حكايات أبي زاهد (20) ... (وزارة الكهرباء... أين هي الكهرباء)

 

 

محمد علي محيي الدين

abu.zahid@yahoo.com

نشرت الصحف العراقية مؤخر، عن مصدر في وزارة الكهرباء، أن الوزارة بصدد زيادة أسعار الوحدة الكهربائية المجهزة للمواطنين، وتم أعداد خطة لزيادة أجور الجباية، وأن هذه الزيادات ستكون طفيفة لا تثقل كاهل المواطن، وتوفر مبالغ لا بأس بها لتنفيذ خطط الوزارة في تحسين مستوى الخدمات التي تقدم للمواطن، "كلام جميل....كلام معقول"كما تقول الأغنية العربية، ولكن هل أن مشاريع الوزارة الكريمة متوقفة على هذه الزيادة الطفيفة لتحسين أدائها وقدرتها على تحسين الكهرباء إلى المواطن، ألا تعلم الوزارة الجليلة"وهي سيد العارفين"بأن الوزير الأسبق وطاقم وزارته الجميل قد سرقوا مليارات الدولارات، بحجة شراء معدات وهمية أو تالفة، أو صفقات مشبوهة أجريت على الورق فقط، وعين آلاف الحراس الوهميين بحجة حميات محطات الكهرباء والخطوط الناقلة له، وكانت مجرد أسماء على الورق يستلمها الوزير وزبانيته نهاية كل شهر، وعندما ظهرت (الريحة) أحيلت بعض الملفات إلى القضاء العراقي الذي أصدر حكمه القاسي على الوزير الأمين بالسجن لمدة أربعة وعشرون شهر، وربما أودع في أحد الفنادق من ذوات النجوم الخمس، التي لا يستطيع المرور بجوارها الفقراء أمثالي، ووفرت له من مستلزمات الراحة ما لم يتوفر لملايين البؤساء، وكما يقول المثل (أجه يكحلها عماها) فقد جيء بوزير محترم آخر، إلى هذه الوزارة المحترمة، وزاد الوزير الكريم الطين بلة، فقد زاد الفساد في أمارته، وتفاقمت الأزمة حتى وصلت نهايته، وقام في الشهر الأخير من نهاية ولايته على أمارة الكهرباء بسرقة (آخر غرفة) من أموال الشعب العراقي المسكين وعبر (الحاج شلش) الحدود بجواز سفر دبلوماسي يجتاز به السماوات السبع والأرضيين السبع، رغم علم الحكومة بذلك، وتنبيهها من قبل الكثيرون عبر القنوات الرسمية ووسائل الأعلام، ومنها جريدتنا "طريق الشعب " في حكايتي التي بعنوان"مثل بلاع الموس"العدد 176 ، ولكن الحكومة السابقة أصمت أذنيها عن سماع ندا آت الأعلام، وهيئت له الأسباب للالتحاق بعائلته في بلاد الضباب، التي لا تستطيع العيش في العراق الملوث بالغازات السامة، ووسط المفخخات والعبوات وأزيز الرصاص، وتعيش في البلاد الأوربية مع (الكفار) الذين يعيشون حياة مترفة قد نجدها في السماء.
 وأنا لا ألوم الوزير الجديد على قراره هذ، فهو الحق الذي يجب الاعتراف به، فأن الأسعار السائدة دون الكلفة، وليس لها مثيل في الدول الأخرى، ولكن يا سيدي الكريم، هل تبيعنا الهواء؟ وأين هي الكهرباء التي تطالب بزيادة أسعاره، هل تدري أن بعض المناطق لا تصلها الكهرباء نهائي، لأن الحماة الأباة سرقوا الأسلاك الكهربائية والمحولات، في الكثير من القرى والمجمعات ، وأن أسلاك وزارتكم تباع بالكيلووات لدى تجار(السكراب) والمساكين يعيشون في ظلام دامس، ومناطق أخرى فيها أعطال كثيرة بحيث لا يحصلون على كهرباء متواصلة سوى ساعة واحدة في اليوم الواحد، وعند مراجعة دائرة الكهرباء يعتذرون بعدم توفر المواد في الوزارة، ومناطق أخرى تعاني من أنقطا عات يومية تصل إلى(20)ساعة في اليوم، فأين هي الكهرباء حتى تطالب بزيادة أسعاره، هل تعلم أن أصحاب المولدات يرفعون أسعارها شهري، حتى أصبح سعر الأمبير الواحد عشرة آلاف دينار، باشتغال لا يزيد عن الأربع ساعات يومي، وهل تعلم أن بعض البيوت إضافة للكهرباء (اللاوطنية) يشتركون في مولدات الأحياء، ومولدة خاصة، وعاكسة كهرباء، والفقراء أمثال كاتب السطور يعيشون على ضوء (اللالة) أو (الفانوس) أو (النفطية) التي لم تسمع بها أو تراها في حياتك الكريمة، وهل تعلم بأن وجوهنا تحولت إلى السواد بفضل (السخام) المتولد عنه، لقد جعلت الكهرباء أيامنا كلها (كرس مس) فهي ظلام في ظلام، ولعن الله أهل الظلام، والقوى الظلامية التي تقف خلف الظلام، وجعلت الناس يعيشون بظلام في بلاد الظلام.
 ضحك سوادي من قلبه هذه المرة وقال: (أريد أحچي وأخاف الناس يگلون، فقد عقله العراقي وصار مجنون، والله راح أتخبل من العراق وطلايب العراق، ولكم هاي الكويت بصفنه، هجمها صدام وما خله طابوگه عامره، وبناها أهلها بست أشهر، والكهرباء ردت الهم بوره أسبوع، وأحنه من هجموا بيوتنه الأمريكان سنة1991 لليوم لا كهرباء ولا ضوه، ولا عدنه ماي ولا هوه، وإذا طلعوا أهل الشوارب بالتلفزيون أخذ جلخ ، كلها تصيح (العراق العظيم)ولكم وين العظيم، إذا أحنه سباطعش سنه عايشين بالظلام، وما گادرين نصلح عيوبنه، ونتنه تجينه الملايچه حتى تبني بلدنه، وأحنه ما نعرف غير الطلايب، واحد يشمر الآخر بالحجار، وما عدنه غير القيل والقال، وفلان كذا وفلتان كذ، وخلصنه عمرنه بالسوالف ألما توكل خبز، وما بينه ألحسبها زين، وياهو اليلزم الدف يگوم يغني، ويطيح بينه بوگ، فر هود مال المگرود، وچنه نگول على طاهر يحيى أبو فرهود، هسه أچم أبو فرهود عدنه، الله اليعرف عددهم، بأيام النضال طلعوا ربعنه رسموا كاريكاتير، الطاهر يحيى يگل لناجي طالب(هاي ألغرفه إلي، ولغرفه ألثانيه ألك) اليوم إذا ردنه نكتب أشنكتب، ما أدري والله حيطان العراق كلها ما تكفي لأهل الفرهود الأجونه ما أدري منين ما منين....!!! 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com