القوش في ظل الحرب العراقية – الايرانية

 

نبيل يونس دمان/ كالفورنيا 

nabeeldamman@hotmail.com

بداية الحرب وتبعاتها الكارثية

تفاجأ العراقيون قبل غيرهم يوم 22/9/1980 بهجوم صدام حسين المباغت على الجارة ايران، متذرعا ً بحجج واهية لم تصمد طويلاًَ امام الزمن، منها ادعائه بحقوق العراق في اجزاء من الارض وجزء من شط العرب، والذي تنازل عنها في عام 1975 لحكومة الشاه بغية الالتفاف على الحركة الكردية.

عانى الشعب من آثار تلك الحرب الطاحنة، والتي لم تحقق اهدافها في خطف نصر سريع كالذي كانت تحصده في ايام، دولة اسرائيل في حروبها ضد جيرانها العرب اعوام 1948، 1967، 1973. لقد تورط صدام في الحرب وغطست ارجله في مستنقعها الذي اودى بحياة مئات الآلاف من القتلى والجرحى والأسرى والمشردين، ومنها بدأت امواج الهجرة... هجرة مجاميع واسعة من الشعب العراقي الى دول الجوار واللجوء السياسي والانساني في شتى بقاع العالم.

كانت تلك الحرب فاتحة انفراد صدام في الحكم بعد ان اقصى رئيسه البكر، الذي تجذر وتصلب في عهده، وصفى بالحيل والكذب والارهاب الكثير من القيادات التي ظهرت في طريقه، وبذا شق طريقه الشاذ وغيرالمشرف، فوق جماجم واشلاء ابناء الشعب العراقي، سليل الحضارات والامجاد.

لقد ازعجه النموذج الايراني في اسلوب انقلابه على الشاه وازعجه نزول الملايين من الايرانيين عامي 1978 – 1979 الى الشوارع لتغيير النظام، ولا يخفى على احد كيف لعبت تلك الحرب الاجرامية بحق الشعبين دورا ً في تحريف نهج الثورة الايرانية واستقطاب بل انفراد حكم اليمين الديني، وابعاد كل من له صلة باليسار وبامجاد التاريخ الايراني المعاصر.

قبل ان يتبوأ صدام المركز الاول في حكم بلادنا ، كان نظامه قد استغل مليارات الدولارات التي درت على العراق ابان تأميم النفط وارتفاع اسعاره في اواسط واواخر السبعينات، تلك الاموال صرفت لتقوية الماكنة العسكرية والاجهزة القمعية ولشراء الذمم ومحاربة ابناء الشعب، فجرت في تلك الفترة بل اشتدت محاربة كل القوى الوطنية ذات التاريخ المشرق في سبيل عزة العراق وتقدمه ونهضته.

عندما اجتاح مئات الآلاف من المسلحين، الحدود العراقية – الايرانية، دارت رحى الحرب الضروس ولمدة ثمان سنوات، بدأت المعركة الحقيقية في داخل العراق نفسه، ضد الشعب العراقي الأبي، فجرى التنكيل به ومحاربته ومصادرة ابسط حقوقه، تحت ذريعة البلد في حرب و"حراس البوابة الشرقية".

دارت السنين العجاف بفصولها واشهرها، بايامها ولياليها ليعاني كل من في الوطن من وطأتها، ولم يستطع النظام حسمها، وقد سماها الغرب بحق "الحرب المنسية"، وبين فترة واخرى كانت تصحو الناس على امتداد لهيبها واضطرامها، واخذت كل عمليات وتجارب تطوير الاسلحة الفتاكة فعلها وبمساعدة دول الغرب والشرق على السواء. انهمك النظام ايضا ً في حربه المجرمة ضد الشعب في كردستان العراق، الثائر من اجل الديمقراطية والحقوق القومية المشروعة للكرد وباقي القوميات، واستخدم اخس الاسلحة بما فيها الاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا ً ضده، وتلك مدينة حلبجة تشهد للتاريخ ما ارتكب فيها من حماقة وبشاعة لا مثيل لها في العالم بعد هيروشيما وناكَازاكي.

يتذكر الجميع تهافت الكثير من الحكام العرب الى بغداد ومصافحتهم للدكتاتور صدام اثناء الحرب وبعدها، ولا استثني حكام الخليج ايضا، الى ان فاجأ صدام العالم مرة اخرى والشعب العراقي في المقدمة بأجتياح قطعانه دولة الكويت. فمن الحرب الاولى ولدت الحرب الثانية1990 – 1991، كما يقول احد سدنة النظام السابق سعد البزاز في عنوان كتابه "حرب تلد اخرى".

نتيجة مغامرات طاغية بغداد وقادسياته وامهات معاركه الخاسرة جميعها ما عدا كرسيه، وصلت الاوضاع في العراق الى ما شهدناه من دمار البنية التحتية وحلول عصر العقوبات الدولية شديدتي الوطاة على ابناء شعبنا الذي لا نبكي قتلاه وضحاياه، بل نتخذ منهم العزم وقوة المواصلة لتصفية آثار الدكتاتورية الفاشية والى الابد، ولتفعيل دور العراق وجعله مركز الاهتمام ومركز الاستقرار والتقدم والسلام في المنطقة والعالم.

 

انعكاسات الحرب على البلدة:

القوش كباقي البلدات والمدن والقرى العراقية، عانت الويلات في سني الحرب الظالمة، وقد سيق ابناءها الى جبهات الحرب على طول الحدود العراقية- الايرانية اضافة لاجبار الموظفين والطلبة وغيرهم الانخراط في صفوف الجيش الشعبي، وقسم آخر وجد نفسه ضمن الافواج الخفيفة لتجنب جبهات الحرب التي كانت تحرق الاخضر واليابس. هناك احصائية عملها الاستاذ يوسف ياقو شامايا عن خسائر البلدة في تلك الحرب الضروس ادرجها كما يلي: 120 قتيل، 50 أسير، 28 مفقود. واضيف عليها عشرات من المصابين في جبهاتها ومن تشوهوا واصيبوا بعاهات، اضافة للعوامل النفسية والمشاكل الاجتماعية التي اضافتها واججتها، هناك عدد لا يحصى من قصصها وويلاتها قد لا تكفيها مجلدات وستظل اجيال واجيال تتناقلها.

قائمة باسماء بعض مفقودي الحرب استقيت معظم معلوماتها من الاستاذ سفر الياس الصفار:

المكان

تاريخ الفقدان

الأسم

 

الخفاجية

1981

خالد كريم سليمان

1

عبادان

1981

طلعت متي ججو

2

عبادان

1981

عابد حنا توم

3

الخفاجية

1981

جنان إلياس أسطيفو

4

الطاهري

1982

جوزيف إلياس اسطيفو

5

الأهواز

1982

كامل كوركيس سكماني

6

الأهواز

1982

يوسف جرجيس دانيال

7

عبادان

1980

قيس هرمز ممو

8

الخفاجية

1981

نوئيل بحو كوريال شبو

9

الخفاجية

1981

أديب عبو قوجا

10

الخفاجية

1981

سمير منصور كجوجا

11

حاج عمران

1983

بولص حسقيال حنا

12

الشهابي

1984

ذاكرشابا شهارا

13

الفاو

1985

سمير جميل عزيز

14

شرق البصرة

1987

باسم هرمز الصفار

15

حاج عمران

1988

سهيل داود أسمرو

16

 

1988

صادق روئيل تومي

17

 

 

سمير وديع خوشو

18

 

 

مخلص منصور فعونا

19

 

1991

ناظم أسطيفو جولاغ

20

 

 

حلمي توما ككميخا

21

ومن تداعيات تلك الحرب ايضاًَ هروب العشرات من شباب البلدة من تلك النيران للاختباء في البيوت او في الارياف وقسم آخر سجل في الافواج الخفيفة للسلطة وكانت النتيجة في عام 1987 فقدان اربعة من شباب البلدة الذين كانوا ضمن فوج المدعو (ملكو) وذلك في معركة على جبل (متين)، اغلب الظن انهم ماتوا بنيران السلطة المجرمة نفسها وهم كل من: كمال حسقيال شدا، سلام حسقيال بابانا، سالم يوسف ساكو (مزكا)، ساهر حسقيال حنطية، ورعد جميل نجار، علما ان بعضهم لم يعثر على جثثهم حتى اليوم.

اما الغيارى من شباب البلدة الذين تتاجج نار المقاومة تحت اضلعهم والذين بلغ الوعي عندهم الادراك بان النظام هو مشعل الحروب ورئيسه الدكتاتوري ينساق لاهوائه وملذاته، فيجب والحالة هذه الالتحاق بفصائل المعارضة الوطنية المسلحة المتخذة من جبال كردستان مواقع لها والمتواجدة قبل الحرب بسنوات. فخاض هؤلاء نضالا سياسيا وعسكريا يسجله لهم التاريخ في اروع صفحاته بجانب مناضلين آخرين من فصائل الحركة الوطنية العراقية ومن مختلف قوميات الشعب العراقي، وفي سوح تلك المعارك والمهمات الصعبة استشهد العديد من ابناء البلدة نحاول تسجيل اسماءهم واماكن وتواريخ استشهادهم كلما امكاننا ذلك، وسلفا اقول لن تكون المعلومات دقيقة جدا وذلك لصعوبة معرفتها ولكنها محاولة لذكرهم وليتذكرهم ابناء البلدة وكل العراق بالتقدير والتحية وخفض الرؤوس إجلالاًَ:

مكان الاستشهاد

تاريخ الاستشهاد

الأسم

 

كلي افوكا

1980

هرمز يوسف بوكا

1

في الاراضي التركية

1982

د. سلمان داود حيدو

2

كريبان - فائدة

1986

خيري ياقو توماس

3

خلف جبل القوش

1985

طلال ياقو توماس

4

خلف جبل القوش

1985

رعد بولص ميخو

5

خلف جبل القوش

1985

باسم حنا كعا

6

في الاراضي التركية

1982

جبرائيل بولص رمو

7

وادي الكنود ( لندي )

1984

فاضل اسطيفو قودا

8

منطقة زاخو

1988

فؤاد يلدا يوحانا

9

منطقة زاخو

1984

نجيب هرمز يوحانا

10

قلعة كانيكا - اتروش

1987

فارس جرجيس قسطو

11

الفاكهاني - بيروت

1980

ثائرة فخري بطرس

12

في حملة الانفال

1988

رائد صبري مقدسي

13

منطقة اتروش**

1987

ريجو ياقو قس يونان

14

خلف جبل القوش

1981

اكرم متي مقدسي

15

سينا وشيخ خدرا

1981

رافد اسحق حنونا

16

في حملة الانفال

1988

زهير يوسف ككا

17

 القوش شانها شان باقي البلدات والمدن والارياف العراقية ، تعرض احرارها للاعتقال، فاختطفوا من اماكن عملهم وسكناهم وغيرها، وقد مرت سنوات مديدة دون ان يعرف مصيرهم احد حتى سقوط النظام المذل في 9 نيسان 2003، فظهرت اسماء بعضهم في قوائم اعدامات النظام فيما بقي خبر بعضهم وطريقة قتلهم واماكن دفنهم مجهولة حتى اليوم. اليكم قائمة باسماء المعتقلين وطبيعة اعمالهم وتاريخ اعتقالهم:

سنة الاعتقال

العمل

الأسم

 

1981

معاون طبي

منير توما توماس

1

1980

كاسب

سالم ايوب رمو

2

1980

موظف

عبد السلام يوسف قلو

3

1980

طالب

خالد يوسف ديشا

4

1980

طالبة

تماضر يوسف ديشا

5

1980

عامل

منصور حسقيال دكالي

6

1980

عامل

عابد سليمان بطة

7

1980

موظف صحي

منصور صادق تومكا

8

1980

موظف

يوسب جرجيس كريش

9

1980

موظف

سعيد عيسى شاجا

10

1980

طالب

جمال صادق يلدكو

11

1980

مدرس

حكمت كيكا تومي

12

1985

طالب

حسيب بدري القس يونان

13

1987

عامل

أونير بطرس اسطيفانا

14

1980

عامل

زهير جرجيس مقدسي

15

1980

مهندس

جبرائيل عبدالاحد ابونا

16

1987

طالب

جلال عيسى تلو

17

فصل من كتاب مخطوط بعنوان (القوش حصن نينوى المنيع)، الرجاء من ذوي الشهداء والمفقودين تزويدي بمعلومات افضل وأدق، وكذلك من لم تسعفني ذاكرتي في تذكرهم، وعلى عنواني الالكتروني التالي:

nabeeldamman@hotmail.com

ريجو ياقو قس يونان  هي زوجة اورها تيكا، وام النصير مخلص، ومعها خمسة نساء من عوائل الانصار البواسل، اخرجتهم اجهزة السلطة الحاكمة في عام 1987 من بيوتهم وتوجهت بهم الى موقع شمال ناحية اتروش وتركتهم في العراء ليلقوا مصيرهم او يعودوا باولادهم الى احضان نظام القمع. والام ريجو كانت لها معاناتها وامراضها خصوصا في المفاصل، فلم تستطع مواصلة السير فتخلفت عن اصحابها ومعها كمية قليلة من الغذاء. وبعد انقطاع اخبارها توجه بعض اقاربها من بغداد والقوش للبحث عنها، فعثر عليها ميتة تحت شجرة بعد اكثر من شهر من فقدانها، وجلبت الى القوش في ظروف قاهرة حيث ووريت الثرى، وبعد مدة توفي زوجها ايضا بطريقة أليمة تضاف الى كل المآسي التي جلبها للشعب نظام صدام حسين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com