|
كل بلاد الأرض يرمز لها من خلال ماتتميز به من معالم أومن زراعة أو صناعة أو حتى الأنتاج الحيواني أضافة الى أعلامها فمثلا أستراليا يرمز لها بالكنغر لوجود أعداد كبيرة من هذا الحيوان فيها واليابان يرمز لها بالكومبيوتر لنجاحها بأنتاج هذا الجهاز بتميز ومصر يرمز لها بالأهرامات كونها تعتبر من المعالم المميزة بها وأعجوبة من عجائب الدنيا التي يجب أن تضاف لها أعجوبة ثامنة وهي صبرالعراقيين على بلائهم ولبنان يرمز لها بشجرة الأرز التي تتميز لبنان بزراعتها. أما العراق بعد أن كان يرمز له بالنخلة عندما كان يتصدر جميع دول العالم بزراعة النخيل وأنتاج التمور بأنواعها وبعد أن تراجعت زراعة هذه الشجرة التي هي من أكرم الأشجار كما يقال لعدم اهتمام المسؤولين والفلاحين بها وبزراعتها والحصار والحروب وأجتثاثها للأستفادة من سعفها وجذوعها لأستخدامه في تسقيف البيوت حينما وصل سعر الحديد أضعاف مضاعفة عما كانت عليه من قبل فلم يبقى ما يرمز له به سوى العلم. ومسكين العلم العراقي هو العلم الوحيد بين اعلام دول العالم الذي لم يستقر على حال فمنذ تأسيس الدولة العراقية أوائل العشرينيات ولحد اليوم تغير شكله عدة مرات وحسب مايرتئيه الحكام والرؤساء وأخر مرة تغير فيها العلم العراقي عندما خط صدام حسين بيده كلمتي الله أكبر بين النجوم الثلاثة في العلم العراقي . وبعد السقوط كان أول ما أختلف عليه السياسيون بعد الكراسي هو العلم وكيفية تغييره ومن سيرسمه وماذا سيحوي والذي مازالت عملية تغييره تراود الجميع مع قلة قليلة ارادت ابقاءه على حاله لأنه يمثل العراق ولايمثل صدام حسين أو حزب البعث فيما لم يعترف الأخوة الأكراد بهذا العلم نهائيا ورفعه في أقليم كردستان جريمة يعاقب عليها القانون بحجة انهم لا يعترفون بعلم أضطهدوا تحت لواءه حسب تفسيرهم للموضوع فيما لم نرى العلم العراقي يرتفع في المكان الذي جلس فيه رئيس الوزراء العراقي والرئيس الايراني في اخر زيارة لأيران وأكتفت الدولة الصديقة برفع العلم الأيراني لوحده وأتصور أن حجتهم تشبه حجة الأخوة الأكراد في الأقليم فيما نجد أن بعض الدوائر لا ترفع العلم العراقي على سطوحها وان كان في بعض الدوائر فهو أما صغير أو قديم ومتهريءوحسب أعتقادي بأنهم يرفعوه (جفيان شر) ولم يغيروه حتى تبقى السارية لوحدها في الوقت الذي يغير مدراء الدوائر والمؤسسات أثاث غرفهم كل ستة أشهر وخلال زيارتي لأحدى محافظاتنا القريبة وجدت العلم الذي رفعه أحد الأحزاب الكبيرة في هذه المحافظة (ينبجي على حاله) لأنه ممزوق من الطول الى الطول وأنا على يقين أن هذا الحزب لا يفارق مسؤوليه كلمات الوطنية وحب الوطن في كل تجمع يجمعهم مع الناس (خوش وطنية) وهذا استخفاف بالعلم العراقي الذي يمثل وطن كبير هو العراق. وفي الوقت الذي تظهر أعلام جميع الدول بشكل مستطيل أختزل البعض علم العراق المسكين ليجعلوه مربعامثلما رأيته في أكثر من مكان رسمي وفي أحدى المرات قمت من مكاني لأقول لأحد المسؤولين الكبار الذي حضر الى ذلك المكان الذي رفع به العلم العراقي بشكل مربع وبخياطة لا يحسد عليها "ياسيدي المسؤول أتوسل اليك أن تأمر برفع هذا العلم المربع وأبداله بعلم مستطيل جديد فأننا يجب أن نبقي أحتراما لعلمنا الذي يمثل العراق" وما كان من المسؤول بعد أن ذكرته أن هذه المرة الثانية التي أطلب فيها تبديله في مناسبة سابقة فقال للمقربين منه والمسؤولين يجب تبديل هذا العلم وبأسرع ما يمكن وخرجت على أمل أبداله ولم يستبدل منذ أكثر من عام رغم أن هذا المكان يزوره كل المسؤولين وكل ممثلي الأحزاب ولكن لم ينتبه أحد للعلم لأنه لم يكن (قاط المسؤول) حتى ينتبه عليه أن كان كتفه قد غيره الغبار رغم أن كلفة العلم في السوق لا تتجاوز الخمسة والعشرون الفا. وعندما زرت أحد الأماكن في مدينتي وجدت علم يرتفع وبحجم كبير ولكنه تحول من أربعة ألوان الى لون واحد هو اللون الرمادي من حرارة الشمس والأمطار والأتربة منذ عدة سنين ونبهت أحد المقربين للمسؤول عن ذلك المكان بأبدال العلم بعلم جديد لأنه يمثل اساءة للعلم العراقي وفوجئت بعد يومين برفع علم جديد خالي من كلمتي الله وأكبر التي لا أعرف كيف تجرأ ذلك المسؤول برفعها لأن كلمتين شريفتين بغض النظر عن من كتبهما أو أمر بخطهما على العلم العراقي. وعندما تسائلت عن السبب قال لي الشخص الذي نبهته أن السيد المسؤول يقول أنا لا أعترف بأي شيء وضعه صدام حسين ولكنه نسي أو تناسى أحتلاله لمكان بناه وأشرف عليه صدام حسين وأسماه بأسمه حتى سقط النظام فلماذا نرفع كلمة الله أكبر التي خطها صدام حسين ونحتل أماكن بناها صدام حسين ألم يكن هذا الزيف والأنتهازية بعينها. وللتذكير ليس الا ان على مدار جميع السنين التي خط بها صدام حسين كلمتي الله وأكبر على العلم العراقي لم يجرؤ أحد على اكتشاف أوالأشارة الى الخطأ الأملائي الذي ارتكبه صدام حسين عندما وضع الهمزة على الألف في كلمة (الله) التي لا يجوز وضع الهمزة عليها في اللغةالعربية. ياسادتي العلم العراقي يمثل العراق فأحترموه وخذو من اللاعب يونس محمود عبرة عندما كان يسجل هدفا فأنه يخلع شارة الكابتن التي زينها العلم العراقي ليضعها فوق رأسه دلالة أن هذا هو العراق فوق رؤوسنا ياسادتي ألم يرى أحدكم العام الماضي كيف بكى اللاعبون الأرمن في بطولة الجمباز عندما ارتفع علمهم في بداية البطولة أن حبهم لبلادهم جعلهم يبكون بكاءا أذهل الجميع فأين أنتم من هؤلاء اللاعبين ياسادتي المبجلين؟ عش هكذا في علو أيها العلم انا بك بعد الله نعتصم شكرا لكل الوطنيين (بالأسم) ومن أساؤا للعلم العراقي والذين كلما سمعت بوطنيتهم تذكرت الكهرباء الوطنية .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |