|
الكثير من الدول اتخذت من الإسلام أسما له، رغم بعدها عن الإسلام، وتنكرها له كقيم ومفاهيم وأخلاق، والكثير منها لا ينطبق أسمها على مسماه، ولكن هكذا كان، فقد يسمى أحدهم أسدا وما هو بأسد بل لعله أجبن من السلحفاة، وآخر الدول في قائمة الإسلام وليس آخرها ما ظهر في عراقنا الجديد تحت مسمى دولة العراق الإسلامية، التي التف حولها مجموعة من القتلة والسفاكين وزناة الليل وقطاع الطرق والمأبونين ونفايات دول الجوار الإسلامي، وحاولت هذه الدولة أن تبني أسس ثابتة للإرهاب المقيت، فاستخدمت التفجيرات الانتحارية طريقا للوصول إلى الجنة الموجودة في خيالهم المريض، وأغرت السذج والرعاع والبسطاء بالحور العين والولدان المخلدين، وروج فقهاؤها لصناعة الإرهاب، بأفكارهم المتطرفة ومبادئهم السخيفة التي لا يصدقها إلا من فقد عقله وعاش من دون عقل، وإذا كان هؤلاء الفقهاء صادقون في دعاواهم، بدخول الانتحاريين الجنة، فلم لا يفعلون ذلك بأنفسهم ويدفعون الآخرين للموت وهم يتربعون على الأسرة هانئين، ولم أسمع أن أحد رجال الدين أحتزم بالمتفجرات وانتحر في جمع من المؤمنين، ولم أسمع أن عالما دينيا تقدم الصفوف في الدفاع عن الكادحين، فجل جهادهم المزعوم لا يزيد عن الدعوة والتحريض على القتل والإبادة لأن هذه أرادة الله كما يقولون، ولا أدري كيف يرضى الإله بقتل الأطفال والنساء والفقراء، ومن أين ابتدعوا آلها قاتلا لا هم له إلا إزهاق الأرواح، وإذا كان فقهاء الإرهاب يحاربون الأميركي الكافر كما يدعون، فهاهم الأمريكان في ديارهم ، وزعيمهم أسامة بن لادن وعائلته أقرب المقربين للبيت الأبيض، ومن أعز أصدقاء الرئيس بوش، ويرتبط معه بعلاقات وثيقة لأعوام طويلة، وهو الذي سمح بخروج عائلته من أمريكا خوفا عليها من ردود الفعل، فلماذا يرسلون أغنامهم إلى مسالخ العراق ليقتلوا الأبرياء والآمنين، ويؤسسون لدولة أسلامية في العراق، يرفضها الشعب العراقي بكل أطيافه ومذاهبه، نعم نقبل بالإسلام دينا ولكننا نرفضه فكرا إرهابيا داعيا إلى القتل والدمار، ونريده أسلاما متحررا من القيود التي روج لها الأدعياء وأشباه المتعلمين، ونعبد الله دون أن نستخدم أصحاب اللحى المتسخة، أما أن نتخذ من هؤلاء الأجلاف وسطاء فهذا لا يمكن أن يكون، لأنهم على ما عرفناهم ليسوا أسلاما بل أغنام تسرح همها الجنس والطعام، وقد رأينا كيف كان شيوخ الإرهاب وأئمته يمارسون اللواط وأكثرهم شاذين جنسي، واعترفوا بذلك من خلال وسائل الأعلام، وأثبتت الفحوصات الطبية شذوذهم، وآخر صرعات الدولة الإسلامية في العراق، منشورهم الذي وزع على العوائل غير المسلمة والمسيحية منها بالذات، وصدر عن مفتي ولاية جنوب بغداد، يدعوا المسيحيات إلى التزام الحجاب، وارتداء البوشية، واعتناق الإسلام، ويبدوا أن القاضي الفاضل أميا لا يفقه من العربية شيئ، وربما هجينا أو قادما من وراء البحار، فقد ورد في منشوره ما ينبئ عن جهل فاضح بقواعد اللغة العربية، وقصور في كتابته، مما يعني أنه يقرأ القرآن بالمقلوب، فقد جاء فيه"وعليكم ترك منازلكم كما هيه" متناسيا هذا الجاهل البهيم أنها تكتب(هي) لا (هيه) بإضافة الهاء المخفية، مما يدفعنا للتساؤل كيف لهذا الجاهل أن يفقه الكتاب والسنة أذا كان بهذا المستوى الضحل من التعليم، ويجهل أصول الإملاء، وكيف له أن يفسر القرآن أو يستنبط الأحكام منه، وهل يصلح الجاهل أن يكون قاضيا أو مفتيا إذا كان أميا يجهل أبسط قواعد الكلام، ويقول في موضع آخر" وعليكم أيضا أن لم تفعلو هذه الشروط بتقديم فتاة مسيحية لصلاحها واستسلامها وتزويجها لأحد المجاهدين لتكون مثلا للنساء المسيحيات"وفي هذا الكلام الكثير من الأخطاء التي تنم عن جهله الفاضح وأميته الواضحة، ف"تفعلو"تكتب"تفعلوا" و"بتقديم"صوابها "تقديم"بدون باء، و"لصلاحها" تكون لإصلاحها" لأنها معطوبة كما يصور له خياله المريض، و"استسلامها"أراد به أسلامها"لأن الاستسلام الإقرار بالهزيمة، أما ألإسلام فيعني الدخول في الدين الجديد، فيما يقول في مكان آخر"ويمنع منعا باتا ظهور الأمرأة المسيحية بدون حجاب"وصوابها "المرأة " لأن امرأة غير فصيحة، وورد أيضا في ذات المنشور"وستقوم دولة العراق الإسلامية بتشكيل مفارز أمنية مكلفة بمتابعة نظام الحسبة وكما ستتولى واجب المر بالمعروف والنهي عن المنكر"والأخطاء الواردة هنا قوله"بتشكيل"وصوابها "أنشاء"، "وكما" الصحيح "كما" لأنها معطوفة بنفسها ولا تحتاج إلى واو العطف. هذا مثال عن فقه هؤلاء وعلمهم، وهو يقودنا إلى التساؤل، كيف لمثل هؤلاء الجهلة والأميين التصدي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهم يفعلون الموبقات والمنكرات دون رادع من ضمير، فهل من الأمر بالمعروف اغتصاب النساء وقتلهن كما هي جرائمهم التي يندى لها الجبين، وهل من النهي عن المنكر الممارسات الجنسية الشاذة للمتسترين بعباءة الدين، وهو الذي ثبت بالدليل، وهل نحن في عصر الإماء والجواري حتى يكون لمثل هؤلاء التعامل بعقلية القرون المظلمة، وكيف يتصدى للإفتاء والقضاء أميا لا يدرك معنى آيات الكتاب المبين، وهل تكون أحكامه مطابقة إذا كان لا يفهم من الحكم شيئا. أن هذا المنشور الغريب يدفعنا لتساؤل آخر، هل الإسلام يقر الحجاب بشكله المتزمت هذ، وهل كن المسلمات يتحجبن بهذه الطريقة في صدر الإسلام، وأين هي الأحاديث الملزمة بارتداء الحجاب على الطريقة الطالبانية أو الإيرانية، لقد رأينا الإيرانيات عاريات الصدور كاشفات النحور، يرتدن الحائق إلى ساعات متأخرة من الليل في جلسات مختلطة تنبئ عن تمسك بأهداب الحضارة الحديثة، فهل المطلوب أن ترتدي العراقية الحجاب فيما تسفر الأخرى، أن هذه البدع الطالبانية والآراء الوهابية المتخلفة فيها الكثير من الإساءة للإسلام، وفيها التجني الواضح على حقوق المرأة، بعد أن وصل العالم الى هذه الأشواط المتقدمة في الرقي والتقدم، وعلى رجال الدين بمختلف مذاهبهم وطوائفهم ، بيان آرائهم بصدد هذه المظالم التي تجري باسم الدين، وإلا سنجد أنفسنا ذات يوم وقد ابتعدنا عن كل ما سمي بدين، فالضغط يولد الانفجار، والويل لمن يقف بوجه التقدم وأم طال الزمن. أن ما يروج باسم الدين من هدر لحقوق المرأة وكرامته، واعتبارها بضاعة أو متاع للرجل ليقضي شهواته الجنسية دون النظر إليها باحترام، في إهمال واضح لما سطر التاريخ في صفحاته للنساء من مواقف يعجز عنها صناديد الرجال، وما حضينا به من مكانة وأخذهن لموقع الصدارة في الكثير من البلدان، يدفعنا إلى المطالبة بإلغاء المواد التي لأقحمت في الدستور العراقي بأسم الإسلام، ورفع التمييز بين الرجل والمرأة بالعودة إلى القوانين الإنسانية التي كانت سائدة في العراق، وقطع الطريق على هؤلاء المفسدين لتطبيق أفكارهم الظلامية النابعة عن الجهل والتخلف، وأن يكون الدستور العراقي بعيدا عن هذه الأفكار التي تهدر كرامة المرأة، ورفع المواد المشينة التي أقحمت عنوة في الدستور تماشيا مع هيمنة بعض المتخلفين، الذين يحاولون أعادة عقارب الساعة إلى الوراء، والعودة بالنساء إلى عصر الحريم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |