|
عقوبة الإعدام لها من يؤيدها ولها من يعارضه، ولكن الإعدام أعدامين، إعدام البريء من قبل طاغية، وإعدام المجرم بقانون، إعدام المناضلين والأبرياء يرفضه الشرفاء ولا يقره المخلصون، ولكن إعدام القتلة والسفاكين مما يرضي النفس ويريح الفؤاد، وقد يتهمني البعض بالجاهلية وعاداته، ولكن هكذا أرى رغم احترامي لآراء الآخرين، والنغمة الجديدة التي يتراقص عليها بعض الأدعياء هذه الأيام، لا أرى لها مقاما في المقامات العراقية، فهؤلاء المدافعون عن القتلة والسفاكين، كانوا الراقصين في مواكب القتل والإبادة والذبح التي يمارسها الطاغية المقبور وزبانيته، أمثال علي الكيماوي وعزت أبو الثلج، وعواد البندر، ومحسن الشيخ راضي، وناظم كزار، ومن لف لفهم من حثالات القرون الوسطى، الذين أبتلى بهم العراق، فأذاقوا شعبه الهوان والويلات، ولا أدري أين كان هؤلاء عندما أعدم صدام وزبانيته عشرات الآلاف من خيرة المناضلين، ومئات الألوف من الأبرياء الذين لم يجنوا ذنبا أو يرتكبوا جرم، فكانت المسالخ البعثية تعلق بها جثث الضحايا وشاهدت ذلك في سجن أبي غريب، وحدثني عنها رفاقي في قصر النهاية ودهاليز مخابرات النظام. والمعيب والمخجل أن يتناخى ضحايا الدكتاتورية الغاشمة ويطالبون بإعفاء هذا أو ذاك، ولا أعتب على الهاشمي والدليمي ومن لف لفهم من الراقصين في الطوابير الصدامية، ومن زينوا له القتل والذبح ولا زالوا على ما عهدناهم في التحريض على القتل والإبادة، ولكن أعتب على الزعيم العراقي جلال الطالباني الذي كان على رأس الجوقة الداعية إلى عدم تنفيذ حكم الإعدام، متناسيا أن هؤلاء الصعاليك أذاقوا الشعب العراقي بكل قومياته أصناف القتل والدمار، ولعله تناسى أخواته الكرديات اللواتي تاجر بهن النظام البائد، وأرسلهن هدايا إلى أخوته في العروبة، للعمل في الأندية الليلية والملاهي ودور الدعارة، وكيف قتل البعث مئات الآلاف من الكرد الأبرياء، وهجرهم وأذاقهم الويل والهوان، وإذا كان له علاقات عائلية مع أ{كان النظام فله التنازل عن حقه الشخصي وعدم المتاجرة بحقوق الآخرين، وليس له الاستهانة بدماء الضحايا الذين ينتظرون ساعة القصاص، وكان أملي أن يجري سحل هؤلاء في الشوارع والأزقة، كما سحل قبلهم نوري السعيد، وأن يكون الانتقام سريع، فالانتقام مسرة الآلهة، ولا أدري هل تناسيت قرارات صدام بالعفو عندما كان يستثني سيادتكم عنها لحبه الزائد لكم. أما السفاح الأهوج علي كيماوي الذي يستحق الإعدام مليون مره، يحاول البعض تخفيف عقوبته والدفاع عنه وتأجيل تنفيذها بصفقة لا ندري ما يكمن ورائه، متناسين أفعال هذا الطاغية، وأعماله الدنيئة بحق العراقيين، وكذلك وزير الدفاع الذي يدافع عنه البعض ، أنه منفذ للأوامر التي راح ضحيتها الألوف، سواء في معارك البعث العبثية، أو في جرائمه الإنسانية، ولو لم يكن طيعا وديعا في خدمة سيده، لما وصل إلى قمة الهرم في قيادة الجيش العراقي، رغم وجود آلاف الضباط الذين يتمتعون بالكفاءة والمهنية على أدارة الوزارة، ولكن أخلاقهم وروحهم الوطنية جعلتهم يبتعدون عن المناصب التي تؤدي إلى إسالة الدماء، . أن القادة العسكريين لم يكونوا منفذين أو مهنيين، بل كانوا مبدعين بممارسة الأعمال القذرة، وشارك هؤلاء الضباط في أعما النهب المنظم لثروات البلاد، وأوعزوا لجنودهم بسرقة أموال المواطنين العراقيين، ومنحهم قائدهم المكارم السخية وقطع الأراضي والسيارات والمزارع والأموال وسيوف القادسية، وأنواط القذارة، وكانت مكارمه تتوالى على هؤلاء وأستطاع شرائهم بأبخس الأثمان، وكانوا أداته في الانتقام من الشعب، وكانوا وراء الكثير من أعمال الإبادة والقتل التي طالت العراقيين بعد انتفاضة آذار/1991 ، وشاركوا في عمليات الإبادة الجماعية في الشمال والوسط والجنوب دون أن يرف لهم جفن، أو يستيقظ لهم ضمير. أن من يدافع عن القتلة شريكا لهم، وأن تنفيذ حكم الإعدام بحق الجميع أقل مما يستحقون، ولعل إعدامهم في ليلة القدر أكثر حقا بهؤلاء البعثيين الأراذل، وهؤلاء ذاتهم من قتيل زعيم العراق صبرا في 14 رمضان الأسود، صائما دون محاكمة ، فأين كان الهاشمي والدليمي والزوبعي وهمام حمودي وغيرهم من دعاة العفو والرحمة عندما أعدم الزعيم، ولم أسمع أن مرجعا أو زعيما أعترض على جريمتهم تلك في قتل رجل لم يسرق أو يقتل أو يظلم أحد، بل طبل لهم الأوغاد والحثالات من الراقصين في مواخير الدعارة القومية، وأتباع مصر الناصرية، وسوريا البعثية، ودول الجوار العربية والإسلامية، التي كانت عونا للبعث في الانتقام والجرائم البشعة بحق العراقيين.وهكذا الدهر دوار، فمن قتل بالسيف يؤخذ، وليذهب هؤلاء إلى الجحيم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |