الكلداني الشهم ـ كريم علكةـ .. مرة أخرى.. وعشرات المرات!!!

 

 

جلال جرمكا/ كاتب وصحفي عراقي/ سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

في مقالة سابقة تطرقت الى أحد العراقيين أصلاء من أهلنا وناسنا الكلدان ..وكتبت عن كرمه وخلقه وأمكانياته ومسؤلياته وعلاقاته بعامة الناس.. وكذلك كيف أختاره الملك/ محمود الحفيدـ ملك كوردستان ـ ليكون وزيراَ للمالية في حكومته!!.

وتحدثت عن مشاريعه الخيرية.. ومساعداته لعامة الناس وفي أحلك الظروف حيث ـ القحط ـ والجوع والمرض والعوز!!!.

لقد كان/ عبد الكريم علكة بمثابة هبة ربانية لأهالي مدينة السليمانية.. فكان نعم ألأخ وألأب والعم والخال والشيخ ورب ألأسرة....... كم كنت عظيماَ يا/ عبدالكريم علكة وأنت تتصرف وكأنك أحد الملوك أو ألأمراء أو القياصرة الكرماء وتملك مال الدنيا؟؟؟؟.

فتحت مخازن الحبوب لعامة الناس... أشغلت عشرات العمال ـ طباخون وخبازون ـ عملهم الطبخ وأعداد آلآف ألأرغفة لعامة الناس وأنت لاتطلب منهم لاجزاءَ ولاشكورا... كم كنت عظيماَ وستبقى الى ألأبد أيها الكلداني الشهم الكريم يا كريم علكة؟؟؟.

للتأريخ.. وكشهادة.. كانت حكومة أقليم كوردستان ـ قد المسؤليةـ تجاه شخص ذلك الكلداني الخالد.. نعم لقد عملوا له أشياء تستحق الذكر:

  • شارع بأسم/ شارع كريم علكة.

  • مدرسة بأسم/ مدرسة كريم علكة.

  • تحويل داره الى متحف.

شخصياَ كأحد المقربين من تلك العائلةـ أتابع أخبارهم في كل صغيرة وكبيرةـ أعتبر هذه ألأعمال أضعف ألأيمان لرجل عظيم كالكلداني الشهم/ كريم علكة.. فأنه يستحق ألأكثر بكثير.. ولكن مع ذلك لي ألأمل أن أسمع الكثير في المستقبل.. فأهالي السليمانية أوفياء ولايمكن أن ينسوا أبنهم البار، ذلك الرجل العظيم.. لاء.. والف لاء!!!.

أخر أخبار تلك العائلة المباركة العظيمة... خبر مؤسف.. بكيت بحرارة .. لم أستطيع السيطرة على نفسي.. أبكيت كافة أفراد العائلة معي... ما العمل غير البكاء وكتابة هذه الكتابات المتواضعة... هذه أمكانياتي ولايكلف الله نفساَ الا وسعها.. نشكر الله .

أحد أولاد المرحوم/ كريم علكة كان أسمه (نصوري) وكان طبيباَ ناجحاَ بكل المعاني.. عيادته كانت في مركز مدينة السليمانية وفي وسط سوق مزدحم.. الجدير بالذكر أنه كان كوالده المرحوم في الكرم.. يبدو أنه كان ينفذ أوامر وتوصيات الوالد أن يقدم مايملكه لأهله وناسه المحتاجون والفقراء..... لذلك:

ـ عيادته كانت تكتظ بالفقراء.. الفحص والدواء مجاناـ لكل فقير ومحتاج!!.

ـ يزور المرضى الفقراء الى بيوتهم ويتفقد أحوالهم محملاَ بالهدايا!!.

الغريب في المسألة أن كل من راجعه كان يشفى بعد فترة ...!! ولم لاء اليس نجل ذلك الكلداني العظيم / كريم علكة ..؟؟؟.

للدكتور نصوري ولدان.. صباح وفلاح .. وكانا يسكنان في العاصمة / بغداد وحصراَ في منطقة الكرادة.. دارهم كان كبيراَ لحد المبالغة.. العديد من غرف النوم والصالات وحديقة كبيرة وكَراج وحمامات وغيرها من التفاصيل المملة.. المؤسف أنهما كانا ـ أعزبان ـ لم يتزوجا لحد أستشهادهم قبل أيام..!! وتلك كانت كارثة حيث بذلك ينقطع ذرية كريم علكة... وامصيبتاه...!!!.

في يوم الثلاثاء المصادف 7 / آب / 2007 ..يتعرض الشقيقان الى هجوم مسلح من قبل عدد من ألأرهابيون القتلة... بعد مقاومة ومطاردة داخل المسكن..يقوم القتلة الجبناء بأغتيالهم ومن غير سبب أطلاقاَ ... يا لتلك الجريمة !!!.

والشقيقان:

ـ صباح/ 55 عاماَ كان تاجراَ معروفاَ على مستوى عال.

ـ فلاح/ صيدلي.. حيث كان يملك صيدلية في الكرادة (صيدلية رباب) .. ولكن بسبب الظروف كان قد أقفل صيدليته قبل فترة طويلة!!... كان يساعد أحد أصدقائه الصيادلة في نفس المنطقة (صيدلية حياة)... على مايبدو أن صديقه هذا قد شك في أن المرحوم قد أصيب بسؤ وبات يسأل عنه ويتصل به .. ولكن بعد أن عجز بالعثور عليه .. أخبر السلطات بالموضوع !!!... فأكتشفوا الكارثة!!!.

بأستشهاد الشقيقان (صباح وفلاح) تكون أسرة الكلداني الشهم/ كريم علكة قد أنتهت.. لم يعد يبقى له ذرية وأحفاد... يا للطمة الكبرى... عمت عيني ياعلكة على هذه الكارثة!! ياترى ماذا تقول لنا؟؟؟؟.:

ـ هل تعتب علينا لكوننا لم نحمى أحفادك..؟؟؟.

ـ أم ستبقى كريماَ كما في المال وتقول ـ فدوة للوطن؟؟؟.

أيها الكلداني الشهم/ كريم علكة:

يشهد الله لو كنا نعلم ستجري ألأمور هكذا لعملنا لهم دروعاَ بشرية.. أنهم أولادنا وأشقائنا.. وقرة عيوننا ..... الا يكفي أنهم أحفادك!!!؟؟؟.

شخصياَ.. أشعر بالخجل... عمت عيني ياكريم علكة.. لماذا لم نحمي أحفادك ..؟؟؟.

نم قرير العين.. فوالله كلنا أحفاد كريم علكة... أنه شرف مابعده شرف أن نكون أحفاد الكلداني الشهم/ كريم علكة...

يشهد الباري أشعر بالخجل.. نعم بالخجل.. قضيت عمري في/ بغداد.. ومع ذلك لم أكلف نفسي وأقوم بزيارة أحفاد الزعيم الكلداني الكبير/ كريم علكة وأتبرك برؤيتهم وأكحل عيوني ولو لمرة واحدة!!!.

عمت عيني ياعلكة... هل تسامحني..؟؟؟. ... أرجوك سامحني.. والله أنا المذنب عشرات المرات!!!!.

عشرات المرات أتمشى في الكرادة.. ومن يعلم لعني راجعت صيدلية/ حفيدكم وسألت عن أحدى ألأدوية.. ولعلني رأيته... ولكن كيف أعرف أنه حفيدكم... ياخسارة .. والف خسارة يا سيدي ياكريم علكة... هل تسامحني ؟؟؟؟.

ما لم أذكره عن حياة الكلداني الشهم/ كريم علكة:

عندما توسعت تجارة والد (كريم علكة) أرسله الوالد ليكون مسؤل عن تصدير منتجات أيرانية الى العراق.. وهناك ولأول مرة يخفق قلبه بالحب.. نعم لقد أحب كلدانية من مدينة/ سنندج ألأيرانية جميلة وهي (فريدة شماس يلدا) ويتزوجها هناك... ويقول شهود عيان أن السيدة/ فريدة كانت جميلة ومثقفة وكريمة أيضاَ وكانت لها نشاطات أجتماعية عديدة في السليمانية.

بعد فترة قليلة يعودان الى/ السليمانية ويستقرا هناك .

كان للمرحوم/ كريم علكة ثلاثة أولاد وثلاثة بنات وعلى التوالي:

أسطيفان ، شكري، نصوري، بهية، ملك، زكية.

عائلة كانت نصيبها المآساة والغربة!!!:

أنها مشيئة الباري أن يرى هذه العائلة الكريمة الكثير من الويلات والمتاعب.. نعم بالرغم من طيبهم وكرمهم وأصالتهم..إلا أنهم تعرضوا في حياتهم الى الكثير من المطبات.. ولكن مع هذه وتلك ظلوا كرماء كجدهم الرجل العظيم/ كريم علكة.. نعم هكذا كانوا وهكذا ظلوا طيلة فترة حياتهم والى أخر حفيد من تلك الشجرة العريقة الطيبة :

بعد ألأستفسار من ألأخت الفاضلة الدكتورة / نوال والمقيمة مع زوجها وأولادها في السويد عرفت بعض التفاصيل عن وفاة/ الدكتور نصوري.. والد الشهيدان/ فلاح وصباح:

تمرض الدكتور/ نصوري.. بعد الفحص تبين أنه مصاب بمرض ـ سرطان الكبد بما أنه كان ميسور الحال لذلك قرر السفر الى لبنان بعد عدد من الفحوصات ألأولية.. نصحوه بالسفر الى/ لندن لغرض العلاج.. عندما وصل هناك كانت حالته ميؤسة تماماَ.. لذلك أبلغوه بالعودة الى لبنان.. وأحتراماَ لمكانته بعث زملائه (ألأطباء ألأنكَليز) أحدهم ليرافقه في الطائرة الى بيروت، حيث عائلته بأنتظاره .

بعد ثلاثة أيام هناك ـ في بيروت ـ ينتقل الى جوار ربه.. ويدفن هناك... وألأهم قبل وفاته يلتقي بأسرته.. وتلك كانت أمنيته.. أما سبب عدم دفنه في العراق فتلك لم أجد أسبابها!!.

سأظل أتابع أخبار تلك العائلة الكريمة الى أخر يوم في حياتي.. نعم لقد ظلمناهم وظلمهم التأريخ أيضاَ.. هكذا هي الدنيا.. وإلا هل من المعقول أن لايدخل/ كريم علكة ضمن المناهج الدراسية في العراق؟؟؟؟.

لي عودة أخرى.. ولربما مرات أنشاءالله تعالى...

أرى من واجبي.. لابد أن أعرف الكثير عن هذا الكلداني الشهم، لذلك ومن خلال متابعاتي تعرفت على عدد منهم.. والغرض لنعلم الناس بماضي تلك العائلة العريقة الكريمة الى حد لايصدق!!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com