حتى امواتنا لم تتنفس الصعداء

 

الى كريم جثير

 

قاسم ماضي – ديترويت

kassimzghayer@maktoob.com

 

ماذا كان سيحصل لو واصلت مشوارك المسرحي !الم يكن المسرح هوايتك المفضلة منذ نعومة أظفارك !الموت  خطفك منا بينما أنت كنت قوياً/ ثابت الخطوات/ مبتسماً/ متأملاً ويبدو عليك العناد

كنت تنظر الى مدينتا الفقيرة مدينة (الثورة) فقيرة بواقعها لكنها خزين كبير من المبدعين والمتصوفين الذين يؤمنون بالحياة وحب الاخرين/ كنت تنبذ المتطرفين والمتشددين وأنت تنظر اليهم بحزن وألم .ومع هذا كانت الموسيقى التي تسمعها مشبعة بألامل/ وعندما يغني الفنان حسين نعمة (ياحريمة ...ياحريمة) كان الغضب يعصف بك ويتنقل بك من مدينة الى مدينة/ ومن وطن الى آخر/ ولن تستكين/ كانت فاطمة ياسين تطوف بك وانت تحدق في ظلها الذي أستطال بشكل غريب/ وأنت غارق بأحلامك الجميلة/ دائما ً مبتسم أينما حللت.

وفي عمان أجتمعت تحت سقف واحد مع اناس طيبين  وحالمين/ الأتتذكر كريم جمعة ذلك الفنان الهائم في المنافي والفنان ماجد درندش الذي سجلت رحلاته قفزة في تاريخ أبن بطوطة وكولومبس من حيث البحث عن وطن في ظل الخراب والدمار/ وحديثكما عن المسرح وعن نقابة الفنانين الاردنيين وكنت تبعث حولهم كتلة من الالوان المتداخلة/ كنتم جميعا ً قادمون الى مكان مجهول وفي أعماقكم خزين من الصور والكلمات / ياكريم جثير ... كل شيء تغير الان في وطني/ ولا ندري هل نعود من منافينا؟/ ظلت مسرحياتك (ألاقنعة) شاخصة خرجت من أعماقك لترسم لنا الوجوه المتعددة وكلهم يلبسون الاقنعة أينما حلوا/ كم حلمت بوطن ابيض لتزيل بكلماتك كل بقعة حمراء من أرضه/ كنت في صغرك تركض وراء الشمس محاولاً الامساك بها/ حتى حولت جميع جدران بيتك شعارات وصور منددة بالطغاة/ ألم يقولوا ان كريم جثير كتب عملاً مسرحيا ً تنبأ به بسقوط الطاغية قبل سقوطه/ أتتذكر حينما نتعب كنت تشد من عزيمتنا/ وصهوة حصانك الابيض لم تستكين/ ولكن الموت خطفك وخطف حنين مانع ومحسن الشيخ ورعد شوحي هكذا وبهذه السرعة/ معظم الايام اتكلم معكم تحاوروني وأحاوركم وكأن مس من  الجنون أصابني/ قم ياكريم .فأنت لن تموت  كلماتك الدافئة المتناغمة لاتزال ترن في اذني/ هاهو منذر عبد الحر الشاعر المبدع الانسان يستغيت بقصائده/  والكاتب علي السوادني تغيرت جميع ملامحه من فرط الكلمات والصور/ تصور ياكريم وأنت الغافي في قبرك يحاولون سجن الكلمة كما كان في السابق أرادوا بقوانينهم المجحفة أن يضموا المبدع علي السوادني في قائمة الارهاب/ هناك ذئاب شرسة مباغته بالامس تكتب للطغيان واليوم يزدادون ضراوة  وتملق/ فالذئاب كثيرة ولن نستطيع التخلص من انيابها الحادة.  

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com