من الامور المسلمة في قواعد اصول الفقه التزاحم بين الاهم والمهم ومقتضى القاعدة ان الاهم ثابت، فيأتي بالأهم ويترك الامر المهم. وهذا من بديهات العقل. الجدار العازل بين المناطق المختلفة من بغداد او عزل المناطق السنية عن الشيعية امر مرفوض وغير حضاري مضاف الى انه يخلق فجوات كبيرة بين ابناء الشعب الواحد ,هذه العزلة تستبطن امر اخر او اشكالية اخرى يجب الحديث عنها, ولماذا الجدار العازل وهنا نعود الى اصل القواعد البشرية بين المهم والاهم فتصبح الاشكالية كالاتي.

 ايهما اهم الدم العراقي ام عزل الاعظمية عن الكاظمية بجدار، الاهم الدم العراقي وحفظ هذه الدم وايقاف نزيفه وهو بالتاكيد اهم من مسالة بناء الجدار الكونكريتي العازل, فقد وصلنا جميعا سنة وشيعة الى حقيقة مفادها ان الاعمال الارهابية لم تاتي من المريخ؟ وان المفخخات والاحزمة الناسفةالسنية تنطلق من مدنهم وقراهم مثلما تنطلق الميليشيات الشيعية من مدنهم وقراهم؟

 بعد اربع سنوات من القتل الطائفي وصلنا الى هذه الحقائق ان الارهاب ينبع من داخلنا ومن بين صفوفننا وان هناك من يعتاش عليه وان هناك من يتاجر به وان هناك من يتنفس عليه, هذه الحقائق من الممكن ايقافها والقضاء عليها من خلال سواتر عازلة تفصل بين هذه المناطق حفاظا على الدم العراقي السني والشيعي والعراقي وقد اثبتت التجربة انها فعلا استطاعت ان تحد من الاعمال الانتقامية للميليشيا الشيعية اتجاه المناطق السنية كما اثبتت نجاحها بوقف الاحزمة والمفخخات السنية اتجاه المناطق الشيعية وقتل الاطفال والنساء .فلماذا اذن نعترض على وقف النزيف العراقي لماذا نصاب بالخبل والصراخ ويبدء صوت الوطن لدينا محموم جدا لان السلطات الامنية استطاعت ان تقلل من فرص اهدار الدم العراقي بين الغزالية والشعلة او العامرية وحي العامل لماذ ترتفع عقيرة مصاصو دماء الابرياء ولماذا نراهم يدفعون كل ما يملكون من اجل اثارة الرائ العام ضد الجدار العازل,في الوقت الذي لم نسمع لهم صوت لوقف الدم؟اليس هذه الاعتراضات تدعونا لطرح اشكالية من هم اصدقاءنا ومن هم اعداءنا.

اعترضت صحيفة دار السلام التابعة للحزب الاسلامي عن اقامة الجدار وقللت من اهميته وان نجح في وقف القتل الطائفي؟ عجيب لهذا الحزب ماذا يريد؟

اليس هذاغريب جدا ؟ والاغرب منه ان تعترضت الميليشيا على بناء الجدار من اذن الذي يفخخ ومن اذن الذي يقتل؟ والاكثر غرابةهو

اعتراض خلف العليان ,والاكثر ايلاما على الاطلاق اعتراض عدنان الدليمي على بناء الجدار لوقف النزيف العراقي؟ الا يذكركم هذا بقصة ليلى والذئب؟

العودة الى الصفحة الرئيسية