|
ألمقدمه.. الشيعة لم يطرحوا أنفسهم كقوميه أو حزب أو تجمع في منطقة أو بلد معين يمكن أن يأخذ طابعاً معينا بل هو فكر استمد منابعه وثروته الفكرية من تصورات ورؤى الأمام علي بن ابن طالب (ع) ومن بعدة ولدهِ الأئمة المعصومين التي كانت بمثابة الشرارة التي قدحت فأشعلت فتيل فكر كان منبعاً لإشاعة روح التسامح والإخاء حتى سادت فيه أرقى أنواع الديمقراطية المتمثلة بقول الإمام علي (ع): (ليس لي أمر دونكم) ووقوفهِ مع احد رعيته أمام قاضي دولته بمحض أرادته واقتناعه وهو حاكم أعظم دولة عدلا وجدت تحت قيادته. فالشيعة يمثلون شريحة اجتماعية فيها الكثير من المقومات والخصائص المختلفة المتمازجة بالولاء المطلق لمحمد (ص) واله الأطهار تعرضت إلى القمع والاضطهاد الطائفي الاجتماعي والفكري منذ إعلانهم التمسك بهذا النهج والثبات عليه رغم الهزات الكبيرة التي تعرضوا لها وحملات الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها إلى يومنا هذا. إن السياسات الخاطئة والقاصرة النظرة المؤطرة بروح الحقد والكراهية التي حاولت اضطهادهم وأبعادهم عن مصدر القرار وضعتهم في دائرة الأهداف المعلنة وغير المعلنة المُسبَقه نتيجة هذا الانتماء المذهبي ليس ألا ,فالشيعي يعامل كمواطن من الدرجة الثانية وقد تصل إلى الثالثة والرابعه في بعض الدول التي ترفع الإسلام شعارا والتي لاتليق به كانسان ومخالفة للقوانين السماوية الشرعية والوضعية لمجرد الاختلاف العقائدي وهذا يمكن اعتباره السبب المباشر بشعور الشيعي بالظلم والتهميش والإقصاء. وإذا أردنا أن ندرس واقعية هذا التهميش والإقصاء وحصوله كتاريخ لايمكن اهمالة أو تجاوزه فأنني اعتبر أن من أهم الدروس المستبطه من هذا الوضع هو مارا فق تشكيل الدولة العراقية في العام 1920 و هو المفصل الرئيسي والهام في هذا التهميش والإقصاء الذي نحاول أن نسلط الضوء علية من خلال تبيان المفاصل الرئيسية لتشكيل دولة العراق ألحديثه هو بالأساس الرابط والجامع لكل ماوصلنا أليه في الوقت الحاضر من مآسي وكوارث تكاد تعصف بهذا البلد الجريح مع الأسف. أن مراجعة بسيطة لبذرة التشكيل نجد أن البداية كانت بمثابة الصدمة الحقيقة التي أوجدت فصلا عنصريا كان يقوم على أساس الفصل الطائفي الاجتماعي والمذهبي محاولا إذابة هذه الطائفة وإقصائها من مفاصل الدولة من دون الأخذ بخصوصيتها مرة من خلال فرض سياسة أجبار هذه الطائفة التخلي عن المذهب من خلال النظرة القومية الشوفينيه من خلال السياسة التي أطلقتها الدولة العراقية منذ تأسيسها بالرغم من أن المرجعية الشيعية هي التي نادت بضرورة قيام دولة عربية في العراق كما جاء في كتاب عبد الكريم الارزي (مشكلة الحكم في العراق من فيصل الأول إلى صدام) (ساطع ألحصري عندما قال عن وزراء المعارف وغيرهم أنهم لم يكونوا يفرقون بين الجعفري العراقي والجعفري الإيراني، الم يكن قد سمع أو عرف أن بعض الأوساط العراقية، التي بقيت رواسب العهد العثماني قوية فيها، كانت تعتبر كل شيعي في العراق إيرانياً أو كأنه أيراني، وكانت الكلمتان (عجمي) و(شيعي) تكادان تكونان كلمتين مترادفتين في تلك الأوساط، مع العلم بأن الكثيرين من أبناء تلك الأوساط لم يكونوا من أصول أو انساب عربية. لماذا لم تصدر من ساطع ألحصري، وقد أدرك الفرق بين الجعفري العراقي والجعفري الإيراني، كما يقول، كملة واحدة في انتقاد تلك الأوساط على مواقفها هذا مع علمه بأن الشيعة يكونون الأكثرية الساحقة من عرب العراق، وبدونهم يصبح العرب في العراق أقلية صغيرة. هذا ولابد أن نذكر هنا أن التفريق بين الجعفري العراقي والجعفري الإيراني الذي أثاره ساطع ألحصري لم يكن في الواقع وارداً في ذلك الوقت بدليل قيام المجتهدين وعلماء الدين الإيرانيين بدور كبير في تحريض العراقية، ولاسيما العشائر الشيعية العراقية، على الثورة ضد الاحتلال البريطاني، تلك الثورة الوطنية التي اندلعت في 1920 والتي كان مطلبها الرئيس (إقامة دولة عربية) في العراق، كما جاء في رسائل المجتهدين الإيرانيين أنفسهم، ومنهم شيخ الشريعة الأصفهاني في رسالته الموجهة إلى الحاكم المدني العام في بغداد في 2 محرم 1939 هـ (15 أيلول 1920) وفي الرسالة المشتركة التي وجهها الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي وشيخ الشريعة الأصفهاني إلى الرئيس الأمريكي ولسن، والمؤرخة في 12 جمادى الأولى 1337 حيث قالا فيها: (فرغبة العراقيين جميعهم والرأي السائد بما أنهم امة مسلمة - أن تكون حرية قانونية واختيار (دولة جديدة عربية) مستقلة- أسلامية وملك مسلم مقيد بمجلس وطني.وفي رسالة أخرى مؤرخة في 5 جمادى الأولى 1337 موقعة من نفس الشيخين موجهة إلى الرئيس ولسن عن طريق السفارة الأمريكية في طهران يطلبان أليه فيها تأييد حقوق العراقيين في تشكيل (دولة عربية).,ومرة أخرى من خلال تذويب فكر أل البيت في بقية الفكر الذي تتخذه الأقلية دون الأخذ بالاعتبار أن الاكثريه في العراق هي الطائفة الشيعية حتى وصل الأمر إلى أن تجعل وزارة الأوقاف العراقية بزمن الطاغية صدام حسين إلى وضع أمور الوقف الشيعي في وزارة الأوقاف العراقية في غرفة صغيرة جدا ومكتوب على جانبها الأيمن (الوقف الشيعي ووقف الطائفة الموسوية) ويقصد هنا بالطائفة الموسوية بالطائفة اليهودية التي ليس لها ذكر في العراق بعد رحيلهم إلى إسرائيل كما نعرف وخاصة في ثمانينيات القرن العشرين وأنا كشاهد عيان شاهدت هذا الوضع ولم ينقل لي بالإضافة إلى منع أقامة الشعائر الحسينية من قبل حكومة البعث الفاشي في حينه بالقوة والتسلط لاغير. تم الإقرار على تشكيل الدولة ألعراقيه من خلال مؤتمر الشرق الأوسط الذي عقد في القاهرة بأشراف ورعاية المملكة المتحدة وتم تعيين الملك فيصل بن الحسين ملكا له وهو ليس بعراقي تنفيذا لرغبات البريطانيين آنذاك ولإرضاء قوى حاولت فرض هذا الواقع سيأتي ذكرها لاحقاً ,هذا التشكيل والإقرار تم على ضوء المعارضة الشديدة التي أبدتها ثورة العشرين التي هي بالأساس ثورة عراقية خالصة أجبرت المحتل البريطاني على الاستجابة للعراقيين في تشكيل دولتهم التي وضعها البريطاني في موضع لايحسد عليه من خلال تجميع هجيني غير متماسك في الولايات الثلاث (بغداد والبصرة والموصل) لاختلاف خصائصها وتنوعها في ارثها الحضاري والديني المذهبي رغم أن الجامع لهم في الأساس الدين الإسلامي ألا أن هذا لايكفي في تشكيل دولة واحده مركزيه لهذا قد بان الأثر الكبير للسياسة البريطانية في سياسة فرق تسد التي خدمت مصالحه الانيه دون النظر إلى مصلحه المواطنين القاطنيين في هذه البعقعه من الأرض وعدم جدية التفكير بمستقبل العلاقات والنسيج الاجتماعي فيها مما أدى ذلك إلى حدوث الكثير من المنغصات والمشاكل في بداية التشكيل ألا أن الانكليز استطاعوا السيطرة عليها من خلال ممارسة سياسات فصل عنصرية وتهميش مكون أساسي ومهم هو الطائفة الشيعية بالرغم من المعارضة التي حصلت من قبل وجهاء البصرة الذين قاموا بدورهم بإرسال رسالة إلى المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس في 13 أب 1921 طالبوا فيها بإنشاء إدارة سياسية مستقلة في البصرة هذا الأمر الذي جوبه بالرفض من قبل الانكليز والاستمرار في سياسة يمكن اعتبارها خرقا للقوانين المرعية آنذاك رغم الاقتناع الكامل بان هذا التشكيل سوف يحمل الكثير من المآسي الوطنية والقومية ألا أن الاستمرار فيه وتشكيل قيادة هرمه هي التي ستضمن للمحتل البريطاني ديمومة البقاء والاستمرار على هذه الأرض واستشهادا بذلك لايمكن إنكار ماكتبه الملك فيصل والتي نستبين الظليمة التي وقعت على العراقيين اجمع وخصوصا الطائفة الشيعية حيث كتب في عام 1931 مذكرة مشهورة جاء فيها "إن البلاد العراقية هي جملة من البلدان التي ينقصها أهم عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية ذلك هو الوحدة الفكرية و القومية و الدينية فهي والحالة هذه مبعثرة القوى منقسمة على بعضها و بالاختصار أقول وقلبي يملؤه الأسى إنه في اعتقادي لايوجد في العراق شعب عراقي بعد بل توجد كتلات بشرية خالية من أي فكرة وطنية , هذا هو الشعب الذي أخذت مهمة تكوينه على عاتقي" ((عبد الكريم ألأزري في كتابه "مشكلة الحكم في العراق" و ناجي شوكت في كتابه "سيرة و ذكريات)). أذن نحن أمام حالة تشكيل هجين لدولة تجمع نقائض ماموجود وعلى أساس التكوين الاستيطاني الذي وصفة الملك فيصل في مذكرته لابد أن يحصل شئ ما يلهي هذا الشعب وتكويناته الغير منسجمة فيما بينها كان لابد أن تكون هناك تناقضات أخرى على رأس الحكم يمكن من خلالها الهاء هذه المكونات بمعادلة جديدة يمكن أن تكون لعبة التي اسميها التي هي موجودة منذ وجودنا الظالم والمظلوم وتثويرها وفق الطريقة التي تخدم مصالح الانكليز في حينه بين هذه الشعوب دون أن يكون الضرر الأكبر واقعا عليهم ولقبولهم على مضض هذا الوضع الجديد وتقليل الخسائر وتكثير الغنائم لضمان الديمومة والاستمرارية لها مالذي حصل ومن كان الظالم ومن كان المظلوم وكيف أديرت أللعبه من قبل الظالم وبالتنسيق من العامل المساعد على إدامة هذا الظلم؟
ألشيعه وإنشاء الدولة العراقية الحديثة 1921 بيرسي زخريا كوكس المندوب السامي والحاكم الفعلي للعراق في فترة الاحتلال البريطاني الذي بداء على يد الجنرال مود عام 1917 وهي صفة لها مدلولاتها وأهميتها في الزمن الذي نشط فيه في منطقة الخليج وإيران والعراق، منح لقب سير عام 1911م كأفضل سياسي في المنطقة، وكان ذلك بسبب خدماته أثناء الحرب العالمية الأولى. ومنذ عام 1918إلى عام 1920 عمل وزيرا مفوضا في إيران, وكان مسئولاً عن الاحتلال البريطاني للعراق، وكان هذا سببا في نقله من منصبه الأخير ليعمل مندوبا سامياً في العراق منذ عام 1920 – 1923 بصفة العراق وقتئذ دولة حديثة تقع تحت الانتداب البريطاني استنادا لقرار المجلس الأعلى للحلفاء. يمكن اعتبار هذا الرجل هو المؤسس الحقيقي لدولة العراق الحديثة وهو من السياسيين البارزين والمحنكين خلال سيرته القصيرة التي أوردناها في خدمة التاج البريطاني لذا كان لزاما عليه أن يحفظ المصالح البريطانية في المنطقة والعراق وهذا الأمر انسحب على أن هذه الدولة الجديدة يجب أن تكون تابعة لهذا التاج في تكوينها السياسي والاقتصادي والمجتمعي كواقع مفروض خاصة في عصر الاستعمار العسكري الذي كان سائداً في ذلك الحين وان التجاءه إلى عبد الرحمن النقيب ليكون أول رئيس لوزراء العراق والالتجاء إلى الأقلية السنية في العراق التي تكون19% من سكان العراق (حسن العلوي في كتابه "الشيعة والدولة القومية في العراق" أنه وطبقاً للإحصاء الذي نظمته بريطانيا عام 1919 كان العرب الشيعة يشكلون 55% من مجموع سكان العراق، بالمقابل كان السنة يقدرون بـ 19% فقط، هذا في حين يرى عبد الكريم ألأزري في كتابه "مشكلة الحكم في العراق" أن الشيعة كانوا عام 1947 يقدرون بـ 59,5% من السكان بمقابل 19,7% من العرب السنة )وهذا كان نتيجة طبيعية لما سبق من أحداث ثورة العشرين التي قادها زعماء قبائل وعلماء الدين الشيعة واتسع نطاقها لتشمل المدن والحواضر العراقية مثل النجف وكربلاء والسماوة وقطعت طرق المواصلات التي تعتمد عليها القوات البريطانية، البرية منها والنهرية وكذلك سكة الحديد حتى استشرت مجاعة بين البريطانيين وهذا الأمر قد أدى بشكل كبير إلى انسحاب القوات البريطانية المحتلة وهذا هو جزء من عملية اخذ الثار من المسبب الأكبر في فقدان بريطانيا توازنها في العراق وكذلك جعلهم خارج اللعبة السياسية وجعلها بيد الأقلية لضمان المصالح البريطانية اللاحقة. هذا اللا توازن بين الاغلبيه الشيعية ومصالح بريطانيا جعل المحتلين يفكرون في محاولة أبعاد الشيعة ورجالاتهم من استلام مقاليد الحكم أو التواجد في المناصب الحساسة التي تؤثر على مصادر القرار ألا ماندر وفي فترات متباعدة وعند الحاجة أليهم وكان من أهم نتائج هذا التضييق إلى أن يهاجر معظم رجالات الدين والمراجع الذين كانو يقودون الشارع الشيعي إلى إيران وحتى السماح لعودتهم في العام 1924 إلى العراق والتشديد من قبل الحكومة البريطانية الموكلة من قبل الحكومة العراقية المرتبطة كليا بها على إجبارهم تقديمهم تعهد خطي بعدم التدخل بالأمور السياسية بالعراق كشرط أساسي لهذه العودة هذا الأمر يمكن اعتباره سلاح ذو حدين فيه جانب ايجابي وجانب أخر سلبي الجانب الايجابي الأول هو أبقاء الحوزة العلمية داخل العراق واستعادة فاعليتها الدينية باعتبار النجف الاشرف هي حاضرة التشيع العالمي وهذا أمر ايجابي والأمر الثاني هو الإقرار بابتعاد القيادات الدينية المعنوية الفاعلة عن الجماهير من قيادتها وعزل الشارع السياسي الشيعي عن قياداته وهذا الأمر السلبي الذي اضعف كثيرا قوة الموقف الشيعي داخل الدولة مما حدا بالبريطانيين أن يهيئوا لهذا الأمر بشكل كبير من خلال ممارسة سياسة الاستيطان للعنصر البشري الغير مسلم لأحداث خلل في التركيبة السكانية في الجنوب العراقي الذي يتميز بشيعيته ويتوضح ذلك من خلال قراءة لما كتبة المرجع الديني الأعلى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي عن تاريخ العراق الحديث وقد صدر الكتاب بطبعته الأولى (2000) عن مؤسسة الوعي الإسلامي بيروت ((فالغزو البريطاني للعراق عام 1918 كان يهدف إلى تغيير بنية المجتمع العراقي عبر توطين الملايين من الهنود السيخ في المناطق الجنوبية من العراق، إضافة إلى مسخ الهوية الإسلامية للشعب العراقي وربطه بعجلة الثقافة الغربية إلا أن تلك الوسيلة قد فشلت نتيجة للتصدي الذي قامت به الحوزة العلمية بقيادتها الدينية المتمثلة بالإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي والذي يعد رائد التحرير في العراق. واستطاعت أن تفشل تلك المخططات). هذا أن دل فإنما يدل على أن السياسة البريطانية كانت تحاول بإصرار وتتعمد أن طمس ثقافة أهل الجنوب والفرات الأوسط الذين يمثلون الثقل النوعي لهم ولثقافة الانتماء إلى فكر التشيع من خلال تمرير عدة مشاريع من هذا النوع لأحداث هذا الأمر ولجعل حالة من حالات التوازن السكاني وخاصة أن وجود هذا الفارق السكاني الشاسع في عدد السنة إلى الشيعة ,هذا الأمر الخطير لم يكن سهلا وممكنا بل يتطلب من القوة البريطانية العسكرية أن تفرض سياسة الأمر الواقع في المركز بغداد وجعل العملية تدور وفق سياسة التهميش والإقصاء لضمان تنفيذ سياستها في الإخلال بالتركيبة السكانية التي اشرنا أليها باعتبار المركز هو الذي يصدر القرار وعلى الآخرين التنفيذ وهو المنهج التي تتخذه الدولة المركزية في العراق وكذلك تعيين قيادات سنيه في رأس الهرم السلطوي وتعيين ضباط قادة الجيش من ألسنه لأخذ زمام المبادرة العسكرية التي كانت تغلب على الحياة السياسية آنذاك وهذا المنطلق لم يكن ولم يتحرك ألا بعد أن وجدو أن في الطائفة الشيعية الميل الحقيقي إلى الذود عن أراضيهم وديارهم وتأثير الخط الجهادي المتمثل بالمرجعية الشريفة وعم القبول بأنصاف الحلول أو القفز إلى الأمام لتخطي مشاكل تبقى مشاكل مزمنة يتفجر تشظيها في أي لحظة فكانت هذه المرجعية في مدينه النجف هي المحرك الأساسي لجميع الثورات التي حدثت في العراق وبطبيعة الحال كان الشيعة امتداد وتواصل مع مرجعيتهم باعتبار الاعتبار الروحاني والتقدير العالي الذي يكنه الشيعي لمرجعيته وقد كان التحرك التاريخي من قبل رجالات الدين الشيعة قد بداء في عام 1917 بتشكيل جمعية النهضة الإسلامية كان في طليعتهم الشيخ محمد جواد الجزائري والسيد محمد علي بحر العلوم، واتخذت الجمعية من تحرير العراق هدفا مرحليا له, وتأسست في كربلاء الجمعية الإسلامية بزعامة الشيخ محمد رضا محمد تقي الشيرازي ابن المرجعية الشيرازية وضمت في عضويتها العديد من علماء الدين مثل السيد هبة الدين الشهرستاني. وكان هدف الجمعية رفض الاحتلال البريطاني والمطالبة بالاستقلال واختيار ملك مسلم. وتأسس الحزب النجفي السري في عام 1918 الذي ضم عددا كبيرا من علماء الدين والشخصيات الاجتماعية المعروفة و زعماء العشائر العراقية، منهم الشيخ عبد الكريم الجزائري والشيخ محمد جواد الجزائري والشيخ جواد الجواهري الشيخ محمد باقر الشبيبي والشيخ محمد رضا الشبيبي وغيرهم. وقد حظي هذا الحزب بتأييد مراجع الدين. وانصب نشاط الحزب على توفير مستلزمات الثورة المسلحة ضد القوات البريطانية. هذه الأمور بمجملها كانت المحفز الأساس للانكليز لكي يجدو في الكثير من رجالات الشيعة البارزين غير متوائمين مع الفكر الاستعماري البريطاني مما حدا بهم إلى اتخاذ نهج تطبيق سياسة الإقصاء التي أضرت بالشيعة كثيرا وجعلتهم خارج دائرة القرار والحكم من خلال دولة محكومه بالأقلية ومهمشة للأكثرية.
الشيعه تحت ظل حكم البعث يمكن اعتبار مرحلة استلام حزب البعث زمام الحكم في العراق عام 1968 هو المفصل الحقيقي المظلومية الشيعية من حيث كثرة القمع البعثي والمراقبة الامنيه والتهجير ألقسري والالتفاف على القانون لجعل هذه الطائفة خارج حسابات الدولة وهذا الأمر لايمكن أن يكون دون كوارث حقيقية مهمة على ارض الواقع الشيعي الديني والمجتمعي بل أن الزمر البعثيه استمرت في سياساتها من خلال خطف الكفاءات العلمية والشخصيات ألاقتصاديه والضباط والجنود وتجميعهم وترحيلهم إلى إيران بحجه عدم عراقيتهم وتبعيتهم إلى إيران وهذا الوضع بلغت حالته إلى أقصاها من خلال تهجير الآلاف من الأكراد ألفيليه وهم من الشيعة ولم يهجروا لكونهم من القومية الكردية خاصة أن للمناطق أكراد معروفة في شمال العراق وهذا تجاوز الحدود القانونية والأعراف الانسانيه ومهما قيل عنهم فأنهم قد عاشوا ألاف السنين بعراقيتهم وبين جنبات هذا البلد وهم المساهم الأكبر في عجلة الاقتصاد العراقي لكونهم من أغنياء العراق وقد كان نجاح الثورة الإسلامية في إيران بقيادة روح الله السيد الخميني (قدس) والعلاقة الروحية بين الراحلين العظيمين السيد الخميني والسيد محمد باقر الصدر (قدس) قد أثرت بشكل مباشر في تأجيج روح العداء للسيد الصدر والجماهير الشيعية بصورة عامة ورسالة سماحته إلى الدكتاتور هي تفصيل كامل لماكان يجري في الشارع السياسي العراق وهي رد بليغ لعنجهية البعث وزبانيته وقد أدرجت رسالة الدكتاتور في هذا البحث لاكتمال الصورة والمقارنة بين الرؤيتين وهيهات ان تقارن حسب رائي الشخصي ولكن للفائدة.
نص رسالة صدام لعلك تعلم أن مبادئ حزبنا منبثقة عن روح الإسلام وان شعاراتنا التي نطرحها هي شعارات ذلك الدين السمح لكن بلغة العصر. وان الذي نريد تطبيقه على واقع الحياة على الأقل في وقتنا هذا هو أحكام الشريعة الغراء ولكن بلون متطور رائد يلاءم هذه الحياة الصاعدة وأننا نحب علماء الإسلام وندعمهم ما داموا لا يتدخلون فيما لا يعنيهم من شؤون السياسة والدولة ولا ندري بعد ذلك لماذا حرمتم حزبنا على الناس؟، ولماذا دعوتم إلى القيام ضدنا ولماذا أيدتم أعدائنا في إيران؟. وقد أنذرناكم ونصحنا لكم واعذرنا أليكم في هذه الأمور جميعاً غير أنكم أبيتم وأصررتم ورفضتم ألا طريق العناد مما يجعل قيادة هذه الثورة تشعر بأنكم خصمها العنيد وعدوها اللدود وانتم تعرفون ما موقفها ممن يناصبها العداء وحكمه في قانونها؟.وقد اقترحت رأفة بكم أن نعرض عليكم أمور أن انتم نزلتم على رأينا فيها أمنتم حكم القانون وكان لكم ما تحبون من المكانة العظيمة والجاه الكبير والمنزلة الرفيعة لدى الدولة ومسؤوليتها تقضي بها كل حاجاتكم وتلبي كل رغباتكم، وان أبيتم كان ما قد تعلمون من حكمها نافذاً فيكم سارياً عليكم مهما كانت الأحوال وأمورنا التي نختار منها ثلاثة لا يكلفكم ألا تنفيذها أكثر من سطور قليله يخطها قلمكم لتنشر في الصحف الرسمية وحديث تلفزيوني جواباً على تلك الاقتراحات لتعود بعد ذلك مكرمين معززين من حيث انتم أتيتم لتروا من بعدها من فنون التعظيم والتكريم ما لم تره عيونكم وما لم يخطر على بالكم. - أول تلك الأمور هوان تعلنوا عن تأييدكم ورضاكم عن الحزب القائد وثورته المظفرة. - ثانيهما أن تعلنوا تنازلكم عن التدخل في الشؤون السياسية وتعترفوا بان الإسلام لا ربط له بشؤون الدولة. - ثالثهما أن تعلنوا تنازلكم عن تأييد الحكومة القائمة في إيران وتظهروا تأييدكم لموقف العراق منها.وهذه الأمور كما ترون يسيرة التنفيذ، كثيرة الأثر جمة النفع لكم من قبلنا فلا تضيعوا هذه الفرصة التي بذلتها رحمة الثورة لكم. رئيس مجلس قيادة الثورة صدام حسين
نص جواب السيد الشهيد محمد باقر الصدر لقد كنت احسب أنكم تعقلون القول وتتعقلون، فيقل عزمكم ألزام الحجة، ويقهر غلوانكم وضوح البرهان، فقد وعظتكم بالمواعظ الشافية ارجوا صلاحكم، وكاشفتكم من صادق النصح ما فيه فلاحكم، وأبنت لكم من امثلات الله ما هو حسبكم زاجراً لكم لو كنتم تخافون المعاد ونشرت لكم من مكنون علمي ما يبلوا غلوتكم لو كنتم إلى الحقيقة ظمأ، ويشفي سقمكم لو كنتم تعلمون أنكم مرضى ضلال ويحييكم بعد موتكم لو كنتم تشعرون أنكم صرعى غواية حتى حصحص أمركم وصرح مكنونكم أضل سبيلاً من الأنعام السائبه وأقسى قلوباً من الحجارة الخاوية واشره إلى الظلم والعدوان من كواسر السباع لا تزدادون مع المواعظ ألا غياً ومع الزواجر ألا بغياً أشباه اليهود وأتباع الشيطان، أعداء الرحمن قد نصبتم له الحرب الضروس وشننتم على حرماته الغارة العناء وتربصتم باولياءه كل دائرة وبسطتم أليهم أيديكم بكل مساءه وقعدتم لهم كل مرصد وأخذتموهم على الشبهات وقتلتموهم على الظنة على سنن آبائكم الأولين، تقتفون آثارهم وتنهجون سبيلهم لا يردعكم عن كبائر ألاثم رادع ولا يزعجهم عن عظائم الجرم وازع، قد ركبتم ظهور الأهواء فتحولت بكم في المهالك واتبعتم داعي الشهوات فأوردكم أسوأ المسالك، قد نصبتم حبائل المكر وأقمتم كمائن الغدر، لكم في كل ارض صريع وفي كل دار فجيع تخضمون مال الله فاكهين وتكرعون في دماء الأبرياء شرهين، فانتم والله كالخشب اليابس اعيي على التقويم أو كالصخر الجامس انأي عن التفهيم فمابعد ذلك يأساً منكم.شذاذ الآفاق، وأوباش الخلق، وسوء البرية وعبدة الطاغوت وأحفاد الفراعنة، وأذناب المستعبدين.أظننتم أنكم بالموت تخيفونني وبكر القتل تلونني، وليس الموت ألا سنة الله في خلقه {كلاً على حياضه واردون} أوليس القتل على أيدي الظالمين ألا كرامة الله لعباده المخلصين، فاجمعوا أمركم وكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم فأمركم إلى تباب وموعدكم سوء العذاب لا تنالون من أمرنا ولا تطفئون نورنا وأعجب ما في أمركم مجيئكم لي بحيلة الناصحين تنتقون القول وتزورون البيان، تعدونني خير العاجلة برضاكم وثواب الدنايا بهواكم. تريدون مني أن أبيع الحق بالباطل وان اشتري طاعة الله بطاعتكم وان أسخطه وأرضيكم وان اخسر الحياة الباقية لأربح الحطام الزائل، ضللت اذاً وما أنا من المهتدين، تباً لكم ولما تريدون، أظننتم أن الإسلام عندي شئ من المتاع يشترى ويباع؟، أو فيه شيء من عرض الدنيا يؤخذ ويعطى كي تعرضون لي فيه باهض الثمن جاهلين وتمنونني عليه زخ ارف خادعة من الطين، أتعدونني عليه وتوعدون وترغبونني عنه فوا لله لا أعطيكم بيدي أعطاء الذليل ولا اقر لكم أقرار العبيد، فان كان عندكم غير الموت ما تخيفونني به فأمهلوا به أو كان لديكم سوى القتل تكيدونني به فكيدون ولا تنتظرون لتبصروا أن لي بالجبال الشم شبيهاً من التعالي وان عندي من الرواسي شامخات متبلي من الرسوخ والثبات، قولوا لمن بعثكم ومن وراء أسيادهم أن دون ما يريدون من الصدر ألف قتلة بالسيف أو خضباً أمر وان الذي يريدونه مني نوعاً من المحال لا تبلغوه على أية حالفو الله لن تلبثوا بعد قتلي ألا أذلة خائفين تهول أهوالكم وتتقلب أحوالكم ويسلط الله عليكم من يجرعكم مرارة الذل والهوان يسيقكم مصاب الهزيمة والخسران ويذيقكم ما لم تحتسبوه من طعم العناء ويريكم ما لم ترتجوه من البلاء ولا يزال بكم على هذا الحال حتى يحول بكم شر فأل جموع مثبورة صرعى في الروابي والفلوات حتى أذا انقضى عديدكم وقل حديدكم ودمدم عليكم مدمر عروشكم وترككم أيادي سبأ أشتات بين ما أكلتم بتواترهم ومن هاموا على وجوههم في الأمصار فولوا إلى شتى الأمصار وأورث الله المستضعفين أرضكم ودياركم وأموالكم فإذا قد أمسيتم لعنة تجدد على أفواه الناس وصفحة سوداء في أحشاء التأريخ .أنتهي هذا جعل الضغط يزداد يوما بعد أخر وكان الموقف الصدري يزداد صلابة في تأييد قيام هذه الثورة الاسلاميه عندما كانت الكلمات الرائعة لهذا المفكر الكبير الموجهة للدكتاتور هي ابلغ رسالة في أن الخط الشيعي كان السباق في رسم صورة وملامح الالتفات حول أي حركة ثوريه تؤسس لعوده روح التشيع العالمي الذي ارساة الأمام علي علية السلام وكانت هذه الكلمات هي الموقف الشيعي الرسمي في العراق (أذا كنتم ثوريين ومعارضين للاستعمار حقيقة فعليكم أن تؤيدوا هذه الثورة التي قضت على إحدى ركائز النفوذ الأميركي في المنطقة) وكان رد الدكتاتور الذي بين الخط السياسي للدولة العراقية المعادي لهذه البذرة(أن الخميني خاطب رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر بقوله السلام على من أتبع الهدى، فكيف يمكن أن نؤيده؟)، وسأل الإمام الصدر أن كان يوافق الخميني على هذا فرد الإمام قائلا: أن الإمام الخميني فقيه ومجتهد وهو الذي يقدر عمله). حتى استشهاده سلام الله عليه كان رافضا لكل أشكال الظلم ألبعثي وقائدا منورا للجماهير العراقية بشيعتها وسنتها كل طوائفها الأخرى المظلومة في طل الدكتاتورية العشائرية لذا يمكن اعتبار استشهاده مع شقيقته نور الهدى هو بداية مرحلة جديدة في العمل الجهادي الشيعي ضد نظام الطاغية وتأسيس لمرحلة جديدة أطرها دم الشهيدين السعيدين ولابد من الإشارة هنا إلى أن الأيدي ألبريطانيه كانت لها اليد الطولي في تمكين البعث من السيطرة على مقاليد الدولة وسرقتها (كانت الدوائر الاستعمـارية البريطانيـة والأمريكية ترقب الموقـف بالخـوف والحـذر من حدوث انفجار إسلامي في العراق ..لذا بادرت وبالسرعة الممكنة لجمـع شتاتها وربط خطوطها وتكوين ائتلاف بين الخطين :الأمريكي الذي يمثله الداوود والنا يف ،والخط البريطانـي الذي يمثله احمـد حسن البكر ..وحـدث الانقلاب الاستعماري في (17-7-1968) الذي لم يكن يجرأ أن يعلن عن هويته وحقيقته لرفض الأمـة والجماهير وكراهيتها لهذه العصابة المنبوذة ..بعد أن جربتها أسوأ تجربة عام( 1963) ،وكان ناصـر الحانـي الملحـق الثقافي بالسفارة العراقية في واشنطن سابقا ، وسفير العراق في بيـروت بعدها، هو حلقـة الوصـل بين المخـابرات البريطانيـة وحـزب البعث وقد تخلص البعثيون من عضو الارتبـاط هذا الذي عيـن وزيرا للخارجيـة في حكومتـهم فاغتالوه خـوف الفضيـحة والانكشاف ..وقد نشرت بعض وسـائل الإعـلام بعيـد الانقـلاب أن البكر تسلم صكا من المخابرات الأجنبية بربع مليون دولار ,ولم تمض من الانقلاب غير أيام حتى أرسل عبد الرحمن الداوود إلى القطعات العـراقية المرابطة في الأردن لزيارتها وأحيط النايف بخديعة لم يستـطع الإفلات منها .. فطرد من الحكومة .. وسيطر الخط البريطاني على الحكم سيطرة قوية ، وقد برر البعثيون ذلك بأنهم فوجئوا في الساعات الأخيرة من الانقلاب بوجود النـايف والـداود معهم ، وأنهم تريـثوا وقبلوهم كشـركاء في الانقـلاب العسـكري مضطـرين ، ولا يخـفى على أحد مثل هذا التبرير المفضوح ..والمحاولة المكشوفة لتغطية الصراع بين الخطين :البريطاني والأمريكي في داخل هذه الحركة المشبوهة منذ ولادتها .. وقد كشفت إذاعـة صوت العرب بأحد تقاريرها (أنه بعد انسحاب القوات المصرية التي كانت تحمي القصر الجمهوري أيام الحكم ألعارفي استطاعـت المخابـرات البريطانية من التسلل إلى السلطة والسيطرة على الحكم عن طريق عملائها البعثيين). وبدأ حكم البعث يعلن عن هويته البشعة ويؤكد كما جاء في تقرير المؤتمر القطـري الثامـن أن أحد أسباب الانقلاب هو تسلل القوى الرجعية (يعني الدينية )إلى مواقـع خطرة وخوفه من سيطرتها على الأوضاع ..ثم يؤكد التقرير نفسـه أن العراق كان عام(1970 )أي بعد انقلابهم بسنتين محسوباً على حصة بريطانيا وأنه على زعمهم قد خرج من هذه القبضة )حزب الدعوة الإسلامي المنطلق والمسار- السيد هاشم الموسوي. هذا هو الموقف الواضح للمسيرة البريطانية في أبعاد التيارات الإسلامية والمرجعيات الدينية عن سلطة القرار في الدولة ألعراقيه منذ تأسيسها ولحد سقوط النظام الدكتاتوري في 2003. أن نظرة بسيطة إلى الأدبيات والتسميات التي ساقها البعثيين خلال تواجدهم في السلطة تؤكد بلا تردد على أن المرجعية ألدينيه الشيعية والشيعة هم الهدف الأول بالنسبة إلى دولة البعث التي جاءت في العام 1968 (وربما كانت المحاولة الصريحة الأولى للحكومة العراقية بتصوير الشيعة على أنهم يشكلون تهديداً للعروبة في السنوات الأولى من الحكم الملكي. بينما بدأ البعث باستخدام كلمة الشعوبية بقصد مهاجمة خصومه قبل فترة طويلة من تسلمه السلطة. وما بين الأربعينات والسبعينات من القرن العشرين أصبحت الشعوبية لعنة توجه، أساساً، للشيوعيين العراقيين، والذين كانوا في غالبيتهم من الشيعة. وكان عبد الكريم قاسم، الذي حكم العراق لخمسة سنين بعد إسقاط الحكم الملكي عام 1958، الهدف الرئيسي للبعثيين الذين صوروه على أنه انفصالي وطاغية. كان قاسم، ابن لأم شيعية وأب سني عربي، قد دافع عن الوطنية العراقية وجعل هدفه الأساسي وحدة البلد. وفي مقابلة مع صحفي لبناني، أوضح قاسم نظرته للعروبة- وهي وجهة نظر يشاطره فيها كثير من العراقيين الشيعة - إذ يقول "العروبة عندنا ليست سياسة بل نسب وحسب." وباختيارهم للهوية العراقية، قاسم وأغلبية الشيعة العراقيين يتبنون نهجاً مشابهاً للنهج الذي دافع عنه القومي المصري لطفي السيد، الذي أكد على ضرورة تمسك المصريين بهويتهم المصرية وأن لا يسعوا للانضمام إلى أية دولة أخرى( اسحق نقاش – الصراع على السلطة في العراق . بعد هذه التطورات الخطيرة التي استهدفت القيادات السياسية والدينية الشيعية من خلال سياسة الإعدامات والملاحقات وعد أنفاس وتهجير وخاصة بعد إعدام قيادات التيار الشيعي الإسلامي في النجف المتمثلة بالشيخ عارف البصري والسيد عماد الدين التبريزي والسيد عز الدين القبانجي والسيد حسين جلوخان والسيد نوري طعمه ومدى مبدئيتهم وثباتهم حتى في أقسى المواقف التي واجهتهم جعلت من النظام يمارس الإيغال في التصفيات الجسدية الغير مبررة والاتجاه تحو طريق اللا عوده في هذا الطريق وكانت التهمة الجاهزة لأي شيعي هي الانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامي وقد كان القرار الصادر عن (مجلس قيادة الثورة) المنحل وبتوقيع صدام حسين نفسه والمرقم 461 والصادر بتاريخ 31/3/1980 والقاضي بإعدام أعضاء حزب الدعوة الإسلامية، (والمتعاطفين والمتعاونين) مع الحزب والمروجين لأفكاره وبأثر رجعي، أوجد حالة من الإرهاب قل نظيرها في التاريخ الحديث وهي سابقة فريدة في سياسات الدول بان يحاسب الشخص بأثر رجعي وخاصة على الفكر الذي يحمله، حيث أثبتت الأرقام الأولية عن استشهاد أكثر من 350000 شهيد في العراق، وقد نفذ حكم الإعدام بأكثر من 70% منهم بتهمة العلاقة مع حزب الدعوة الإسلامية واستنادا إلى هذا القرار الخطير الذي لم تحرك المنظمات الانسانيه ومنظمات حقوق الإنسان ساكنا بسبب التكتم الداخلي وسياسة شراء الذمم وسياسة الكوبونات النفطية سيئة الذكر التي انفق النظام الدكتاتوري ميزانية العراق عليها والذي كان يمارس من سلطة البعث وبسبب الدعم المستمر من قبل الأنظمة العربية والدول الكبرى المؤثرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وان دل هذا على شئ فإنما يدلل بشكل لالبس فيه أن المخطط كان كبيرا من اجل القضاء على الفكر الشيعي العراقي وتذويبه في أدبيات الشوفينيه والشعوبية والريح الصفراء التي كان يستخدمها البعثيين من اجل الاستمرار في حلمهم لإقصاء هذا الفكر من الساحة نهائيا وتذويبه ضمن وضعة في أطار محدد وتحجيمه خاصة بعد النجاح المدوي للثورة الاسلاميه في إيران بل أن الأمر تعدى ذلك إلى ملاحقة كل من يحاول أن يوصل هذه المظلومية إلى الرأي العام الدولي (هذه الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان لم تقتصر على العراقيين في داخل العراق، وإنما امتدت لتشمل الدعاة والرساليين في أنحاء العالم، فقد استشهد أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية حجة الإسلام والمسلمين الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم في السودان في 17 كانون الأول عام 1988، والشهيد سهيل السلمان في الإمارات في 19 مايس 1981، والشهيد الدكتور أياد حبش في إيطاليا في 16 تشرين الأول عام 1986، والعشرات الآخرون في دول عدة (البرنامج السياسي لحزب الدعوة. وقد مارس النظام ألبعثي في هذه الفترة من قمع واسع لكل المرجعيات الدينية التي لم يستطيع النظام ترويضها وبقيت على حالها تنادى بفكر الشهيد الصدر الأول رضوان الله علية مثل من أمثال آل كل من الحكيم وبحر العلوم والخوئي وشبر والمبرقع والجابري والحلو بالإضافة إلى العامل المهم الذي كان البعثيين يمارسونه في الهجوم والقضاء على البذرة الأولى للثورة الاسلاميه في إيران بأوامر أميركية بريطانيه ومن حاصل تحصيل هذا النهج شعرو أنهم أمام مهمتين أولها المذكورة وثانيهما الفكر الشيعي الذي ربط من خلال هذه الحرب بإيران رغم أن العاقل يرى أن البعثيين كانو دائما يحاولون أن يزجوا في جبهات القتال أبناء الشيعة تحت مسميات الدفاع عن الوطن والبوابة الشرقية وبذلك استطاعوا ضرب عصفورين بحجر واحد مما حدا بالبعثيين خاصة بعد قرار عزل احمد حسن البكر في العالم 1979 بقرار غربي بحت إلى أن يصورو الحرب على أنها حرب سنية شيعيه وبذا يكون شيعه العراق متهمين حتى يبرءو ساحتهم في قتال إيران في جبهات القتال مع العلم أن معظم قادة الجيش في هذه الحرب هم من السنة وكان من الصعب والنادر أن تجد قائدا آو ضابطا من الطائفة الشيعية وهذا الأمر مشخص وبائنا بشكل ملفت للنظر أما مسالة أن ألشيعه معظمهم قاتلو ضد إيران فهذا يدعو الجميع للتفكير جليا بان ألشيعه العراقيين هم الخط الأول للدفاع عن وطنهم وثانيا أن العراق يسكنه 60% من الشيعة فمن الطبيعي أن يكون الشيعة العمود الفقري للجيش العراقي خاصة وان النظام كان يركز في سياسته على التفريق المذهبي في تواجد العسكري في جبهات القتال فالشيعي يكون عادة في الصفوف الأمامية وهذا مالمسناه من خلال إجبارنا على الخدمة في جيش صدام. بعد اشتداد هذه الحرب ومحاولة التضييق الكامل على أصحاب القرار السياسي الشيعي وعلى المواطن البسيط وتهجير القسم الأكبر وخاصة من الكرد الفيلية إلى إيران بحجة أن أصولهم غير عراقيه كما ذكرنا أنفا اضطر السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه، وهو نجل آية الله محسن الحكيم المرجع الأعلى قدس سره الشريف الذي توفي أوائل السبعينات، إلى مغادرة العراق نحو إيران حيث أسس مكتب الثورة الإسلامية في العراق17تشرين الثاني 1982 وقد تحول هذا المكتب إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ليواصل نضاله ضد حكم الطاغية مشكلا الجناح العسكري للمجلس ألا وهو فيلق بدر والذي ضم الكثير من العراقيين الشيعة المهجرين من ديارهم بالقوة المتواجدين في جمهورية إيران الاسلاميه وقد كان للجناح السياسي لهذا المجلس الدور البارز في مقارعه النظام ألبعثي مما اضطر النظام إلى إعدام كل من يحاول أن يتحرك سياسيا من أسرة المرجع السيد محسن الحكيم قدس سره الشريف من اجل الضغط على السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه بعدم ممارسة عمل سياسي في هذا الاتجاه وقد بلغ عدد المعدومين من عائله الحكيم داخل العراق 62 شهيد ومفقود وهذا يبين سياسة الحديد والنار الذي كان يمارسها النظام لإسكات الأصوات المعارضة له. كما لايمكن نكران دور الأحزاب المعارضة العراقية الشيعية الأخرى في أتمام دورها في فضح النظام وتعريته أمام الرأي العام العالمي وخاصة جهود الدكتور احمد ألجلبي وحزب الدعوة الإسلامي والدكتور أياد علاوي وبقية الشخصيات والمنظمات ألا أن دورهم تركز على الجانب السياسي ولم يكن للجانب العسكري ألعملياتي اي شئ يذكر.
ألشيعه بعد غزو الكويت (حقبة الشهيد محمد صادق الصدر (قدس) بعد الانتهاء من الحرب العراقية وموافقة النظام ألبعثي على قرار إيقاف الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات بالتمام والكمال وجد البعثيين أن فرصتهم الوحيدة لإعادة الدماء إلى شرايين سلطتهم هم إدامة حالة ألازمه في المنطقة واحتلال دولة الكويت وفي مطلع صباح يوم الثاني من أغسطس 1990 نفذ النظام مااراد وكالعادة بقرار فردي من الطاغية صدام هذا الأمر الذي جعل العالم يلتفت حول مسالة تحرير الكويت وقد مررت قرارات عديدة منها القرار الأساس 660 و678 وتم من بعدها تحرير دولة الكويت من قبضه النظام ألبعثي والتي لااريد الإطالة في سرد الأسباب والنتائج . لذا وبعد هذا الانسحاب المذل وجد ألشيعه أنفسهم أمام خيار الثورة المسلحة بعد أن تهاوى النظام التي كادت أن تطيح بصدام حسين وحكمه وقد كانت الشرارة الأولى للانتفاضة الشعبانية المباركة لشيعه العراق التي انطلقت من مناطق جنوب العراق ومن البصرة تحديدا لذا كانت هذه ألانتفاضه عبارة عن ثورة شعبيه عارمة شملت كل مناطق العراق الجنوبية والوسطى شملت كل من البصرة والعمارة والناصرية والديوانية والحلة والكوت ومناطق في قلب بغداد مثل مدينه الصدر والشعلة وهذه المناطق تمثل الثقل الشيعي في العراق لذا فان تحديد ملامح هذه ألانتفاضه شيعية خالصة وقد جاءت ألانتفاضه بمثابة الصاعقة التي أيقظت الضمير الأمريكي بان هنالك شئ من المعادلة قد اخذ جانبا غير صحيح وفطنو أن هذه الانتفاضة سوف تمدد وتنال الدعم الإيراني الذي لاترحب به واشنطن أبدا فبداءت الإشارات العربية وخاصة من السعودية تتوالى على نظام صدام لسحق هذه ألانتفاضه وخير دليل على ذلك تصريح وزير خارجية أل سعود بهذا الشأن بالرغم أن شوارتسكوف القائد الأميركي لعملية عاصفة الصحراء كان على مشارف بغداد وكان بإمكانه إسقاط النظام بساعات لا بأيام, وتغيرت ألاستراتيجيه الاميركيه البريطانية لتأخذ منحى أخر يتمثل في أبقاء نظام صدام لحين الانتهاء من ترتيبات إذلال النظام العراقي وهو الخيار الأفضل حينها لان خيار إسقاط صدام بثورة شيعية غير محبذ من قبل أنظمة الجوار العربي السنية وكان هذا الإذلال من خلال بوابه الحصار الدولي ومن خلال وثيقة خيمة صفوان الشهيرة, بداء مسلسل تصفية الحساب بين النظام ألبعثي وبين شيعه العراق يبدءا واضحا وبإسناد أميركي بريطاني عربي مكشوف بعد اعتراف وزير خارجية أل سعود الفيصل انف الذكر أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك بشكل صريح وعلني بان السعودية ساهمت في مساعدة الاميركان قمع انتفاضة ألشيعه في العام 1991 وبذلك لاينكر أي دور دولي أو إقليمي في تقوية النظام ألبعثي ضد شيعه العراق ليس ألا كونهم يحملون بذرة الفكر الشيعي وقد تحولت في حينها المناطق الشيعية إلى حطام وخراب لايوصف. من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فشل الانتفاضة الشعبانية المباركة يمكن إسنادها إلى أسباب قد تكون ظاهرة ولا تحتاج إلى تطويل وشرح. * عدم وجود قيادة ناضجة للانتفاضة وتعدد الرؤوس في الجسد الواحد مميت. * غياب الدعم الدولي والإقليمي والعربي خوفا من قيام دولة يكون على رأسها ألشيعه أو مشاركين رئيسين فيها ومااشبة اليوم بالبارحة في العراق على عكس ما حصل في كردستان العراق . * وجود قوات عراقيه متخصصة بحماية بغداد وحماية صدام لم تفقد أي من قابليتها القتالية في حرب الخليج ألثانيه مما أدى ذلك إلى أن تفتك هذه القوات بالجماهير المنتفضة. * نجاح البعثيين من عزل المرجعية عن القاعدة الجماهيرية وخاصة بعد الانتباه له من قبل النظام وفرض الإقامة الجبرية على السيد أبو القاسم والخوئي (قدس) في بغداد. * قيام الطيران الأميركي والبريطاني في قصف الثوار وتسهيل حركة جيش الطاغية تحت هذا الغطاء الجوي. * صمت المجتمع الدولي ومنظماته بكافة مسمياتها على انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت في المناطق الشيعية وعدم الاهتمام بهذا الأمر مطلقا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |