|
قد يستغرب القاريء الكريم من عنوان هذه الحكاية، وقد يصفني بالتحيز أو النظرة الضيقة اتجاه بعض شرائح المجتمع، ولكن كل ذلك ليس ببالي، فهذه قصة متداولة، والمقصود هنا بالمعيدي، ليس أبناء الريف، أو منتجي الحليب، وإنما المقصود الجهلة الذين لا يفقهون شيئ، فهم صم بكم عمي لا يبصرون، رغم أن نظرهم كنظر زرقاء اليمامة، وآذانهم كصحون الستلايت، والسنتهم أطول من لسان أحمد سعيد، لذلك أرجو عدم إساءة فهمي، وكما قيل قديما الأمثال تضرب ولا تقاس. لقد شخصنا قبل عشرات السنين الكثير من الأطراف، والعديد من الأشخاص، ووضعنا الكثير من علامات الاستفهام والتعجب أمامهم، لمعرفتنا بحقيقة توجهاتهم، وطبيعة نواياهم، وما يضمرون في داخلهم من تطلعات لو قيض لها الظهور لأدت إلى الكثير من المصائب والويلات، ولكن تشخيصاتنا اصطدمت بمطبات عدة، وجوبهت بالكثير من الصلف والأراجيف، مما جعلنا في موقع الدفاع المقرون بالإصرار والعزيمة على صحة طروحاتن، وعقم ما يذيعه الخصم، وكانت لنا فرصة لتأكيد قناعتنا بما تفرزه الأيام، ورغم ذلك حاولنا تجاوز المستحيل، بالتعلل والتمني أن يكون لهذه القوى بعض التراجع عن توجهاتها السابقة، بفعل التغيرات التي طرأت على موازين الحياة، ولكن جاءت الأمور على عكس ما نتمنى، وظهر لنا أن الكثير من هؤلاء أشبه بالحيات ، التي تبدل جلودها كلما رث قديم، وتبقى كما هي أفعى تحمل السم الزعاف، فما أن حان لها أن تتصدر الواجهة من جديد، حتى كشرت عن أنيابه، وبانت على حقيقتها الفجة، في محاولتها لبسط هيمنتها ، بعد أن لاح في الأفق ما يشير إلى استعادتها بعض ما سلب منها في السابق من السنين. لقد ناضل العراقيون بدون هوادة عبر عشرات السنين، من أجل القضاء على الاستغلال والتسلط والهيمنة لبعض الفئات الطفيلية التي كانت تلعق دماء الملايين من أبناء شعبن، وتوجوا نضالهم بالضربة القاصمة التي أقضت مضاجع الإقطاع والرجعية ومالكي وسائل الإنتاج، ونعّم الملايين من الفقراء والمدقعين بغلة أيديهم، ولكن.....ما أن لاحت نذر الشر الجديدة، حتى رفع رجال العهد القديم رؤوسهم، متطلعين للعودة إلى سابق عهدهم في استغلال الآخرين، وحاولوا بكل ما هييء من وسائل ، بفعل السياسة الاقتصادية الجديدة، الهيمنة على مقدرات الآخرين، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، باسترداد ما أسترجع منهم، وظهرت الأصوات الناعقة بإعادة الملكيات الكبيرة الخاصة، والالتفاف على القوانين السابقة، والمطالبة بالتعويض والاقتصاص من الجماهير، لأعادتها إلى العهد السابق بتكوين إقطاعيات جديدة تختلف في أشكاله، وتتواءم في أهدافها مع ما كان عليه العراق قبل العهد الجمهوري الزاهر، وقام هؤلاء بالاستيلاء على أراضي الدولة التي أستملكت بقرارات ثورية، بحجة عودة الحق إلى أصحابه الشرعيين، ولا أدري أين هي الشرعية في مئات الآلاف من الدونمات التي استولى عليها هؤلاء بارتمائهم في أحضان النظام البائد، وتعاونهم مع المحتلين، ومما زاد الطين بلة أن الكثير من هؤلاء يحاولون بشتى الوسائل والطرق، سن القوانين التي تتيح لهم سرقة المال العام، تحت غطاء القانون، بما يدعوا له العهد الجديد في خصخصة القطاع العام ، ليتمكن النافذين من شراءه بأبخس الأثمان....قاطعني سوادي الناطور(هذوله تتغير ألدنيه وما يتغيرون، ويردون كل ألأمور على مايهم، وأبو عاده أسئل عن سلامته، لن طول عمارهم عايشين على دم الوادم، وسألفتهم مثل ذاك، يگولون:أكو رجال چان يگصي بابنه، ويحاسبه بصوچ وبدون صوچ، وإذا غلط أبنه يگلب ألدنيه عليه، ويوميه يعيّره "أنته معيدي"جزع الولد من أبوه، يوم من الأيام باگ ذهبات أمه وشرد من أهله، وراح الغير ولاية، وصل لأصطنبول جابه حفاظ الودايع يم واحد خوش آدمي، لمن عرفه غريب، گاله آنه ما عندي أبن، ومن اليوم أنته أبني، گام وداه للمدرسة وگام ينجح كل سنه، تخرج وصار قاضي، هذا الربا ه عنده علاقات، عينوه قاضي بغداد، لمن وصل بغداد أحسب حسابك قاضي شگده شكبره، الناس تخافه وتگومله جل الله، لمن أستقر دز بوراه مختار ألمحله الساكنها أبوه ، سأله عن أبوه گاله أعرفه، أخذ عنوانه من المختار ودز ألشرطه يجيبوه، ومحد يدري هذا أبوه، تعرف جند رمة گبل، جابوه للعاصي مچتف، لمن دخل عالقا ضي چان يرجف من الخوف، سأله أبنه:تعرفني؟گاله لا يا مولاي بس أدري أنته القاضي، گاله آنه أبنك فلان، اللي چنت تگله أنته معيدي، شوف هسه وين صرت وليوين وصلت، باوعله أبوه وضحك وكاله:بويه بعدك معيدي، ولو ما معيدي ما دزيت وراي ألشرطه، وخليتني أخاف هاي ألخوفه. عاد ولا أحنه تره ذوله اليردون يردون اعتبارهم مثل هذا ما يغيرون طبا يعهم، ولا يغيرون عاداتهم، وخيرهم يظل طول عمره معيدي.....!!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |