|
اللقاءات التلفزيونية التي يجريها الزميل محمد صمانجي من خلال زياراته الميدانية لمساكن المواطنين في كركوك وبعض المدن والقصبات المحيطة بها والتي يقدمها من خلال برنامجه الرمضاني اليومي والذي يقدم بدوره من خلال شاشة الفضائية التركمانية، تعكس الوضع ألمعاشي والاجتماعي والصحي المتدهور جدا لأبناء وادي الرافدين الذين حكم عليهم بالظلم والتعذيب والعدوان والإهانة والحرمان والفقر والجوع والمرض والتشرد على مدى الحياة، وكأنه كل العمليات الإرهابية والتكفيرية التي ينفذها أعداء العراق والإنسانية والتي تؤدي بحياة العشرات من أبناء الشعب العراقي في عموم القطر لا تكفي فيعاني أبناء البلاد من أقصى شماله وإلى أدنى جنوبه من فقر قاتل بدأ ينتشر كسرطان في جسد هذا الشعب المظلوم. فرغم عدم كون الظلم والتعذيب والاعتقالات والفقر والجوع والإهانات والتشرد بمفردات ولدت حديثا لدى شعبنا الصامد، إذ أنه يعاني من آثار كل هذه المفردات منذ سنوات طويلة؛ منذ أن تولت الحكومات الدكتاتورية الطاغية مقاليد الحكم في البلاد، كنا نأمل من الحكومة العراقية الحديثة التي أثبتت فشلها الذريع في القضاء على الإرهابيين والتكفيريين وإيقاف نزيف الشارع العراقي، بأن تتمكن من القضاء على عوامل الفقر والجوع والقهر والمرض والتخلف بدلا من أن تذهب عائدات خيرات العراق ونفطه وبقية موارده الطبيعية إلى حسابات أعداء البلاد وبعض الجهات العراقية العميلة للأمريكان والإنكليز والإسرائيليين الذين يخططون دوما على تمزيق وحدة العراق أرضا وشعبا وتقسيم البلاد إلى أقاليم طائفية وعرقية مرفوضة عراقية وعربية ودولية. ثمة أسئلة تغزو أذهاننا ونحن نرى شعوبا كاملة لا تجد بين أبناءها إنسانا واحدا فقيرا وجائعا رغم عدم امتلاك دولهم خزينا نفطيا مثلما يملكه العراق، ومن تلك الأسئلة: - إلى متى يظل العراقيون يعانون من الفقر والجوع مادام بلدهم واحدا من أغنى بلدان المنطقة والعالم بنفطه وموارده الطبيعية؟ - إلى متى يمتص أعداء العراق نفطنا وخيراتنا الأخرى؟ - إلى متى ينشغل مسئولينا بأمورهم الخاصة ولا يهمهم أمور شعبهم الذي يقتله الفقر والجوع والمرض والإهانة؟ - إلى متى يظل حكامنا عملاء للأجنبي وينفذون أوامرهم مقابل كراسيهم؟ - إلى متى يظل أطفال العراق محرومين من الحليب وأغلب أنواع اللحوم والفواكه؟ - إلى متى تبقى وعودات الحكومات العراقية في ترفيه الشعب العراقي وتحسين حالته المعيشية والصحية حبرا على ورق؟ - إلى متى يحكم على أغلبية الشعب العراقي بالعيش في مساكن بدائية بسيطة للغاية، تفتقر إلى أبسط العوامل الصحية والاجتماعية والترفيهية؟ - إلى متى تسوء الأحوال الصحية للمواطنين وتعجز الدوائر الصحية من توفير خدماتها؟ - إلى متى تعجز دوائر البلدية من حمل النفايات التي باتت تغطي أرصفة الأحياء الشعبية؟ - إلى متى تظل الذباب والحشرات الضارة تنقل الأمراض إلى المواطنين بمطلق حرياتها؟ - إلى أين تذهب ملايين الدولارات كحصص المحافظات والبلديات من ميزانية البلاد ؟ - منهم الذين يستلمون الرواتب الشهرية من دوائر الرعاية والشؤون الاجتماعية في المحافظات ما دامت الفضائيات تنقل للعالم آثار الفقر والجوع الذي يعيشه أكثر من نصف الشعب العراقي؟ - إلى متى ينتظر المحكومون بالفقر والجوع تأتيهم شهر رمضان حتى تصلهم بضعة دولارات من خارج البلاد؟ - ما ذنب العراقيين حتى يكون قدرهم جائرا هكذا؟ - إلى متى يظل الظلم والإهانة والفقر والجوع والعبودية والرضوخ إلى أوامر الطغاة والعملاء والمجرمين قدر أبناء العراق؟ بعد كل هذه الأسئلة والعشرات الأخرى نعود لنحمل رئيس وأعضاء حكومة العراق قبل غيرهم بأن يضعوا ضمائرهم أمام نصف أعينهم وهم يحكمون البلاد ويوفوا بوعودهم ويحسنوا الأوضاع المعيشية والصحية والاجتماعية لمواطنيهم حتى يتمكنوا بأن يناموا أثناء الليل في فراشهم مرتاحين وضمائرهم لا تحاسبهم على تقاصيرهم هذا لو كان ضمائر حية لديهم. وبارك الله بالزميل صمانجي على زياراته للعوائل الفقيرة والمنكوبة في مساكنهم البسيطة وحضور مآدب إفطارهم التي لا تحوي سوى الخبز اليابس والماء والقليل من الرز أو المخضرات المطبوخة وإيصالهم بعض المساعدات المالية والغذائية المقدمة من قبل الخيرين داخل القطر وخارجه وبارك الله بجميع المنظمات والجمعيات الخيرية اللواتي يستغلن مثل هذه المناسبات الدينية ليقدمن مساعداتهم إلى بعض العوائل الفقيرة والله يجزي المحسنين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |