الديمقراطية في ظل العراق الجديد!

 

 علي توركمن اوغلو

sanaelgerawy@hotmail.com

الديمقراطية خيمة يستظل بها الجميع، ولأنها كذلك فهي لا تفرق هذا من ذلك من عامة الشعب. والديمقراطية مفهوم جميل، جماله مرتبط بروح الحرية والسلام والخيار الحر في قبوله كنظام للحياة، ولذلك لايجوز فرضه بالقوة وبسفك الدماء، اذ ان استيعاب عقلية المجتمع ومدى تقبله للديمقراطية، خصيصا بعد زوال الديكتاتوريات هو المعيار، وهو المرجع الحق.

فلدى متابعتي لفضائية(توركمن ايلي) تطرق السيد قائد اللواء الثاني (اللواء الركن انور حمة امين) "بأن اصدقائنا الامريكان يقولون بأن هناك دول كثيرة سبحت بحمامات من الدماء من اجل الديمقراطية" (ولم يذكر لنا من هي تلك الدول الكثيرة لكي نعرف كم من الدماء يجب ان ننزف لكي تتحقق تلك الديمقراطية المزعومة!؟) غير اني يا سيادة اللواء اتدارك فأقول: اولا الامريكان محتلون للعراق، وبالتالي هم ليسوا بأصدقاء، ولا اتصور هناك دولة واحدة من الدول النامية تسمي الامريكان اصدقاء. بل تصفها بالاستعمار، غير ان سيادة اللواء اصاب الهدف حين وصف الامريكان بالاصدقاء، فهم حقا اصدقاؤه، واصدقاء بني جلدته، والديمقراطية التي يبشر بها هي ديمقراطية لا تتمتع بها الا الاحزاب الكردية ومن معهم من مؤيدي الاصدقاء الامريكان. ولان سيادة اللواء من مريدي ومبشري الديمقراطية، اذن يجيز لي ان اسأل : هل يجوز في ظل الديمقراطية طرد امام جامع ومدير دائرة النفوس ومديردائرة الماء والمجاري وغيرهم (بقضاء داقوق) وتعيين امام كردي في الجامع لكي يخطب باللغة الكردية، وتعيين مدير كردي في دائرة نفوس القضاء بديلا عن المطرود ليتلاعب بحقائق دائرة النفوس والجنسية لسكنة القضاء التركماني! وللمستغربين من هذه الحادثة نسوق مثال تزوير الانتخابات النيابية العراقية، والاستفتاء على الدستورالدائم. وبمناسبة واقعة قضاء داقوق اتوجه بسؤالي من سيادة الوزير الدكتور محمد احسان وزير مناطق الشؤون الخارجية في ادارة المحلية لشمال العراق، فأقول :اين تنديدكم بهذه الاعمال التي تتنافى ومبادئ الانسانية وحقوق الانسان والديمقراطية التي تحترمونها جدا! اذن دعني أقول واحتراما لسيادتكم ان تصريحاتكم في بعض الفضائيات ليست الا للاستهلاك المحلي.

واعود واكرر لهما اين الديمقراطية واين تنديدكم بالاحزاب الكردية التي تعمل من اجل تصفية وجود التركمان لا في (كركوك) فحسب بل في عموم (توركمن ايلي) لان تهديدات الاحزاب الكردية لرجال الاعمال التركمان والاطباء والمهندسين والتي انتهى مصيرهم اما بالاغتيال اوالهروب خارج العراق، او الاذعان للعمل في ما يسمى باقليم كردستان.

وفي ظل الديمقراطية التي تحدث عنها سيادة اللواء يهان الشعب في نقاط التفتيش من قبل افراد الشرطة والحرس الوطني، وعند رفع الشكوى للجهات التي نصبت نفسها مختصة ، يأتيك الجواب الديمقراطي: اصابعكم الخمسة ليست متساوية كما قاله السيد اللواء انور حمه امين .

اخيرا اناشد اصحاب الضمائر الحية في السلطة فأقول: كيف ترتاحون وانتم تسمعون مقتل شخص واختطاف ابنه وله ستة اطفال كلهم خرس (ليس في مقدورهم السمع والكلام)! اهذه العملية الدموية المنكرة في كل الاديان والاعراف ياسيادة اللواء جزء ضروري لاقامة الديمقراطية! اوهكذا تفرض الديمقراطية! اهكذا تهان كرامة العراقيين! فاذا كانت الديمقراطية في نظركم كذلك ، فالف الف رحمة ورحمة على الديكتاتورية!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com