|
لم تكن مجزرة تفجير المقهى الشعبي التي نفذها الانتحاري اللعين في صباح اليوم16 أيلول 2007 بقضاء طوزخورماتو والتي ذهبت ضحيتها أكثر من30 شهيدا وجريحا، المجزرة الأولى من نوعها، إذ أنه في اليوم نفسه من تموز عام 2006 فجر انتحاري مجرم آخر نفسه ليرتكب مجزرة بشعة أخرى في مقهى آق صو بالقضاء التركماني المذكور وكانت حصيلة الخسائر البشرية يومها سقوط 30 شهيدا وعشرات القتلى. بدون شك تنفيذ مثل هذه الأعمال الجبانة في نفس اليوم أيضا من كل شهر لم تكن عن طريق الصدفة، ولو أضفنا إلى تلك المجازر الوحشية مجزرة انفجار السيارة المفخخة التي استهدفت جمع المؤمنين من أهالي طوزخورماتو أثناء مشاركتهم صلاة الجمعة، والتي راحت ضحيتها 15 شهيدا وعشرات الجرحى والتي وقعت هي الأخرى في السادس عشر من أيلول عام 2005 لأستنتجنا من كل ذلك بأن هذه المجازر خططت من قبل جماعة أو جهة معينة واحدة وعناصرها هم الذين قاموا بتنفيذها في مدينة تركمانية واحدة. إن جميع المؤشرات تدل على أن الجهة أو الجماعة التي كانت وراء تنفيذ تلك المجازر الدموية في مدينة طوزخورماتو الحبية لم تنفذ هذه الجرائم لأسباب طائفية وبل للأسباب عرقية وشوفينية حتما. خططت ونفذت تلك الجماعة أو الجهة مثل هذه العمليات الإرهابية القذرة لتشفي غليلها من أبناء المدينة التركمان الذين أثبتوا تمسكهم بوحدة العراق ومعارضتهم لمخططات تلك الجهات التوسعية والانفصالية. خلاصة الكلام الدلائل كلها تدلنا إلى أن الجماعة أو الجهة التي كانت وراء هذه الجرائم الوقحة هي نفسها التي نفذت مجزرة كركوك الرهيبة في الرابع عشر من تموز عام 1959 لأن مثل هذه الوحشية والهمجية والعداء والحقد لا تتميز بها إلا تلك الجهة التي لا لعناصرها ذمة وضمير وحرمة لشهر رمضان الكريم لأنهم لا يخافون الله أبدا. وكان الهدف من تلك المجازر التي ارتكبت في طوزخورماتو وأخواتها ينكيجة، آمرلي، قره تبة، تلعفر وغيرها واضحا ومعروفا حتما من قبل الشعب التركماني ألا وهو زرع حقد الطائفية في نفوس التركمان والإيقاع بين الشيعة والسنة منهم لفشلهم في تنفيذ المادة 140 من قانون إدارة الدولة العراقية الذي فرضوه على العراقيين تحت حراب الأمريكان والإنكليز في ظروف الاحتلال ، ناسين بأن العقل التركماني أكبر بكثير من مخططاتهم المشبوهة هذه وأنهم أي التركمان سيستمروا في التصدي لتلك الأعاصير الصفراء ولن يمرروا مخططاتهم البغيضة أبدا. فمثلما ارتكب أولئك الأوغاد مجزرتي المقهيين في طوزخورماتو بهذه اللا إنسانية، ارتكبوا مجزرة تموز التي لا ينساها التركمان أبدا وقاموا بمهاجمة مقاهي التركمان في كركوك وشرعوا إلى قتل أصحابها وتحطيم محتوياتها وسرقة أثاثها وإهانة روادها. فالاعتداء الآثم الذي وقع على مقهى أق صو عام 2006 أو المقهى الشعبي قبل بضعة أيام يذكرنا جيدا بالاعتداء الدموي الذي وقع قبل 48 عاما على مقهى 14 تموز لصاحبه الشهيد عثمان خضر ومقهى زهير لصاحبه الشهيد زهير جايجى وعشرات المقاهي الأخرى في كركوك. ومثلما التركمان لم ينسوا شهداءهم الذين سقطوا أثناء مجزرة كركوك فأنهم لن ينسوا شهداءهم الذين سقطوا لتركمانيتهم في طوزخورماتو وبقية المدن والقصبات التركمانية أبدا. ونحن نرفع أيادينا إلى الله ألعلي القدير بأن يرحم شهدائنا الأبرار ويتغمدهم فسيح جناته ويلهم ذويهم والشعب التركماني الصبر والسلوان ويشفي جرحانا، نعاهد أولئك الأكرم منا جميعا بأننا لن نتخلى عن تركمانيتنا وعراقيتنا حتى ولو وجب الشهادة في سبيليهما، وأن نتصدى للمحتلين الأعداء وللخونة والعملاء والمجرمين الذين لن يتخلوا أبدا عن إيذاءهم بالعراق العظيم ومحاولاتهم لتقسيمه إلى أقاليم ودويلات ترفضه العراقيون ودول المنطقة جميعها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |