اتخاذ القرار الصائب

الاسلام واهتمامه بالحياة

يهتم الاسلام بالحياة المدنية كما يهتم بالعبادة لذلك نجد ان رسائل العلماء الدينيين تتناول باب العبادات وباب المعاملات، فالعبادات تشتمل على الصلاة والصيام والخمس والزكاة والاخلاق العامة من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، واما المعاملات فتشتمل على احكام التجارة والزراعة والعقود والعلاقات الاجتماعية ووقوانين الارث والاحوال الشخصية وبقية الامور حتى الماكول والمشروب. "وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين" سورة 28 القصص الاية 77.

 

الاسلام ينظم العلاقة بين الانسان وربه وبين الانسان ومحيطه الخارجي

والاسلام لاينظر الى الحياة نظرة قصيرة وانما ينظر اليها بشكل واسع لغرض تنظيم العلاقة بين الانسان وربه وبين الانسان ومحيطه ويشمل ذلك الناس والارض والنبات والحيوان وادارة الانتاج والدولة، ويترتب على ذلك نوع من الاهتمام الخاص بكل ماله علاقة بين الانسان ومحيطه الخارجي كما يشمل علاقته بخالقه العظيم. " واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" سورة 2 البقرة الاية 186.

  

الاسلام يهتم بتنظيم العلاقة بين الارض والشعب والسلطة

 والكل يعلم ان مقومات الدولة هي الارض والشعب والسلطة بكل تفاصيلها التشريعية والقضائية والتنفيذية.. ونعني بالارض المعنى الواسع بما تحتويه من الكنوز والمعادن والثروات الطبيعية في ظاهر الارض او في باطنها، والشعب مختلف طبقاته من الجنسين الذكر والانثى وفي مختلف مراحل حياة الانسان، والسلطة بالمعنى الخاص ونقصد بها الحكومة التي تحكم لاجل الشعب وخدمته. "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثا الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" حديث شريف.

 

الاسلام يوفر للدولة الاشراف على الاعمال ويمنع المخالفات الدستورية

 وعليه فان من اهم واجبات الدولة هي توفير المشاركة العامة للشركات والمعامل في قطاعات الزراعة والصناعة والتعليم والاقتصاد والتجارة وانشاء قوة لحفظ النظام تقوم بواجب الرقابة ومنع المخالفات الدستورية والاعتداءات التي قد تنشا من الخلافات المختلفة. " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " حديث شريف.

 

الاسلام يدعم التوجه العادل لتوزيع الكفاءات في هرم الدولة لتكون قادرة على اتخاذ القراات الصائبة

ان التربية الاسلامية تتدخل في تهيئة الاجواء النظيفة للدوائر في هرم الدولة لتصبح تلك الدوائر قادرة على ادارة المؤسسات واتخاذ القرارات الصائبة التي تخدم الشعب ومؤسساته المدنية. "ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون" سورة 16 النحل الاية 90.

                                                                                                        

القرار الصائب هو تعبير عن تحمل المسؤولية والتصميم على النجاح

  القرارات الصائبة  عادة لاتصدر الا في حالات الانضباط والاتزان النفسي وهي حالة لاتتوفر الا عند ذوي العقول الراجحة التي تتمكن من استخدام قدراتها وقابلياته لتحقيق النجاح وتحاشي الفشل، بينما القرارات غير الصائبة عادة ما تتخذ على عجل وبشكل غير مدروس وغالبا ماتؤدي الى الفشل. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب" سورة 39 الزمر الاية 9.

 وينبغي على الفرد  تحاشي التاثيرات السلبية الصادرة من محيطه الاجتماعي حيث يحتاج الفرد الى الاستقرار النفسي الذي يمنحه الثقة ليكون قادرا اتخاذ القرارات الصائبة . "ياايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين" سورة 49 الحجرات الاية 6.

 

الابعاد الستراتيجية والمرحلية في عملية اتخذ القرارات المهمة

وكثيرا ماتوضع النظريات والقواعد والاسس والخطط من اجل صيانة القرارات المتخذة ازاء المواقف المتغيرة والصعوبات التي تواجه العمل، والعراقيل التي تقف حائلا بوجه تقدم ذلك العمل.

ويختلف القرار الاستراتيجي البعيد المدى عن القرار التكتيكي المرحلي بتغير الاهداف والظروف على ارض الواقع، ولابد لهذه القرارات ان تشارك في وضع الخطط والبرامج وان تشرف على توزيع المسؤوليات والواجبات في العمل المنظم حسب الطاقات والقدرات وعلى ضوء التخصصات والكفاءات والاحصاءات الرقمية والاعتماد على النيات الحسنة والاهداف الجيدة. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" سورة 9 التوبة الاية 105.

                               

القيم الاخلاقية ضرورة لاستقرار العمل المنظم

 يهتم الاسلام بالقيم الاخلاقية والمعنوية لبناء الانسان بناءا يعمل على اسقراره واستقامته لكي لاتغلب الطبيعة المادية على سلوكه ولكيلا ينحرف في سلوكه الاداري والوظيفي الذي سيؤثر بالتالي على مجموعة المنظومة الادارية للدولة وينشر الفساد ويؤثر بشكل سلبي على المجتمع. "فاستقم كما امرت" سورة سورة 11 هود الاية 112.

 

دور الابداع والافكار الجيدة في عملية الارتقاء

 ويعمل الابداع على تخطي العمل التقليدي ويتحتم على ادارة الدولة استغلال الافكار الجيدة للارتقاء بالعمل الاداري واستثمار الطاقات المادية  والقدرات البشرية. "انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى" سورة 18 الكهف الاية 13.

  

المراقبة والمحاسبة ودورهما في عملية البناء

 يحتاج العمل المنظم  والدولة الى اتخاذ اجراءات امنية مناسبة لصيانة العمل الاداري من المخالفات والخروقات ومراقبة العمل لمحاسبة العناصر المسيئة واشغال الفراغات الادارية  باصحاب الكفاءات من ذوي الاختصاص والتجربة والخبرة لضمان الحصول على تقدم ملموس في العمل ولابد من اختيار العناصر القيادية الصالحة واعطاء فرصة لتقييم وتقويم التجربة  وتحسين الاداء. " ليس منا من لم يحاسب نفسه " قول للامام ابو الحسن الكاظم موسى بن جعفر عليه وعلى ابائة السلام.

 

 دور التوعية والتثقيف في الوظيفة والعمل

 يحتاج العمل الاداري داخل الدولة والمؤسسات الى التوعية المستمرة باهداف وبرامج الدولة او المؤسسة بالشكل الذي يزيد من ايمان الافراد بتوجهاتهم الصحيحة لخدمة المجتمع، وتعتبر التوعية ضرورية للعاملين للقيام بمهامهم على اكمل وجه. "فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون" سورة 9 التوبة الاية 122.

 

المصادر

 القران الكريم

احاديث الرسول واهل بيته عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام.