها لاتخاذ الأجراء الرادع بحق القائمين بهذا العمل ابتداء من مستورد البضاعة وانتهاء بالجهة الرقابية التي مررت هذه البضاعة المتسرطنة، أم أنها خلافات ثانوية ــ عركة بگاگيل ــ لأطراف محلية تكمن وراءها الكثير من علامات الاستفهام، لأن العراقيين كما يقول المثل"يقرون الممحي" و"مفتحين بالتيزاب" ، فقد أسر لي أحد المستوردين عندما ناقشنا الموضوع، أن وراء الأكمة ما وراءه، وأن الجهة القائمة بالاستيراد ترتبط بفلان، وأن علان قد أستورد نوع آخر من هذه البضاعة، وقام الأول بضخ كميات كبيرة إلى الأسواق بأسعار مهاودة، أدت إلى رواج بضاعته وكساد الأخرى بسبب أسعارها المرتفعة، مما خلف نوع من الصراع السري بين الطرفين، والنزول إلى الشارع واستعمال هذه الأسلحة، فضحكت وقلت "الحمد لله أنهم استعملوا أسلحة الأعلام.. ولم يستعملوا أدوات الإعدام، فلو نشب بينهم خلاف مسلح لسالت الدماء في الشوارع وأزهقت الأرواح، وأن هذه المنافسة التجارية الحضارية أفضل من الحروب الأخرى الناشبة التي أدت إلى إراقة الدماء، ونتمنى أن يكون الصراع بالأقلام بدلا من القنابل والألغام، وأتمنى أن تتوسع الأعمال التجارية لهذه الأحزاب، ويتصارعون بتخفيض الأسعار بدلا من قصم الأعمار....ضحك سوادي الناطور"من گلبه" وقال(شوف هذا النضال الوطني، مو بس عالمناصب والغنايم، صار الصراع حتى بالتجارة، والسبع اللي يربح أكثر، ويسيطر عله السوگ السياسي والتجاري، لن ألتجاره والسياسة شگاية توم، مو ربعنه صار الهم فوگ السبعين سنه، لا أشتغلوا بالصناعة ولا بالتجارة، ولا عرفوا ألعماله ولا ألعطاره، طول أعمارهم "وطن حر وشعب سعيد" عايشين عالتبرعات والاشتراكات، وغيرهم أنفتحتله قاصات العالم، وشوفة عينك ..الأحزاب ...فضائيات وإذاعات وصحف ومجلات وشركات ومقاولات، وأحنه "تيتي تيتي مثل ما رحتي أجيتي" ما عدنه غير "طريق الشعب" ورقها أسمر وطني، وحبرها أسود وطني، ومكاينها من زمن العصملي يوميه عاطلة، وتاليها ألأجوهه من تالي كل أمورهم ماشية، ويصرفون مليارات بدون وجع گلب، حسبالك مكاينهم تطبع فلوس.... بوره سقوط النظام، طرحت بالاجتماع أن نسوى مشروع تجاري، يساهم بيه رفاقنه كلمن باليگدر عليه، ونشغل بيه ربعنه العاطلين، وأرباحه تعين مالية الحزب، وجان يباوع لي الرفيق "أبو منقذ"، وگامت عيونه تتجادح، هاي أنته شلون شيوعي وتحمل هاي التسلكات البرجوازية، تريد تسوينه حزب رأسمالي، گتله لا رفيق آني غلطان ظلوا حزب عمالي والبسوا لنگات، واكلو بسوگ جماله، خاف نطيح بفائض(القيمة) وتاليها نحترگ....!!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |