|
آه ...يا سامراء، ياجرح العقيدة وأوجاع الأنبياء ...فعلى ضفتيك سفكت دماء الأولياء وأُحرقت رسالات السماء ...ودماً عبيطاً سال ... يذكرنا بدماء الشهداء... آه ... آه... ياسامراء يامن كانوا يسمونك بـ( سر من رائ)..؟؟ ولا سرور اليوم بل اليوم أنت (أبكيت من راى) .. آجل والله ( أبكيت من رائ)...!! جرح يتلوه جرح.. وروع يتلوه روع.. وضياع يتلوه ضياع.. ووحوش تتلوها وحوش... وأنتم يا ساداتي أيها (النقي) و(العسكري) أسيري هذه الضباع والوحوش.. يا غريبي سامراء أروحنا لكم الفداء ونفوسنا لأنفسكم الوقاء ..يعود (ابن زياد) لرفع رأس الحسين– عليه السلام– على القنا.. فلا ينفع اليوم البكاء واللطم والويل والثبور.. فاليوم هو الحد الفاصل بين النظرية والتطبيق.. اليوم هو الحد الفاصل بين التطبيل والعويل أو تلبية نداء الحسين– عليه السلام– هل من ناصر ينصرنا؟ أربع سنين عجاف وأكثر وما زال الإمامين الهمامين بعيدين عن ناظرينا... أربع سنين عجاف وأكثر وما زلنا نرنو ببصرنا الى قبتيكما ...والى مأذنتيكما.. والى ضريحكما... حلم الى زيارتكم.. وعندما صحونا لا قبة..ولا منارة ..سوى الأطلال وأكوام الحجارة ودموع الملائكة تسيل بغزارة ..لم نرى سوى ضريح مهدم وعمامة ترفع وظلامة تسمع (ألا من ناصر ينصرنا ...أما من مغيث يُغيثنا ..أما من ذاب عن حرم رسول الله فيذب عنا) أما من سامع أما من مجيب ...أما من قاطع ليد (شمر بن ذي الجوشن) ترفع السوط عن ضريح (الهادي) أما من سيف يقطع رأس (حرملة) قبل أن يوجه نبله لقب (العسكري)...؟؟ أما من (أبي الفضل) يروي ظمأ (الحجة ابن الحسن) لهذه الظلامة.. أين من يؤذن على منارتيكما الى الصلاة ويدعوا الى ذكر الله ..أين من يقول ( أشهد أن علياً ولي الله..)؟؟ فقد طال التصبر.. قد حرمتما منها في زمن الطاغية وبعد الطاغية ..أين صوت علي في مآذنها ..يشدها الى ربها ويدعوها ..فوالله يا ساداتي إن هدّمت قبة فستكون أجسادنا فوق أجسادنا قبة لكم... وستكون أصواتنا مئذنتي لكما تقول (اشهد أن علي ولي الله) وأخيرا ليعلم الجميع ومن فيهم أهل سامراء إن سامراء لم تعرف يوماً بقبور (المتوكل والمعتصم) وغيرهم فهاهي مرمية في صحراء مقفرة ولكنها عاشت واسترزقت ونبتت من فيض بركات أهل البيت– عليهم السلام– ومن فيض بركات وخيرات الإمامين (الهادي والعسكري– عليهما السلام) لم تكن الحياة تنبض حول قبور (المتوكل والمعتصم) بل كانت الروح والحياة والرحمة والملائكة تحوم حول ضريحيهما المقدسيين.. فوا أسفي هل هذا هو الجزاء وكما قال القران العظيم (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان) .. لم يبق من الضريح المقدس سوى مئذنة (الساعة) نرنوا إليها ببصرنا ,عسى أن تعلن وقت الظهور المقدس.
|
||||
© حقوق الطبعوالنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |