محنة البصرة المستديمة

 

د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

لقد أحسنت الحكومة العراقية صنعا حين عمدت الى تعيين اللواء الركن عبدالجليل خلف قائدا لشرطة البصرة لما عرف عن الرجل من شجاعة ونزاهة وكونه من أبناء هذه المدينة المظلومة دوما، وخطوتها الأخرى المتمثلة في تمركز الفرقة الأربعة عشرة من الجيش بقيادة الفريق الركن موحان الفريجي، الشخصية العسكرية المهنية الشجاعة، ومن ثم أرسال تعزيزات تمثلت باللواء الخامس قوات تدخل سريع بقيادة العميد علاء العزاوي. ولاريب أن مثل هذه الخطوات قد أتخذت أدراكا من الحكومة لأهمية البصرة الأستراتيجية للبلاد وسعي أطراف داخلية وخارجية لزعزعة الوضع الأمني وزرع الفتنة وألحاق اكبر الأذى بأبناء المدينة الباسلة.

مع كل هذه الخطوات الأيجابية يتعين على الحكومة بأطرافها كافة أن تتابع الوضع الأمني في البصرة عن كثب وخاصة التصرفات الأجرامية والعدوانية المستهترة المنفلتة التي تنفذها عناصر مجرمة تدّعي أنتمائها الى التيار الصدري أضافة الى عناصر أخرى تعمل تحت تسمية بدر أو المجلس الأعلى فضلا عن عناصر الجريمة المنظمة والآخرين المرتبطين بأطراف خارجية مجرمة. أن وضع البصرة الخاص يقتضي أيلاء المزيد من الأهتمام والعمل على التصدي الحازم والحاسم للأطراف الأجرامية التي تمادت مؤخرا بمد يد الأجرام لأغتيال ممثلي المرجعية العليا في البصرة فضلا عن العناصر الفاسدة في أعلى درجات المسؤولية المدنية والأمنية في المحافظة ولزوم الوجود المركزي للدولة في كل مفاصل العمل في البصرة لوقف عمليات النهب المنظم دون هوادة.

والى جانب تعزيز الجانب الأمني بشكل مدروس هناك ضرورة العمل على تنشيط حملة الأعمار في المدينة المنهكة المحطمة التي غدت أسيرة الأهمال الشديد والأزبال المتراكمة في مختلف الأنحاء. البصريون ينظرون الى اليوم الذي ينطلق فيه العمل لتشييد ميناء العراق الكبير الذي تأخر كثيرا وغيره من المشاريع الأستراتيجية الكبرى التي تتناسب ومكانة البصرة المرموقة التي عانت الأمرّين على يد من يتولى أمرها.

لله دركم ياأهل البصرة: أما آن لليل أن ينجلي وماآن للقيد أن ينكسر؟!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com