حتى لا أتهم بالزندقة والعمل على ألأنشقاق بين رجال الدين (الشيعة والسنة) لابد أن أوضح مايلي:

لا أعرف عن الدين غير مايعرفه أغلبية المسلمون.. ولكن مع هذا كأنسان مسلم وعراقي لابد أن تكون لي ملاحظات على مواقف السادة رجال الدين .. وهنا أستند على وقائع ومايحصل على أرض الواقع.. لا أريد ألأنتقاص من رجال الدين ـ معاذ الله ـ ولكنني أذكرهم ببعض المواقف.. ومن يدري لعل هنالك فائدة من ملاحظاتي المتواضعة!!!... ولم لاء...؟؟؟.

---------------------

رجال الدين المسلمون وجميعهم.. من المفروض أن يكونوا قدوة.. نعم وأكبر دليل هو قيامهم بالصلاة أمام الجميع.. والقيام بمخاطبة الجمع المصلي مستنداَ على ألأيات الكريمة والسنة النبوية الشريفة...

لرجل الدين مكانة متميزة في مجتمعنا.. فهو ألأول في كافة المناسبات من حل النزاعات وألأفراح وألأستشارة وتقبل رأيه من غير مناقشة.. نعم كان ولايزال له مكانته المتميزة.

بأمكان رجل الدين وبخطبة واحدة أن يحرك الشارع.. وهنا يبقى هو وأمكانياته فمنهم من يجد فن الخطابة ولذلك تراه أكثر تأثيراَ على الناس.. ومنهم من هو أقل وهكذا!!.

للأسف الشديد ومسؤل عن كلامي لم يؤدي أغلبية رجال الدين دورهم كما ينبغي.. نعم كان بأمكانهم ولازالوا أن يفعلوا الكثير.. ولكن لماذا؟؟ هذا هو السؤال.

نعم لقد ضحى عدد منهم ودفع بحياته وأسرته الى التهلكة.. ففي الوقت الذي كان بأمكانه أن يعيش عيشة ألأمراء والملوك ولكنه رفض كل ألأغراءات وبالأخير نال الشهادة.. ومن ألأمثلة الحية القريبة/ أية الله الصدر، والد مقتدى الصدر.. نعم كان شجاعاَ وأثبت ذلك بالفعل وليس بالقول.. وهل ننسى ذلك الليث ألأبيض؟؟؟.

وحينما أقول هكذا هذا لايعني بأن البقية غير كفؤون ـ معاذ الله ـ رجل الدين وبالأخص الذين ينالون مراتب متقدمة في الفقه لابد أن يكون قد سهر ودرس وكافح وناضل ..حتى وصل الى تلك الدرجة..

ولكن:

ياترى هل واجبه أن ينال تلك المرتبة وأنتهى؟؟؟.

في أعتقادي المرحلة القادمة أصعب.. والسبب لكونه سيكون مرجع لآف البشر.. ولا أبلغ أذا قلت الملايين... طيب:

هل يمكن لهكذا منزلة أن يغض النظر عن ألأمور المصيرية المهمة والمتعلقة بمستقبل ألأجيال وألأجيال القادمة؟؟؟.

من المعروف بأننا نمر بأخطر مرحلة.. وطننا وناسنا بحاجة الى أدنى مساعدة.. وبما أن للمراجع دورهم الكبير.. إذاَ متى سيتحركون؟؟؟ ولماذا هذا الصمت؟؟؟.

حتى لو تحركوا نجد بأن حركتهم لاتشفي الغليل وليست بالمستوى المطلوب ومكانتهم الدينية وألأجتماعية!!.

يعلم الجميع بأمكان/ رجال الدين، أن يلعبوا أدواراَ وتدر بالنتيجة بالأيجاب على شعبنا المظلوم ووطننا الجريح... ولكن لماذا لايتحركون؟؟؟؟.... ما أعرف السبب الحقيقي!!!؟؟.

نعم حتى لو تحركوا.. يتحركون وحركتهم (أي كلام).. وهذه لاتداوي جروحنا في هذه المرحلة أطلاقاٌ..!!... هنالك الكثير من العلماء ألأفاضل يخصص ساعات لشرح نقطة من النقاط المتعلقة بأمر من ألأمور.. والغريب في ألأمر أن تلك النقطة من البديهيات في الدين ألأسلامي... وبالمقابل نرى سماحته يترك ألأمور الكبيرة والمستعصية والتي تخص البشر ولايتكلم عنها بجملة واحدة.. حتى لو أنتقدني كل العالم أقول:

هنالك رجال دين يستصعبون علينا ديننا بحيث مهما قمت بواجباتك الدينية وسهرت والتزمت فأنك المقصر ولامفر من الجهنم!!!!.

لنترك وطننا الجريح ونطير الى دولة بعيدة جداَـ ميانمارـ.. لنقرأ شيئاَ عن هذا البلد:

 تحد بورما من الشمال الشرقي الصين، وتحدها الهند وبجلاديش من الشمال الغربي، وتشترك حدود بورما مع كل من لوس وتايلاند،أما حدودها الجنوبية فسواحل تطل على خليج بنغال والمحيط الهندي ويمتد ذراع من بورما نحو الجنوب الشرقي في شبه جزيرة الملايو، وتنحصر أرضها بين دائرتي عشرة شمال الإستواء وثمانية وعشرين شمالأ ولقد احتلت بريطانية بورما في نهاية القرن التاسع عشر وحتي استقلالها  عام -1948.

وسكان بورما حوالي 55 مليونا . وتبلغ مساحتها ستمائة وثمانين ألفاً من الكيلو مترات المربعة، وعاصمة بورما (رانجون).

بورما بلد زراعي يعيش ثلاثة أرباع أهلها على الزراعة ويعمل بالزراعة 43% من القوة العاملة، ابرز حاصلاتهم الأرز وهو الغذاء الأساسي لمعظم سكانها، ويفيض عن حاجتها وتصدر منه كميات كبيرة وتحتل المكانة الرابعة في تصدير الأرز بين دول العالم إلى جانبه يزرع الذرة والبذور الزيتية، ثم المطاط وقصب السكر والشاي، وتشغل الغابات مساحة واسعة تزيد على نصف البلاد ولهذا يعتبر الخشب الجيد من أهم صادراتها هذا إلى جانب بعض المعادن نثل والرصاص والأنتيمون والبترول.

تقع ميانمار تحت حكم الجيش منذ عام 1962 بعد قيام الجنرال ني وين بالانقلاب العسكري الأول. وظلت المؤسسة العسكرية والمجلس العسكري الحاكم يحكمان البلاد منذ ذلك الوقت ليتم بعد ذلك إعلانها جمهورية اشتراكية ترأسها ني وين عام 1974.

مارس الرهبان دورا رئيسيا في الاحتجاجات الواسعة النطاق التي شهدتها البلاد عام 1988 بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية، غير أن قوات الأمن ردت على تلك الاحتجاجات بمذبحة دموية قتل فيها عدد كبير من المتظاهرين.

وفي انتخابات 1990 حصلت الرابطة الوطنية للديمقراطية، وهي حزب المعارِضة الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1991أونج سان سوكي، على أكثر من 80% من الأصوات، لكن الانتخابات أجهضت من طرف الجيش.

وقام الجنرال ساو ماونج بالانقلاب الثاني عام 1990، وأسس "مجلس استعادة النظام وقانون الدولة" الذي فرض الأحكام العسكرية بشكل مؤقت.

رفض المجلس نتيجة الانتخابات وتم إلغاؤها، ولم يسمح لزعيمة المعارضة بتولي الرئاسة. وظل المجلس يحكم الدولة ليتم تغيير اسمه عام 1997 إلى "مجلس الدولة للسلم والتنمية".

اليوم/

شوارع/ ميانمار تغلي.. مضاهرات صاخبة.. منع تجول.. تدخل الشرطة والجيش.. ياترى من هم الذين يقودون تلك المظاهرات؟؟.

أنهم رجال الدين البوذيون... نعم.. لنقرأ:

 سقط عدد من القتلى والجرحى واعتقل عشرات الرهبان البوذيين عندما تدخلت قوات الأمن في ميانمار بالقوة لتفريق المتظاهرين في يانغون كبرى مدن البلاد ومنع حركة الاحتجاجات المستمرة منذ ثمانية أيام ضد  المجلس العسكري الحاكم.

 وتضاربت الأنباء بشأن عدد القتلى والجرحى، فبينما نقلت وكالة أسوشيتد برس- عن ناشطين وصحفيين خارج ميانمار إضافة إلى شهود عيان- مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 17 آخرين بالرصاص ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مصادر طبية وأمنية مقتل أربعة أشخاص.

وأشارت الوكالة نقلا عن مسوؤلين كبيرين -طلبا عدم ذكر اسميهما- إلى أن ثلاثة رهبان قتلوا اثنان منهما ضربا حتى الموت فيما سقط الثالث بالرصاص بعد محاولته نزع سلاح جندي قرب أحد المعابد الرئيسية في يانغون، فيما توفي مدني متأثرا بجروح أصيب بها جراء إطلاق الرصاص.

في الختام/

لست بوذياَ ولا أريد أن أكون... ولكن بالله عيكم هل ينكر دور هؤلاء ألأبطال من رجال الدين البوذيين تجاه وطنهم وشعبهم الجائع؟؟؟.

ياترى ماذا يفعلون أكثر من هذا:

• يتحدون النظام الدكتاتوري..!!.

• لايردعهم الحديد والنار!!!.

• لايعترفون بشىء أسمه منع تجول!!.

• يقودون الشعب الى الشوارع وهم في المقدمة .. صدورهم دروع لحماية الناس!!!.

أحد الرهبان أراد أن ينتزع سلاح أحد أفراد ألأمن.. ولكن الشرطة أمطروه بوابل من الرصاص ويسقط على ألأرض جثة هامدة...... ياللشجاعة... يا للتضحية والفداء.. والله أنهم رجال دين حقيقيون حتى لو كانوا بوذيين..!!.

ألأسلام دين الحق.. والتضحية من أجل العدالة... ولكن ياترى هل هذه ألأيام أيضاَ؟؟؟ أم كانت في فترة من فترات التأريخ القديم؟؟؟؟.

لا أحرض على القتل وأنتزاع أسلحة أفراد الشرطة (فهم أولادنا).. ولكن نحب أن نرى ونسمع مواقفاَ أقلها لتكن بأضعف ألأيمان... هل ممكن؟؟؟ وهل وصلت الرسالة؟؟؟.

وأخيراَ مجرد سؤال:

 صحيح أن الديانة البوذية ليسوا أهل كتاب ولكن بالله عليكم هل أن الرهبان البوذيون.. مجرد بشر و رجال دين ؟؟ أم أنهم..  بشر ورجال من فولاذ.؟؟؟؟.

لهم مني كل التقدير وألأحترام أنهم خدموا ويخدمون وطنهم وناسهم... وهو المطلوب. اليوم ونحن نعيش أيام صعبة نحتاج الى رجال دين... أما ألألحاح بالقيام بنتفيذ واجباتنا أقول:

واحدنا حر الى أي مدى يقوم بتنفيذ تلك الواجبات لكون في القيامة كل مسؤل عن أعماله وتصرفاته.. ميزان أعدل من العدل.. هناك لا أحتاج رجال دين ..أنا وربي ... والباري غفور رحيم ...اليس كذلك؟؟.

 * المصادر/ مواقع وصحف عديدة .

العودة الى الصفحة الرئيسية