|
يبدوا ان المعادلة في العراق عملت عكس السُنة التاريخية، فهل ذالك سخرية الاحداث منا ام هو جهلنا بما يحاك لنا ويدور علينا. في اقوى المواجهات واصعب التحديات مع وضد أعتى الجيوش الغازية. تلعب السنة التاريخية لعبتها وتعمل الى تفتيت قوة السلطة الغازية فتنطفئ شعلة عدوانيتها بعد مواجهات قليلة ضد المستضعفين وتبدء تلك القوات بالعد التنازلي اما لرحيلها دون تحقيق اي أهدافها او هزيمة نكراء يعقبها عارا وربما توبة بعدم المجيء مرة اخرى. ربما كان الذين يقولون بعدم تحقيق امريكا لاهدافها بالعراق محقون بعض الشيء ولكن ليس كل الشيء. امريكا لم تكن تجهل تركيبة المجتمع العراقي وخصوصياته ومشاكله وتطلعاته ومعضلته الرئيسية في تلك الفترة لذالك هي لم تتصرف وكأنه تفاجئت بالنتائج وعليها ان تنتهي من موضوع العراق باي شكل من الاشكال. العراق كان حلقة من الحلقات المتعددة للمخطط الامريكي للعالم الجديد الذي ستحكمه. والمعركة ضد حزب الله كانت كذالك حلقة من حلقات المخطط لكن ما أوقف المخطط الامريكي بقاء حزب الله كرأس حربة ايرانية على عنق اسرائيل حارسة المصالح الامريكية والغربية، مما يستدعي. حذر امريكي من تطال تلك الحربة عنق اسرائيل وبالتالي تكون قد دخلت في المجهول. تقسيم المنطقة كان يفرض على الولايات المتحدة الامريكية ان تدمر التحالف الايرانية السوري الداعم للمقاومة اللبنانية ولفصائل المقاومة الفلسطينية وبما ان تدمير التحالف الايراني السوري قد فشل فأن مشروع تقسيم المنطقة قد عطل حتى اشعار اخر ولكن يبدو ان الادارة الامريكية تريد ان تطبق الخطة او السيناريو الخاص بالعراق من خلال تقسيم العراق الى ثلاث كيانات مدعية ان حل المشكلة العراقية يكمن في تقسيم العراق، والحالة العراقية اليوم هي افضل بكثير مما كانت عليه فكيف رآت. امريكا ان الحل للقضية العراقية هو من خلال التقسيم، يبدوا ان الامريكي لم يكن في الوحل. ولكن الساسة العراقيون كانوا قد سقطوا في الوحل الامريكي منذ اليوم الاول الذي سلموا فيه رقابهم للسفاح الامريكي، فامريكا لا تحمل الا الموت والدمار والتقسيم والاستعباد لكل من يقع فريسة بيدها. لاننا صدقنا كذبة امريكية حول الاعذار التي بررتها امريكا لاحتلال العراق وكان ذالك التصديق للكذب الامريكي هو الذي جر العراق الى الوحل الامريكي. اليوم يتداول الكونغرس الامريكي مصير العراق وشعب العراق ودولة العراق التي كانت اقدم من وجود الرجل الابيض الذي استعمر امريكا بعد ان أزال شعبها من الوجود الا لـَمم من المنسيين الهنود. عن اي ديمقراطية وحرية يتحدث مجانيين بغداد وكل يوم خطب عظيم يشيب له الرضيع ويفزع له المقبور لو كان له اذن ان ينطق لنطق وصاح ياحيف على الوقت انتو سلف هذه الرجال الراقدة التي كانت تهتز الارض حين يمشون عليها وضربة الوحد منهم كضربة موسى تميت الرجال الاشداء. لقد بان الصبح عن خبر عظيم لكل ذي عقل سليم اما اصحاب الديمقراطية السائرون خلف السراب فلا بد ان يدركوا ان مصيرهم بيد رجال بلاك وتر التي ستجعل ايامهم سود كسواد جرائمهم. ان هم تنافخوا شرفا بعد حين وبعد فوات الاوان. وللسيد رئيس الحكومة العراقية سأخبرك متى ستقتلك امريكا، في أو يوم تُفكر وتتحدث عن تاريخ انسحاب القوات الامريكية من العراق وستجلب لك عراقي لقتلك خذها مني وليشهد كل من يسمعها اذا لم تقسم امريكا العراق وطالب المالكي انسحابهم محددا بوقت فانه مقتول لا محال.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |