لايمكن تطبيق المادة ( 140 ) في الوقت الحاضر

 

 علي توركمن اوغلو

sanaelgerawy@hotmail.com

 نحن نعلم ان الجماعات مثلهم مثل الافراد يكون لهم رأي واحد بعد ان يفكروا جليا ويستقر بهم المقام على ذلك الرأي، فيصح عليهم تطبيق المثل الشعبي الذي مفاده (هذا كلام رجال)، والامثال تضرب ولا تقاس. وهنا اود ان اذكر القارئ الكريم ببعض المقتطفات مما كتبت سابقا حول المظالم التي يتعرض له الشعب التركماني الصابر.

خلال خمس وثلاثون عاما استولت حكومة العهد البائد على اراضي الشعب التركماني تطبيقا لقوانين جائرة سنتها لذلك الغرض، واليوم نرى هناك ست وثلاثون الف قضية للاراضي المستولى عليها خلال تلك الفترة. وبعد الاحتلال الامريكي للعراق تجاوزت الاحزاب الكردية على اراضي الشعب التركماني في نسخة مشوهة فوضوية للاستيلاء الصدامي، فبلغت قضايا التجاوزات الكردية على الحقوق التركمانية احدى عشرة الف قضية!

لو اجرينا ياسادتي مسألة حسابية لهذه القضايا نجد ان الشعب التركماني نال من الظلم والاضطهاد والتشريد والقتل والاغتيالات والخطف ستة اضعاف ما عاناه في العهد البائد، اي ان هناك اليوم سبع واربعون الف قضية وهذه تدل بلا شك على تركمانية مدينة كركوك والتي تعتبر عاصمة (لأقليم توركمن ايلي). واسأل اين الديمقراطية واين حكومة السيد نوري المالكي لحسم هذه القضايا؟ وهنا يرجعنا المنطق وأصول الحساب اليا الى اسلوب تطبيق المادة (140) المفروض بها ان تحل هذه القضايا اعلاه مهما طالت المدة. وبعد الانتهاء من هذه القضايا ستبدأ المرحلة الثانية الا وهي الاحصاء، وبعد ذلك الاستفتاء لتكون مدينة كركوك اقليما خاصا يرأسها التركمان لانها مدينة تركمانية وستبقى تركمانية الى الابد.

الاحزاب الكردية تريد أن يتحقق كل شيئ حسب ما تشتهي وكأنها هي التي اسقطت نظام الديكتاتور، فيحق عليها الامر والنهي، واستلاب الغنائم!

ولمن لايعرف حقائق الامور اقول: ان التمرد الكردي في شمال العراق جرى في ظروف اضعف سلطة سياسية حكمت العراق الا هي سلطة السيد عبد الرحمن عارف(وللتاريخ نذكران ذلك العهد كان عهدا ذهبيا للعراق)، حيث ان الاكراد انذاك لم يتمكنوا من الخطابة على منابر بغداد (مثلما يفعلون اليوم)، بل كانوا متمركزين في اعالي الجبال ولم يتمكنوا من دخول حتى (قرية احمد اوه) في منطقة السليمانية والتي تقع على الحدود مع ايران.

واليوم يعتبر الاخوة الاكراد الولايات المتحدة اللامريكية قوة محررة للعراق ومحايدة في قرارتها عندما تقرر هذه القوة فقط الضغط على الكتلتين التركمانية والعربية للعودة الى مجلس المدينة(مجلس مدينة كركوك). هنا في هذه النقطة الحساسة يعتبر الاكراد الامريكان محايدين. غير انه وعندما يصرح السفر الامريكي في بغداد (السيد ريان كروكر) حول عدم امكانية تطبيق الاستفتاء في كركوك في هذه الظروف الحالية، اي في ظل الازمات السياسية التي تحول دون قيام مثل هذه الاستفتاء (بل الغاء هذه المادة من الدستور (مادة140) ان كانت حكومة السيد نوري المالكي تريد الحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعبا)، يرد عليه النائب الكردي محمود عثمان(المتخصص في التحدث في الامور صعبة على الاكراد!) فيقول: ان تصريحات السفير الامريكي تعتبر تدخلا في الشأن العراقي! ويصرح ممثل الادارة في الشمال بأنه يرفضون هذا القرار!

الا يحق علينا اذن سؤال الاحزاب الكردية: ما هذه التناقضات بين الامس واليوم؟ هل تتصورون بأن كل الامور تحل بالقوة؟ لا ثم لا، مرة تجبرون وتضغطون على جميع القوميات التي تعيش في شمال العراق طالبين منهم الموافقة للانضمام الى ما يسمى باقليم كردستان، حيث المسيحيون يرفضون طلبكم هذا جملة وتفصيلا، و بعد تفجيرات سنجار صرح الامين العام للحركة اليزدية (السيد امين فرحان) بأنه يرفض اضفاء الصبغة الكردية على المناطق التي تعيش فيها اليزدية في شمال العراق .

يا ترى ما هو ردكم على عدم قبول الجميع الانضمام الى ما يسمى باقليم كردستان. أ لم ترهقوا انفسكم بالكيل بمكيالين ، فعندما يجري كل شي لصالحكم تعتبرون أنفسكم ضمن الشعب العراقي، وان لم يكن من صالحكم تعتبرون ذلك تدخلا في الشأن العراقي! كيف تجرأون وتقولون للامريكان "نرفض ما تقولون حول عدم امكانية الاستفتاء في كركوك". 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com