كركوك وتوابعها وكافة المناطق التركمانية تسودها اليوم شريعة الغاب الكردي الجديد

 

 

المهندس قيس علي البياتي

mahmoudahmead802@hotmail.com

الحرية هي نكهة الحياة.. طعمها.. مبتدأها ومنتهاها..... وسر أسرارها، كما الروح سر الوجود للإنسان... إنها إنسجام الروح والنفس في الجسد.

إن الذي يعتقد بأن أي حل في كركوك، يتجاوز حقوق التركمان في ديارهم، قد يمر على شعبنا فهو واهم وغارق في جهل التركيبة النضالية لشعبنا الذي أفشل عشرات المشاريع التصفوية والتهميشية التي استهدفت قضيتهم العادلة منذ الخمسينات وحتى اليوم.
حيث تكمن عظمة شعبنا في قدرته ورغبته على تحكيم الوطن في كل صغيرة وكبيرة, وليس أعدل من الوطن قاضياً وحكماً بين أبنائه.. ومن هنا ليس مشروعاً لأي كان أن يخشى علينا الخلاف أو الأختلاف بل على العالم أجمع شعوباً وأفراداً أن يتعلّموا منا درساً تركمانيا في فن إدارة التناقضات والصراعات الداخلية لصالح التناقض الأساسي مع الظالم والمتجبّر.

"إن نضال الشعب التركماني بشيعته وسنته هي إكسير الحياة, لأنها ثوب الكرامة للشعوب والإنسان وتطلعات التركمان في تحقيق العدالة والديمقراطية والعيش الكريم ومعارضتهم لشتى أنواع الظلم والتهميش والتقسيم والتكريد في العراق الجديد تحت مسميات مختلفة هي السمة السائدة في حياتهم وحياة أجيالهم القادمة فرفض النزوات والشهوات والجهل وتحمّل أعباء الحياة والعلم والقراءة والكتابة كلها تكتب لهم بأحرف من نور, فكيف لا نقف ضد التيارات العنصرية الشوفينية الكردية إذا كانت من أجل الكرامة والحرية ووحدة المجتمع العراقي والتركماني خاصة والحفاظ على كركوك وعلى المناطق التركمانية من الإجحاف والغبن والأستئصال ... مهما كانت النتائج ومهما بلغت التضحيات والأثمان, ولولا المقاومة كإرادة وكتجسيد لإرادة الحياة لغلبت الصحراء الإنسان والمطر والثلج والجوع والوحوش.. بدون مقاومة لكانت حياة الإنسان فصلاً واحداً لأنتهى منذ آلاف السنين.. لذا أنا أقاوم إذن أنا موجود وهي بحد ذاته يعتبر شكل من أشكال التعبير العنيف الواضح القائم على أساس ممارسة الأساليب المتاحة ضد الظالم والغاصب, وبأرقى أشكاله من أجل إيصال رسالة الى المستغل أو المتجاهل أو الطاغية. وهو الصراع بذاته من أجل البقاء وإدامة وجودهم في الحياة بمشتهياتها المادية والمعنوية والأجتماعية.

وهو تخلي عن كل مقوماتها والوقوف عارياً إلاّ من الإرادة أمام جبروتها وطغيانها, وهو وسيلة إبداعية أبدعها الإنسان في معترك حياته من أجل الكرامة والحقوق, ولا يقلّ صعوبة عن خوض غمار معركة بالذخيرة الحيّة والمواجهة المتجدّدة والإشتباك الدموي.

إن كركوك وتوابعها وكافة المناطق التركمانية تسودها اليوم شريعة الغاب الكردي الجديد، ويحكمه منطق التهريب والسرقة والقوة والجبروت، ويتحكم القوى الكردية وزبانيتها المختلفة على الساحة بأسلوبٍ همجيٍ، ومنطقٍ سادي. فإذا تأملنا الوضع المتردي في كركوك وجدنا أننا نعيش في بوتقة الأحداث، ونقبع في دوامة التَّآمر الدولي والأقليمي والداخلي القومي العنصري ونضحى فريسةً للتخلف والتبعية، أو لسياسة التكريد السافرة المباشرة؛ إن فكر بعضنا في العزف المنفرد.

لقد دمَّرت هذه السياسة الرعناء الأخضر واليابس فيها، وأهلك الحرث والنسل، وجعل الحياة والأمن هما أغلى سلعة. وإذا ولينا وجهنا نحو الناس رأينا الظلم مخيماً عليها بأبشع صوره، حيث التهميش للتركمان والظلم وسرقة قوت الشعب وأموال الدولة وإبتزاز الآخرين.

إن أزمنة استثنائية مثل هذه، حاسمة في تحديد مصير التركمان قاطبة في كركوك وأقضيتها ونواحيها مثلما هي عصيبة على كلّ تركماني وتركمانية وعلى كل عراقي وعراقية، يحدث أن يتعمّد الأكراد المتطرفين الوافدين من أعالي جبال السليمانية ودهوك وأربيل وإيران وتركيا وسورية الى مدينتهم والمسلحين وأجهزتهم الأمنية القمعيه والمنطوية تحت قيادات الحزبين الكرديين الدمج الخبيث بين قوتهم وبين ظلمهم ، بحيث يجري أضطهاد وقمع التركمان قبل وربما أكثر من أي بقعة في هذه الأرض الطاهرة لكونهم يقفون عائقا في طريق مخطط تقطيع كركوك من الجسد العراقي. وهكذا يُخلط ـ ولا يختلط فقط، اعتباطاً واستطراداً ـ مأزقهم وتورطهم في الأعمال القمعية والأستفزازية لتركمان العراق ولاسيما الشيعة منهم لأنهم أتباع آل البيت عليهم السلام ويمتدون الى أقصى الجنوب العراقي!

إن استمرار الظلم، وفقدان العدالة، وغياب الديمقراطية، وابتزاز خيرات الشعوب والوقوف في وجه رقيها وتطورها، يولد بلا شك ردود فعل لا يحمد عقباها سواء على المدى القريب المنظور أو المدى البعيد المستور وأن سياسة الأسر العنصري للتركمان لابد وأن يرجع نقمة وزقوما على الغاصبين الأكراد الجدد لأن الأسير إنسان منتم لمجموع انتزع منه عنوة ، يرى كل شيء يتحرك في الخارج إلاّ هو يراوح مكانه نسيّاً منسيّا إلاّ من أؤلئك الأوفياء من أهل وأحبة وأصدقاء " .

يبقى سياسة التكريد الهمّ الأكبر في تاريخ التركمان وكركوك الحديثة, وهذا الإحتلال (القيادات الكردية المترفة مع العنصري الشوفيني يجب أن ينتهي حيث تقع على عاتق الحكومة مسؤوليات جسام لوضع الحلول العملية لإنهاء هذا الغصب وبعزيمة وثبات ووحدة الكلمة ,وهذه المسؤولية إحساس، شعور، فكر، جاهزية وعطاء.. وليست إدعاء كاذب.. إنها قناعة وإيمان بمبدأ ورسالة، إستعداد للتفاني في سبيل هدف سامي وعظيم،ألا وهي إنقاذ مايمكن إنقاذه من سكان كركوك من هذه السياسات الظلامية.

وليس هناك اليوم ما هو أسمى في كركوك من الإنسان التركماني، المواطن المثقل بالهموم والمكبل بغياب القانون والمؤسسة والمسؤولية الجماعية تجاهه..كما أنه ليس هناك ما هو أعظم من الأنتماء للوطن العراق.. الأرض والتأريخ المغيب، المغتصبة من أقطاعيين يريدون إقصاءنا من كل دائرة ضوء وتجاوزنا في كل خطوة، وعليه لا يحق لأي كان أن يفرط بكرامة إنسان أو ذرة تراب من كركوك. ..
على القوى الكردية القوى وزبانيتها الأقرار والأعتراف بالرفض التركماني وبقية المكونات العراقية في مدينة كركوك وتوابعها للأنظمام الى أقليمهم وتثبيت حقوقهم السياسية والمدنية والقومية والثقافية داخل الدولة العراقية وأزالة المفاهيم العنصرية والكراهية القومية من عقولهم.

متى سيدرك العراقيين أن الكلمة موقف وأن الكلمة حق وأن الحق والموقف مطلوبان أبداً

مهما كان الثمن اذا كانت أرضيتهما كرامة وأصالة وحرية وحقوق شعبنا

إن الأيام القادمة هي أيام إختبار حقيقي في موضوع العراق المصيري موضوع كركوك والمحافظة عليها من الكذب والزيف الكردي وهي الكفيلة بأن تبدي الطيب من الخبيث، وإحقاق الحق وكشف شباهاتهم وترهاتاتهم الباطلة وظنونهم الكاذبة، وأراجيفهم المبطلة، وفريتهم الشنيعة، وكذبتهم الفظيعة، ونفوسهم المريضة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com