|
ربما يغضب علينا حفنة من الانتهازيين الذين خرجوا من مولد الجبهة التركمانية بلا حمص بعد قراءتهم لمقالي هذا ولكن الواجب الوطني والقومي يجبر الإنسان الذين يؤمن بمبادئ وقيم سامية ووحدة بلده ويناضل من أجل تلك المبادئ والقيم والوحدة الوطنية بأن لا ينكر محاسن وبطولات قادة شعبه الذين اختاروه الشعب بأنفسهم ولم يفرض عليهم. وأما بالنسبة لأولئك الانتهازيين الذين همهم الوحيد هو استغلال أية فرصة يجدونها مناسبة أو غير مناسبة ليستعملونها في مصالحهم الشخصية وحتى بدون أن يفكروا في المصلحة العامة، ولم يتجاوز هدف أولئك الحثالى على الصعود إلى المناصب الرفيعة في الإدارة حتى ولو بالخيانة أو العمالة للمحتلين الأعداء والعملاء والمجرمين. فتارة ترون أولئك الانتهازيين يتهمون الجبهة التركمانية بالعمالة إلى تركيا ويصفون قادتها ومنتسبيها على أنهم لم يناضلوا في سبيل القضية التركمانية ولم يعتقلوا ويعذبوا ويرموا في السجون في الفترات السابقة ويسمون كل من يؤيد سياسة الجبهة التركمانية ويتعاون معها بالخيانة العظمى. وتارة تراهم عندما يلتقون برئيسها أو أحد مسئوليها لا ينهون مدحها ومدح رئيسها ومنتسبيها وكأنها لا جهة وطنية ونضالية ونزيهة في العراق غيرها. فلا مكانة لأولئك الانتهازيين في صفوف المناضلين التركمان سواء في الجبهة التركمانية العراقية أو في بقية الأحزاب والتنظيمات التركمانية التي تؤمن بعدالة وحقانية القضية التركمانية وتطالب إنهاء الاحتلال الأمريكي عن بلدنا وترفض تقسيم العراق إلى مسميات عرقية وطائفية. فبعد نجاح العملية الجراحية التي أجريت لقلب التركمان والعراقيين الشرفاء النابض الذي يتربع في داخل أحشاء رئيس الجبهة التركمانية العراقية وقائد التركمان المناضل الدكتور سعد الدين أركيج وخروجه كالذئاب الرمادية من مستشفى حاجي تبة في العاصمة التركية أنقره انهالت على الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية التركمانية والعربية والتركية برقيات التهاني ومقالات الكتاب بشفاء القائد التركماني وتحسن حالته الصحية، ونقلت الفضائية التركمانية من كركوك وبقية المدن والقصبات التركمانية لقاءات مراسليها مع المواطنين التركمان وهم يعبرون عن عميق فرحهم بسلامة قائدهم ونجاح عمليته الجراحية وكان من بين تلك اللقاءات لقاءا مع طفل تركماني صغير جذب انتباهي، حيث كان مراسل الفضائية يسأله عن رأيه بخروج الدكتور أركيج من المستشفى وإذا بالطفل يجيبه والابتسامة تملأ عيناه:
- إنه الأب. الأب سعد الدين أركيج. نعم والله صدق هذا الطفل التركماني الصغير وهو يسمي إنسانا مناضلا، وطنيا، قوميا، شجاعا وبطلا مثل الدكتور سعد الدين أركيج بأنه الأب، لأن في شخصه الكريم عشرات الصفات والخصلات التي تجعله أن يستحق بأن يكون أبا للتركمان مثلما أستحق أن يكون قائدهم وباختيارهم الشخصي. فبالله عليكم يا سادة ويا أفاضل ألا يستحق مناضلا مثل الدكتور أركيج بأن يكون أبا للتركمان وأنه لم ينسى أحدا من أبناء جلدته أو من أبناء محافظته من غير التركمان إلا وسعى لإسعاده والوقوف إلى جانبه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق ممثليات ومكاتب ودوائر ومؤسسات الجبهة التركمانية العراقية في المدن والمناطق التركمانية، وأهتم بتحسين الظروف الصحية والاجتماعية لأبنائه وبناء المدارس لهم في كركوك وبقية المناطق التركمانية وتشييد الطرق لربط القرى بالطرق الخارجية، وأهتم بمساعدة الفقراء والمحتاجين والشباب الراغبين في الزواج، وأمر بإرسال المئات من المرضى للعلاج خارج القطر وعلى نفقة الجبهة التركمانية والأفضل من كل ذلك كان له الدور المتميز في الوقوف إلى جانب أبنائه عندما تخلت عنهم الحكومة العراقية عند تعرضهم للاعتداءات الآثمة التي نفذتها الإرهابيون والتكفيريون من أعداء التركمان والعراقيين أجمعين، من خلال إيعازه إلى مكاتب الجبهة التركمانية لتقديم كافة المساعدات المادية والمعنوية لعوائل الشهداء والجرحى والمتضررين. ولا ينسى توسطاته لدى الحكومة التركية التي كانت لها الأثر الكبير في إرسال الجرحى المصابين خلال التفجيرات الجبانة بواسطة طائرات الإسعاف التركية إلى مستشفيات أنقرة لغرض العلاج، وإرسال جمعية الهلال الأحمر التركية المساعدات الغذائية والطبية إلى المناطق التركمانية المنكوبة. بلا والله إنه ونعم القائد والمناضل الحقيقي الذي يستحق أن يقود التركمان لينالوا كافة حقوقهم المغتصبة منذ عقود طويلة. وإنه الأب الحقيقي الذي يستحق أن يكون أبا لشعبه وهو لا يميز بين هذا وذاك من المواطنين. وفقه الله ورعاه ونصره على أعدائه الحاقدين الطامعين وحفظه لنا وللعراق العظيم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |