|
يمر العراق اليوم باخطر مرحلة حساسة دقيقة ,تتطلب العمل الجاد من قبل الاحزاب الوطنية والتي كانت ضحية نظام حزب البعث الارهابي والتي قدمت الكثير من التضحيات ومن الشهداء على مذبح الحرية والتي نمت شجرتها مشبعة بدماء الملايين عاليا, من ابناء الشعب العراقي على مر 35 عاما, واحتراما لهؤلاء الملايين يجب الوقوف بحزم ولياقة وحكمة سياسية واخلاص متناهي من اجل المصلحة العامة وبالدرجة الاولى بعيدا عن المكاسب الشخصية والطائفية والحزبية والاثنية ,بلا محاصصة وبلا طائفية ونتعظ بالاخطاء الماضية حتى لا تتكرر ابدا, من اجل ايقاف الانزلاق الى الهاوية ,وسوف تكون مرحلة صعبة يجب ان نقبل التحديات مهما كان الامل ضعيفا لنصل الى النور الخافت مهما بعد ,المعروف بان حكومة السيد المالكي قد ضيعت فرصا كثيرة من اجل النجاح في مهمتها والوفاء بتعهداتها, الا ان مجموع العملية السياسية واحزاب المعارضة تتحمل المسؤولية ايضا بمشاركتها عملية المحاصصة والمطالبة المستمرة لزيادة عدد المكاسب,وان الوزراء الذين خانوا الامانة لم يكونو جميعا من حزب الدعوة ,وزير الصحة ووزير الثقافة ووزير الكهرباء ووزير الدفاع والداخلية قسم من زمن د علاوي وقسم من زمن د الجعفري وقسم من زمن السيد المالكي خسروا الشعب المليارات من الدولارات ,لقد كانت العملية السياسية عبارة عن خلطة عجيبة احتوت حتى على بعثيين سابقين, اما القائمة العراقية فقد تشكلت للدخول في الانتخابات متكونة من احزاب علمانية وشخصيات دينية مستقلة اذكت في نفوس الناس الرغبة في العمل متحدية الارهاب والطائفية وعملية تسييس الدين ,وكان متوقعا لها النجاح لانها ضمت احزابا وكتلا لها ماضي وتاريخ حافل بالنضال والتضحية ونكران الذات. الا ان د اياد علاوي الذي نشأ وتربى في العمل مع صدام حسين وتعلم منه الكثير من تهميش الاخرين والاستبداد برايه فقط ,قد قام باتصالات مشبوهة مع حزب البعث المنحل جناح عزة الدوري ,بدون اخبار الكتل التي ترتبط معه بعهود سياسية ,وحسب تصريح د مفيد الجزائري فانهم سمعوا الخبر بواسطة وسائل الاعلام, مما ادى الى انسحاب السيدة صفية السهيل والسيد حاجم الحسني من هذه القائمة كما ان د. مهدي الحافظ قد انسحب قبلهم, ولا زال الوقت مناسبا لانسحابات اخرى ممن لا يريدون تلطيخ سمعتهم وتشويه تاريخهم السياسي بالانضواء تحت مثل هذه القيادة التي تريد ارجاع العراق الى ماضي القهر والحرمان والمقابر الجماعية. ان احترام ابناء الشعب العراقي وتوصيات شهدائه ولاكمال المسيرة التحررية يجب تصحيح الكبوة مهما كانت عنيفة والنهوض باعباء المسؤولية التاريخية لابناء العراق الابرار ,من احزاب علمانية ودينية وكوردية وتركمانية وباقي الاقليات, من اجل التصحيح للمسيرة بالاستفادة من تجاربنا وتكون عبرا لا تنسى فلا استبداد ولا تهميش بل ديمقراطية تعددية تحمي الراي والراي الاخر, وتمنع الاعتداءات وترجع المهجرين الى بيوتهم, والاطفال الى روضاتهم ومدارسهم ,وخطة هذه الكتل والاحزاب ليست بعدد الوزارات ومن يشغلها بل ان يكون المواطن المناسب في المكان المناسب.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |