|
اللعب بقيم الثقافة هو لعب على شفير السيف
المهندس الاستشاري/ سلام ابراهيم عطوف كبة لم تكتمل فرحة العراقيين بسقوط النظام الصدامي بسبب التركة الثقيلة والخانقة التي خلفها ورائه، وتخبط قوات الاحتلال، وعدم وجود القيادات السياسية الكفوءة التي تتخطى حدود المصالح الضيقة و"الردة الحضارية"... التي تتمظهر في الفوضى والعنف والارهاب... والتي جعلت العراقيين ينخرطون في صراعات أثنية، ودينية، وطائفية، وحزبية ضيقة، اثرت بعمق على بنية المجتمع، وعلى العائلة والمرأة والطفولة ...وتتوسع معاناة الشعب العراقي مع الاحتلال وتفاقم مشاكل البطالة والنقل والامن وارتقاع نسب الوفيات من ضحايا الارهاب ، وبسبب الامراض وسوء التغذية ،واسترسال المؤسساتية الدينية العراقية في الموقف الذي يعتبر نفسه دائما على حق ويرفض الاستفادة من الآخر ليخلق المشاكل اكثر مما يحل بالفتاوي البليدة والحلول الترقيعية واعادة انتاج العقلية التبريرية المريضة والتي لا تزال تعتز بالعلم العراقي الذي اوجده صدام حسين وكتابة الله اكبر ، العلم الذي تحت لوائه غزا الدكتاتور الكويت وشن انفالياته الكيمياوية ضد الشعب الكردي واقام استعراضاته العسكرية التهريجية ، وخرج تلاميذ المدارس يرفعونه صباحا ويتغنون ب(بابا صدام) . شهد العقدين الاخيرين تدهورا كبيرا في قطاع الخدمات العامة والصحية. وفي الوقت الذي تقام فيه مجالس العزاء الكبيرة في المدن العراقية ... والفقيد هو"التيار الكهربائي و"الماء الصالح للشرب "والتلفونات الارضية" ! فان الارقام التي تنشرها المنظمات غير الحكومية حول تردي الاوضاع الاجتماعية في العراق مأساوية بحق... فما بين 90 الى 100 إمرأة عراقية تترمل كل يوم، وأن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف ينقل عن سجلات وزارة شؤون المرأة العراقية بأن (هناك 300 ألف أرملة في بغداد وحدها الى جانب 8 ملايين أرملة في عموم العراق حسب السجلات الرسمية) ... بينما اكدت المنظمة العراقية للمتابعة والرصد (معمر) ان فتاة عراقية قاصر واحدة يتراوح عمرها بين 14 و18 عاما يتم بيعها في كل يوم بعد اختطافها، وانه تم تسجيل حالات بيع للاطفال بعد خطفهم او من خلال شراءهم من ذويهم.. ولازالت المنشورات توزع في الجامعات تدعو الطالبات لارتداء الحجاب وعدم التبرج الامر الذي أثار موجة من الخوف بين طالبات جامعة بغداد وبقية الجامعات العراقية. عثر على منشورات في باحات الكليات، لم تذيل باسم اي جهة، تحذر الطالبات من ارتداء البنطلون داخل الحرم الجامعي وتمنعهن من وضع مساحيق التجميل بشكل مبالغ فيه ودعتهن الى ارتداء العباءة الإسلامية السوداء .اساتذة الجامعات ضموا أصواتهم لأصوات طالباتهم وعبروا عن استيائهم من موضوع المنشورات وعدوه تجاوزا على الحريات الشخصية لطالبات الجامعات وتعبير عن الخوف- السمة الملازمة للمواطن العراقي اينما حل في البيت في الشارع وحتى داخل الحرم الجامعي .ان موجات القتل التي تصيب كل يوم احد اساتذة الجامعات هي رسالة رغب البعض ايصالها الى الشارع العراقي . ان 80 % من مؤسسات التعليم العالي في العراق تعرضت للتدمير والتخريب والنهب منذ بدء الاحتلال الاميركي عام 2003، إضافة إلى اغتيال حوالى 50 % من الأساتذة الجامعيين، والتهديدات الموجهة إلى الآخرين في هذا القطاع. ان عملية إعادة الإعمار الجارية تشمل 40 % فقط من مؤسسات التعليم العالي ، بينما تتواصل هجرة الأساتذة والمعلمين إلى المناطق الأخرى بحيث غادر حوالى40 % منهم منذ عام 1990، والعزلة الطويلة التي يعاني منها الجسم التعليمي غير المؤهل أصلا. وتحولت الجامعات العراقية في الوسط والجنوب الى بوق طائفي تفترشه الكراريس والكتب الطائفية، ليجر تحميل لوحات الاعلانات فيها والتي من المفترض ان تكون وسائل اعلامية اكاديمية ومهنية وتحوي أسماء الاساتذة والتبليغات الجامعية، تحميلها بدلا من ذلك الفتاوي ومنها مشروعية الحجاب والفتاوي البليدة..الاعتداءات الاجرامية والاختطافات والاغتيالات تطال الاكاديميين والتفجيرات الارهابية تطال الجميع ! الطلبة والطالبات يواجهون اعتداءات الميليشيات الحكومية ببطولة متناهية ، اعتداءات باغلظ العصي والكيبلات واللكمات واطلاق النار وتمزيق الملابس.تركز قوى الظلام اليوم مثلما ركز البعث وجرابيعه بالامس على الأستاذ الجامعي العراقي كونه قائدا اجتماعيا وسياسيا ورائدا في التنوير الفكري الفلسفي ، وكونه رمزا للعقل الجمعي لمجتمعنا... ولازالت نسبة الدوام الدراسي للطلبة المسجلين يبلغ 55 % ، وان 74 % فقط من الذين تتراوح أعمارهم بين 15 - 24 قادرون على القراءة والكتابة. يتدهور مستوى التعليم في بلادنا لاسباب عديدة منها: سوء الابنية وازدحامها وفقرها، قلة الكتب المنهجية والوسائل التعليمية، قدم المناهج، وهبوط مستوى الدعم المادي لقطاع التربية والتعليم اضف الى ضعف مستوى تدريب المعلمين... الى جانب التردي الحاد بالخدمات العامة وتراجع الثقافة الانسانية وسيادة نفس الآليات التربوية التي كانت شائعة ابان العهد الدكتاتوري ... تراجعت الثقافة الانسانية في العراق بفعل الكارثة السياسية والاجتمااقتصادية التي تتسم بأسوأ ما في القاموس الظلامي والاستبدادي والتكفيري والقمعي من ممارسات فعلية بسبب التمادي في الاستهتار واللاابالية وضعف السلطة الراهنة وتردي الخدمات العامة ونمو التضخم الاقتصادي وانتشار البطالة والولاءات العصبوية الى جانب حروب النظام الصدامي البائد وعسكرة المجتمع... ولازال ايضا حديث الشارع للتندر والاستخفاف دعوات بعض المراجع الدينية الى عدم الوقوع في فخ الرياضة واقامة الاحتفالات حول مباريات كرة القدم لأهمية السيطرة على انفعالات الشباب وضبطها ، فالحوزة العلمية وفق ادعاءاتهم تحذر من الوقوع في فخ الرياضة. والحذر من الوقوع في فخ الانترنيت خطوة تلت الحذر من الوقوع في فخ الرياضة ! ..التطور الانترنيتي والتطور الرياضي والاقمار الصناعية، كلها لا تعجب بالطبع الانظمة الشمولية وأعداء التقدم الاجتماعي لأنها تشعرهم بالضعف والعجز عن التحكم بالناس ومراقبتهم. وتحت خيمة الطائفية السياسية ينتعش اللجوء المتزايد للشبيبة الى المخدرات هروبا من الواقع الاجتماعي والاقتصادي السئ وحالات الاحباط واليأس وبسبب سهولة الحصول على المخدرات التي تاجرت بها عصابات النظام البائد ومافياته وتتاجر بها اليوم العصابات الايرانية والقاعدة... وانتشرت العقاقير المهدئة وحبوب الهلوسة وحبوب (اتيفان وفاليوم) وحقن البثدين واحراق القناني البلاستيكية والمواد اللاصقة كالسيكوتين التي تبعث الغازات المخدرة.. واستنشاق البنزين وشرب الكولونيا!... غسيل الاموال الناتجة عن المخدرات جريمة منظمة عابرة للحدود ومشكلة عالمية! . يترك آلاف الطلبة والمدرسين الدراسة والبحث عن عمل يوفر العيش للعوائل التي فقدت معيلها الوحيد في حروب النظام المجنونة ،ومنها من تسربت الى الشارع حيث الامراض الاجتماعية الكثيرة التي انتجتها الثقافة الشمولية بشطريها القومي والطائفي وتربيتها، كالسرقة والمخدرات والجريمة بانواعها المختلفة التي تشجعها النخب السياسية الحاكمة وتغذيها حتى يومنا هذا. ان 75% من الدور يسكنها مالكوها لكن 25 % تعرضت للدمار في حقبة مابعد التاسع من نيسان، لا سيما في المناطق الساخنة من البلاد . وانخفصت اجازات البناء من معدلات تجاوزت ال 100 الف عام 1987 الى آلاف قلائل اليوم ،حيث تظهر في شوارع المدن الاسر الكاملة المشردة بلا مأوى ... وساء الوضع تأزما مع ارتفاع بدلات عقود الايجار الى مئات المرات وعمليات التهجير القسرية للطائفية السياسية! في الوقت الذي تزداد فيه نسب البناء غير الشرعي وما يرافقها من تجاوزات في توريد الخدمات. وساد المدينة العراقية الاغتراب المعماري وضياع الهوية المعمارية الوطنية والقومية، وفوضى الفضاء الحضري الذي افرغه الحكام من القيم الجمالية وخصوصياتها المعمارية بسبب النمط الواحد في زرع الابنية وانعدام قيم التنوع، وقطع الطرق العشوائي وغلق الجسور المفاجئ الذي تقوم به القوات الاميركية والحرس الوطني والشرطة اثناء تأديتها الواجبات الموكلة لها، وفوضى نصب الحواجز امام مداخل المؤسسات الحيوية و مقرات الاحزاب ، وافتراش الاهالي طرق رئيسية اخرى لتغلق، وتكسرات الطرق وتآكلها وتدني خدمات الطرق واستهتار الدوريات العسكرية المدرعة ... الامر الذي ولد و يولد الاستياء الشعبي والازدحام المروري غير المبرر !. الرقابة الدوائية غائبة ومغيبة منذ تجهيز الطبخات الدوائية في المعامل ومخابر تحليل الدواء حتى تسعيرها وبيعها في الصيدليات وتوزيعها عبر المستشفيات .وتتوفر في الاسواق الادوية المهربة مجهولة المنشأ وخاصة الامبولات التي تتميز بسعرها الرخيص وهامش الربح الكبير الذي يجنيه تجار الدواء من الدواء الاجنبي! وتتسع ظاهرة المتاجرة بنفايات وفضلات المستشفيات ليعاد استخدامها في تصنيع الادوات البلاستيكية وادوات حفظ الاغذية!... وزراء الصحة في حكومات الطائفية السياسية ونوابهم يتناوبون اعمال الخطف والاغتيالات فيما بينهم، بينما تتعرض المستشفيات والدوائر الصحية والطب العدلي الى الاعمال الارهابية وقصف قذائف الهاون العشوائي بين الحين والاخرى وتنتهك حرماتها من قبل الشرطة والحرس الوطني ويعتدى على الاطباء ليجر ضربهم واهانتهم امام الملأ. تتضاعف نسبة الوفيات بين حديثي الولادة والاطفال والامهات، وتزداد نسبة وفيات الكبار ايضا... ويتناقص المعدل التقريبي لمتوسط عمر الفرد الى اقل من ستين سنة بالنسبة الى النساء والرجال... يتناقص معدل عمر الفرد بحدود 6 سنوات منذ حرب الخليج الثانية. ازدادت معدلات الاصابة بمرض التيفوئيد بسبب سوء نظام الصرف الصحي وخدمات المياه، وتعتبر الامراض القلبية والاوعية الدموية السبب الرئيسي لحدوث الوفيات في العراق ولا توجد برامج للوقاية من امراض القلب والاوعية..هناك نقص حاد في العلاج والوقاية لأمراض السرطان والسكري، واقل من ربع حالات مرض السكري تعالج باستخدام الانسولين. ان معدلات تفشي الامية في ازدياد، حيث يبدو من الواضح ان عامل الفقر هو من الاسباب الرئيسية لهذه الظاهرة.. تبلغ نسبة الفقر اليوم في العراق 20% من اجمالي عدد السكان ،وان حوالي مليوني عائلة تعيش دون مستوى خط الفقر وفق الاسس التي تحددت بدولار للفرد الواحد!. ان حوالي(10%) من الاطفال الذين تترواح اعمارهم بين(5 - 14) هم من الايدي العاملة، ويجري تشغيلهم وفق شروط مجحفة للعمل وبأجور زهيدة جدا ، وازدادات بينهم حالات الجنوح وممارسة الجريمة والتسول بما يتنافى واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم (38) لعام 1973 واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم (182) لعام 1998 للقضاء على اسوء اشكال عمل الاطفال!. فيالق التسول تزدحم بها ازقة المدن لأنها مهنة رابحة! في العقد الاخير انتشر الخجل عند الاطفال مفرملا للنشاط الاجتماعي والجماعي ومؤديا الى الخوف والانطواء والجبن العام ونمو مشاعر النقص عندهم! ليس الاطفال هم الذين يختارون ذلك بل آبائهم!.. وينتشر اليوم في بلادنا التنجيم والغيب وقراءة الطالع، ومهنة العرافون والعرافات ،وقراءة الفنجان والكف والاحجار والمرايا ، والسحر والشعوذة! قبل سقوط الدكتاتورية بلغ ما فقده العراق (4000) قطعة اثرية يعود تاريخها لفترات متباينة بدءا من الالف الثالث ق.م. حتى الادوار المتأخرة من الحضارة الاسلامية... ونفائس من التراث بسبب سرقات عصابات بطانة النظام! وبعد التاسع من نيسان نهبت المتاحف بالجملة وتغلغل تجار الأزمات وأزمنة الحروب عبر منافذ عديدة إلى مختلف مواقع الدولة.. مرتكبة مختلف الجرائم الاقتصادية منها والجنائية..... وناهبة المليارات من أثمان الركائز الاقتصادية.... وتنوعت اصناف المرتشين ليصيب الغلاء الرشوة قبل ان يصيب الاسعار ،وانتشرت المفاتيح – المناصب السرية غير المدونة داخل المؤسساتية الحكومية والاهلية اي الوسطاء لكبار المرتشين الذين لا تسمح هيبتهم الوظيفية بالقبض مباشرة من الراشي! وتنوعت اساليب غسيل الاموال "الايداع والتحويل، الصفقات النقدية، اعادة الاقراض، الفواتير المزورة، النقود البلاستيكية، استبدال الاوراق النقدية الصغيرة بأخرى كبيرة او بصكوك مصرفية ،شراء الاصول الثابتة كالعقارات والاراضي الزراعية والذهب ،ايداع المبالغ في الحسابات السرية في البنوك عبر الوسطاء... التهرب الضريبي... الفساد الاداري.. الفساد الانتخابي..". وبدأت الجريمة الأساس في حرق المكتبة الوطنية الذاكرة العلمية للشعب ومصدره في البحث العلمي ومثلها كل مكتبات العراق ومراكزه البحثية المعرفية من مختبرات ومصانع بحوث... وتواصلت مع ثروة المتاحف التي ليس لها ثمن يقابلها مطلقا.. ثروة الإنسانية وتراثها الأول الحافل بقراءة تاريخنا ونور حضارته.. ليُباع العراق الإنسان والعراق الوطن في سوق النخاسة المحلي والأجنبي....وليختلط غسيل الاموال بغسيل ذاكرة الشعب العراقي الوطنية، وليختلط الخبث والاجرام بالفوضى والقسوة وفق قاعدتي "اخبطها واشرب صافيها" "اقتل وسر في جنازة القتيل في المقدمة"... ستمتد النتائج الوخيمة الكارثية الى اعماق الارض والانسان ويصبح علاجها صعبا، وعلى من يتصدر المسؤولية الان في العراق ان يعي ذلك ويبادر الى تكوين الجبهة الثقافية السياسية المتنورة الاصيلة المعادية للفاشية والظلامية والتكفيرية والسلفية والدولة الدينية والارهاب لمجابهة ثقافة الاعداء المجتمعين وخاصة ايتام النظام المقبور وصعاليك الطائفية السياسية! ان الحروب ونوايا شن الحروب والارهاب هو امر في منتهى الانحطاط الاخلاقي!. ان المنظومة الفكرية والثقافية للدكتاتورية البائدة والطائفية السياسية لوثتا الشارع العراقي وسممت اجواءه الثقافية معتمدة على ثقافة العنف والتصفية والتهميش والتجهيل والتنسيق مع حلفائهما من الظلاميين والمجرمين الذين يعتبرون النور والثقافة المتنورة كفر وضلالة ويعملون على عودة الناس الى الكهوف والظلام. الثقافة الطائفية هي ثقافة الخداع الدائم والشقاوة الابدية وثقافة الرايات السوداء والملابس السوداء والبكاء على الأموات والاطلال واللطم على الصدور وضرب الرأس بالقامات وإسالة الدماء منها ولبس الأكفان البيضاء والتباهي بها وضرب السلاسل وتعذيب الذات. الثقافة الطائفية هي اشاعة مشاريع الجهاد (احتراف القتل) الى مالا نهاية. الثقافة الطائفية هي ثقافة مسح الأحذية واللحى وثقافة "القتل أساس المُلك" بديلا للثقافة الكاذبة والمزيفة: "العدل أساس المُلك".الأحزاب العائلية و الطائفية العراقية بيوت سياسية من زجاج! ونظامها السياسي ينتج الفساد ويعممه، فسادا سياسيا، يستفيد من واقع حال فاسد ويعيد انتاجه، لأنه يستشعر في عمليتي الانتاج والرعاية المصلحة الخاصة الاكيدة!. وبأي حال من الاحوال لا تنفعها الصعلكة السياسية بالمحافل والندوات والمناسف الدينية لأنها فقط ترويح عن النفس وتنفيس للاحتقان السياسي والتلذذ بلمس احلى الكلام... ياسلام!... فيما تسيل دماء الوطن وتتضخم ملفات الارهاب والفساد... ان اللعب بقيم الثقافة هو لعب على شفير السيف ولعب بالجوهر البشري الذاتي...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |